أهلا بك زائرنا العزيز في بوابة ثانوية محمد عابد الجابري الإعدادية بتطوان - المملكة المغربية -
.

أنشطة

الإدارة

رياضة

الأساتذة

برنامج مسار

المكتبة

عبد الرحيم الضاقية: الصحافة التربوية : بحث عن هوية



من الصعب الحديث عن صحافة تربوية وطنية لأن أخبار التعليم كانت في البداية تعالج كسائر الأخبار في بعدها الرسمي أو الجمعوي أو النقابي أو المحلي- الجهوي  ضمن صفحات الجرائد الوطنية . ثم ظهرت مرحلة الملاحق التربوية وبعدها انفجار الخبر التربوي عبر الصحافة الإلكترونية . إلى أي حد يمكن الحديث عن صحافة متخصصة في قضايا التربية والتعليم والتكوين ؟ ثم هل من سبل لتطوير الصحافة التربوية لتساهم في ورش إصلاح المنظومة ؟

1 ـ في البدء كان الخبر ..
كان الخبر المتعلق بقطاع التعليم منتشرا على صفحات الجرائد الوطنية التي كانت ورقية بالأساس . وكانت المادة الإعلامية تعالج قضايا مختلفة بعضها ذو طابع موسمي مثل الدخول المدرسي وتسجيل التلاميذ/ات والامتحانات ، والحوادث المرتبطة بالتلاميذ/ات او رجال/ نساء التعليم.وكانت نتائج الباكالوريا من المواد الإعلامية ذات الصبغة المجتمعية الواسعة حيث كانت تعلن أسماء الناجحين  على صفحات الجرائد مما يعطيها زخما وانتظارية من جانب المجتمع برمته . وكم من أهل ذلك الجيل من لازال يحتفظ بالصفحة او الصحيفة التي وجد بها إسمه. أو كانت الأخبار ذات طابع رسمي تتمثل في البلاغات وإصدار القوانين والمراسيم والقرارات الحكومية او النيابية أو الجهوية والتي تتعلق بالتدبيرالتربوي أو الإداري او المالي او القانوني لمؤسسات التعليم . كما كانت الصحافة الحزبية تتابع المستجدات التربوية والحركة النقابية التي كان المدرسون/ات يشكلون قوتها الضاربة خاصة خلال سنوات الرصاص .وقد غطت الصحافة الوطنية التجمعات والأنشطة النقابية بشكل مستمر. وبثت البلاغات والبيانات بشكل مسترسل ، كما واكبت الحركات الاحتجاجية الشهيرة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي والتي كان الإعلام الرسمي يضرب عليها طوقا من الحصار . وقد كانت  لصحافة الأحزاب المعارضة مدعومة بالنقابات والجمعيات الدي تدور في فلكها أدوار طلائعية على هذا المستوى .

2. مرحلة الملاحق التربوية / التعليمية :
عرفت مرحلة نهاية الثمانينات اهتماما مجتمعيا بقضايا التعليم بحكم توسع قاعدة المتمدرسين/ات وبالتالي توسع فئة المدرسين /ات الذين تكونوا بمراكز التابعة لوزارة التعليم . وقد شكل هؤلاء قاعدة عريضة ومتلقية نشطة للخبر ،والتحليل ،والدراسة التربوية... لأغراض تبدأ من الفضول الفكري وحتى التكوين الذاتي او الاطلاع على مستجدات الطرق البيداغوجية الحديثة .وقد كان لأزمة التعليم على مستويات مختلفة بفعل سياسات التقويم الهيكلي دور في تأجيج النقاش والبحث في قضايا التربية والتكوين. و برزت في خضم هذه التحولات ملاحق تربوية خاصة في الصحف الحزبية للمعارضة .وتميزت الملاحق بمهنية عالية حيث فتحت الباب لمتخصصين في الميدان للمساهمة بمقالات ودراسات تلامس الواقع المدرسي بأسلاكه الثلاث وبمجالاته الجغرافية ( قروي – شبه حضري – قروي ).كما غطت هذه الملاحق ندوات ولقاءات لجمعيات مهنية او ذات طابع نقابي وأيام دراسية في مختلف النيابات والأكاديميات . صحيح أن الطابع الحزبي والولاءات العلائقية كانت حاسمة في نشر او عدم نشر مادة إعلامية معينة ، لكن الملاحظ يستطيع أن يجزم بأن هذه الملاحق كان لها الدور الأساس في فتح ومواكبة ورش الإصلاح التربوي بشكل ساهم في نقل الخبر التربوي إلى أبعد نقطة تصلها الجريدة .وفي إطار ورش الإصلاح كانت لهذه الملاحق أدوار مهمة في التعريف بالميثاق  ووثائق الأجرأة والندوات والأيام والملتقيات الوطنية  حول ( الحياة المدرسية – الكتاب المدرسي – السلوك المدني ...).وباعتراف الساهرين على تلك الجرائد فالملحق التربوي كان له وقع بين على مبيعات الجريدة مما يبين أثره فيما بعد .وفي نفس هذا الإطار لابد من إدخال بعض المجلات المتخصصة في هذا المجال لأن أسباب نزولها يتساوق مع الإطار الذي ظهرت وتطورت فيه الملاحق التربوية .وهو النقاش المجتمعي والمتخصص في قضايا التربية  والتعليم . بل ونجد نفس الأقلام المعروفة على صعيد الملاحق هي نفسها التي تدير اوتساهم في هذه المجلات المتخصصة . ويمكن أن نذكر مجلة (( الدراسات النفسية والتربوية )) و(( التدريس)) و(( مجلة علوم التربية )) . وتجدرالإشارة هنا إلى أن كلا من كلية علوم التربية بالرباط والمركز التربوي الجهوي بالجديدة ومنظمة التضامن الجامعي بالدار البيضاء كان لها الفضل في إغناء النشر والإخبار وإنتاج وتجميع المقالات والدراسات والأبحاث التربوية .

3.الصحافة الإلكترونية والرهان الرقمي :
كانت نهاية القرن العشرين بداية فعلية للصحافة الإلكترونية الإخبارية ،وقد بدأت قضايا التربية والتكوين جزءا مهما منها قبل أن تبرز صحافة إلكترونية متخصصة في التربية . وقد حملت هذه الصحافة أسماء قريبة من الأدوات الرمزية الخاصة بالمؤسسات التعليمية كالسبورة والدفتر والتربية ...وتعد هذه المواقع ذات قيمة حيوية متعاظمة بفعل ولوج عدد كبيرمن المرتادين إليها .ومن خلال قراءة مستعرضة للمضامين والاهتمامات يمكن تقسيم أغراضها منهجيا الى :
ـ الإخبار: وتشمل على الحيز الأكبر من الصفحات حيث تهتم طواقم التحرير بالمستجدات التربوية كالمذكرات الصادرة عن الوزارة أو ممثليها الجهويين . وكذا القرارات والأنشطة المؤسسية أو المدنية سواء التي تنجز داخل الفضاء المدرسي أو التي تهم المدرسة من خلال المواضيع والتيمات ذات الاهتمام المجتمعي كالعنف والامتحانات أو التعليم الخصوصي .. كما تخصص حيزا آخر للحوادث  التي يتعرض لها التلاميذ/ات أو الأساتذة .
ـ الخدمات : توفر الصحافة الإلكترونية بالإضافة الى الخبر الخدمة الملائمة سواء للمدرسين/ات او للتلاميذ /ات اوللآباء..ويمكن ذكر بعض النماذج حول تواريخ التسجيل ومواعيد المباريات والتوجيه والمسالك في الثانوي أو بعده . كما تسدي خدمات للأساتذة/ات حول الحركة الانتقالية ( الإعلان – المطبوعات – المناصب – النتائج – الطعون ...)كما تقوم بالعمل نفسه على مستوى الامتحانات المهنية والمدرسية والترقية . تقدم المواقع التربوية خدمات أخرى مرتبطة بنشر النصوص القانونية  والقرارات الإدارية  كما يمكن ولوج الوضعيات الإدارية  عبر موقع الوزارة ومن خلال توفير الروابط المسهلة للولوج .
ـ التكوين : توفر المواقع الإلكترونية التربوية فضاء خاصا بالتكوين وإعادة التكوين فنجد أزرارا خاصة بالمقالات والدراسات والعروض وكذا بالتجارب التربوية الوطنية والدولية . كما توفر للمدرسين/ات نماذج من الوثائق التربوية التي يشتغلون بها كالملفات والجذاذات والأطر المرجعية ونماذج من الفروض وبنوك للأسئلة. كما تطورت هذه المادة لتقدم دروسا وتمارين تفاعلية  في كل المستويات والشعب بثقنيات العرض القابلة للاستثمار في الفصول الدراسية . ونجد أن بعض الأساتذة/ات وصلوا مستوى عال من الإبداع في المجال .

4.السمات العامة :
تعد الصحافة الإلكترونية التربوية عاملا مهما في نشر المعلومة التربوية وتقديم الخدمة كيفما كان نوعها كما أن الفاعلين في الميدان بدءوا فعلا يحسون بقوتها وأهميتها في تجاوز عوائق الزمن  والمكان ومحاربة الإشاعة التي تم بها تدبير كثير من الوضعيات اليومية  :
ـ التواصل في زمن قياسي وآني حيث يمكن عرض المادة الإعلامية من أي مكان وبالزمن الحقيقي ، ونجد نماذج ذلك في تغطية الوقفات الاحتجاجية والأنشطة اللاصفية.
ـ تسد الصحافة الإلكترونية التربوية الفراغ الذي  يتركه الموقع الرسمي للوزارة الذي لايشفي غليل الفاعلين في الميدان . فهو يصاب بالأعطاب يوم ينتظره الجميع مثلا عند إعلان نتائج الحركة الانتقالية او الامتحان المهني أو الترقية بكل أنواعها.
ـ تمكن الصحافة الإلكترونية خدمات جليلة للإدارة التربوية ومجمل الفاعلين بتوفيرها مثلا وثائق إدارية يمكن تعبئتها عبرملفات رقمية قابلة للتحميل بدون حاجة الى التنقل الى ا لنيابة أو الأكاديمية للحصول على نماذج منها ، مما يوفر الجهد والوقت .
ـ تمكن الصحافة التربوية القوة في التغطية حيث تتوفر على  أكبر شبكة للمراسلين/ات – المحتملين - حيث أن كل أستاذ/ة يتوفر على حامل إلكتروني ( حاسوب – لوحة – هاتف ) يمكنه أن ينقل بالصورة والصوت حدثا تربويا أو واقعا معينا .لأن وزارة التربية الوطنية هي التي تتوفر على أكبر تغطية مجالية على الصعيد الوطني لاتضاهيها  حتى وزارة الداخلية حيث أينما وجد السكان يوجد على الأقل قسم دراسي .

5.في سبيل أفق واعد :
يعد القرن 21 بدون شك قرن المعلومة بامتياز لذا لامناص من الاشتغال على هذا الورش في إطار إنقاذ المنظومة التربوية بكل ما يتيحه المجال . ويعد الإعلام خندقا تكتيكيا مهما يمكن الولوج عبره لمواجهة الاختلالات التي تعرفها المنظومة . فمن الضروري الاستفادة من الإعلام التربوي لتقديم الخدمة لمجموع الفاعلين وخاصة الحلقات الأضعف ( التلاميذ/ات في العالم القروي – الآباء/ الأمهات – المدرسون/ات في المناطق الصعبة – الإدارة التربوية بالابتدائي..).كما أن للإعلام دور أساسي في فتح النقاش التربوي ورفع التعتيم عن قضايا حساسة مثل مداخل الإصلاح عبر فتح بوابات النقاش الفعلي والهادف لمناقشة قضايا حساسة مثل الكتاب المدرسي والمناهج والبرامج ...كما أن الإدارة وطنيا وجهويا عليها أن تدخل العالم الرقمي عبر تبسيط المساطر وفتح إمكانية إرسال الوثائق واستقبالها ( تقارير – شواهد – تفتيشات ...)عبر الشبكة نحو الفاعلين المباشرين لتحقيق الشفافية تقاسم المعلومة في زمن حقيقي .كما أن الملاحظ يرى أن العدد الكبير جدا من المواقع التربوية لايخدم القضية الكبرى فمن المحبذ أن يتم تجميعها في مواقع كبرى ذات قوة رقمية وباستقطاب أكبر للمراسلين والباحثين من أجل الرفع من جودة المادة الإعلامية وتجاوز حالة التكرار التي تعانيها حاليا ، رغم أن التعدد في مرحلة التأسيس وبناء الهوية يعد محبذا لفرز الكفاءات والمهارات من أجل غد أفضل.

مواضيع ومقالات مشابهة

/* قال تعالى : مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد . صدق الله العظيم/
 المدير العام للموقع  ذ : أحمد الطاهري