المقررات الالكترونية ذات الالتحاق الهائل برنامج MOOC نموذجا
لاشك
أن التعليم هو أساس التنمية والتقدم ومن ثم فإن الإصلاح يبدأ بالتعليم
ونشر العلم وكفالة الحرية للبحث العلمي، ومن الضروري أن تكون فكرة التعليم
المفتوح والتعليم عن بعد معروفة لدينا وبصورة واضحة ، حيث يرتبط مصطلح
التعليم المفتوح و التعليم عن بعد في مفهوم واحد لدي معظم المؤسسات
التعليمية التي تنهج نظام التعليم المفتوح ، وتستخدم التعليم عن بعد في
أساليب و طرق التعليم بها. ويُنظر إلي التعليم المفتوح و التعليم عن بعد
علي أنه أداة فعالة للمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية
نتيجة التطور الهائل و السريع والمضطرد في مجال تقنية المعلومات والاتصالات
الذي أصبح وسيلة المجتمعات الفعالة لتحقيق التنمية البشرية المستدامة في
ظل اقتصاد عالمي يرتكز علي المعرفة حيث أصبح من الممكن الوصول بسرعة و
سهولة إلي مصادر المعلومات عبر الشبكة الدولية فيما يتجاوز الحدود
الجغرافية و الثقافية للمجتمعات المختلفة بل وداخل المجتمع الواحد بمختلف
شرائحه،ويتيح هذا النظام التعليمي فرصة استكمال الدراسة لكل من حرمته
ظروفه الاجتماعية أو العمرية من الاستمرار في الدراسة بالجامعات التقليدية
حيث يسمح للراغبين بغض النظر عن أعمارهم و مكان إقامتهم و مدي تفرغهم
للدراسة المنظمة فقط بشرط القدرة العقلية والعلمية و المعرفية حيث لا يشترط
التفرغ للدراسة ومتابعة تحصيل المقررات الدراسية, ولا يشترط الانتظام في
الحضور اليومي للجامعة ،وبذلك يتعهد نظام التعليم المفتوح بنقل العملية
التعليمية إلي الطالب في محل إقامته أو محل عمله بحيث يمكن للطلبة العاملين
التوفيق بين عملهم و تعلمهــم ويتيح لهم أن يكيفوا برنامجهم الدراسي مع
أوضاعهم العملية والمعيشية.
وتعد
المقررات الالكترونية المفتوحة ذات الالتحاق الهائل Massive Open Online
Courses MOOC)) من أحدث الاتجاهات في التعليم المفتوح عبر الانترنت والتي
يُقدم فيها المحتوى التعليمي كاملاً من خلال قنوات الانترنت للمتعلمين من
مختلف الأعمار و في أي مكان في العالم. انها فرصة ممتازة لأولئك الباحثين
عن المعرفة و العلم على نطاق واسع والتي ُتقدم مجانا من خلال الحصول على
شهادة معتمدة في جميع المقررات ،والجامعة تهدف الى تصميم مقررات تساعد
الأفراد في تطوير أنفسهم وزيادة التعلم و التفاعل على مستوى واسع بين
المشاركين لتبادل المعرفة و الأفكار و للاستفادة من الخبرات في بيئة
تعليمية مفتوحة بحيث يكون المشارك جزء من العملية التفاعليه و لا يشترط بأن
يكون جزء من نفس المؤسسة التعليمية.
و
من هذا المنطلق و إيمانا من المؤسسات التعليمية بأن المعرفة و التعلم حق
للجميع و رغبة في الوصول الى افضل المعايير في التعلم ، فقد تم طرح نمط
جديد من أنماط التعلم الالكتروني متمثلا في مشروع المقررات الالكترونية
المفتوحة لجميع الراغبين في الاطلاع والتعلم بالتعاون مع أفضل الاساتذة
وأكثرهم خبرة في المجال .
ولقد
تم استخدام نظام مودل في هذا المشروع كنظام إدارة محتوى و الذي و يعد من
أكثر أنظمة التعلم فاعلية و سهولة في الاستخدام لتيسير و تعزيز التفاعل على
جميع المستويات بين (المعلم-المتعلم، المتعلم- المتعلم، المتعلم-المحتوى) ،
وقد صُممت هذه المقررات لتكون المكان الذي يجتمع فيه المتعلمون ويتفاعلون
لبناء معرفة مشتركة بمساعدة اعضاء هيئة التدريس . ولتحقيق أهدافنا ركزنا
خلال عملية تصميم المقررات على توفير أنشطة مفيدة تساعد على الاستفادة
القصوى من المحتوى،بحيث تكون كل المقررات المتاحة مجانية ومفتوحة حيث
تستوعب عدد كبير من المشاركين ، من مختلف البلدان ولديهم معارف ثقافات
مختلفة الا انهم يتشابهون في الرغبة لتعلم موضوع واحد، ويقسم كل مقرر الى
اسابيع ، كل اسبوع يحتوي على العناصر التالية :
١- محتوى ( ملفات قراءة ، مقاطع فيديو ، ملفات صوتية ..)
٢- أنشطة ( مناقشات ، تقارير ، تكليفات ..)
٣- تقييمات ( اختبارات قصيرة ، واجبات..)
وبناء
على ما سبق يتضح أن المتعلم في مثل هذا النوع من المقررات لابد ان يكون
متعلم نشط وليس متلقي فقط حيث يتطلب منه المشاركة في المقرر والمساهمة في
نشر وبناء المعرفة، ومن هذا المنطلق تعد المقررات الإلكترونية المفتوحة ذات
الالتحاق الهائل – MOOC من أحدث الاتجاهات في التعليم المفتوح والتي
يُقدَّم فيها المحتوى التعليمي عبر الانترنت لمتعلمين من أماكن مختلفة،كما
أن المقررات المفتوحة ذات الالتحاق الهائلMOOC، تمثل فرصة لأولئك الباحثين
عن المعرفة والتي تُقدم مجانا لتبادل المعارف والأفكار وللاستفادة من خبرات
الآخرين في بيئة تعليمية مفتوحة، لا يشترط فيها أن يكون المشارك من نفس
المؤسسة التعليمية .
مواضيع ومقالات مشابهة