أهلا بك زائرنا العزيز في بوابة ثانوية محمد عابد الجابري الإعدادية بتطوان - المملكة المغربية -
.

أنشطة

الإدارة

رياضة

الأساتذة

برنامج مسار

المكتبة

المدارس- التعليم- الإنترنت

إن مهارات تحويل المعرفة والمعلومات بشكل إنتاجي إلى خدمات ومنتجات إبداعيّة ، سوف تحدد الاقتصاديات الناجحة القائمة على المعرفة . بعد أن أصبحت المعرفة والمعلومات هي العامل الأهم لتحقيق الإنتاجيّة والكفاءة ، والرخاء المتنامي ، أصبحت الأمم تعطي أولوية أكبر لتطوير العامل البشري لديها ، وهكذا فإن الحكومات في كل أنحاء العالم تقوم بالتركيز على وضع الخطط التي تزيد من سهولة الحصول على التعليم ، بالإضافة إلى تحسين نوعيّة ذلك التعليم .
عالم اليوم قد تغيّر بينما بقيت غرف الصف فيه دون تغيير . إذا قمت بالمقارنة ما بين عالمنا اليوم وبين العالم قبل مئة عام ، فإنك سوف تواجه أمثلة مذهلة على أنواع التقدّم في مجال العلم ، التجارة ، الرعاية الصحية، المواصلات ، ومجالات أخرى لا تعد ولا تحصى . ولكن إذا أجريت المقارنة ما بين غرفة الصف قبل مئة عام وغرفة الصف العاديّة الموجودة اليوم ، فإنك لن تجد فرقاً يذكر . فبينما حدثت تغييرات كبيرة يسبب التقدّم في مجال العلم والتكنولوجيا ، بقي التعليم إلى حدّ كبير دون أيّ تغيير . على أي حال ، فإن عالم اليوم الذي يقوم على أساس من المعرفة والمعلومات ، يتطلّب مجموعة كاملة وجديدة من المهارات .
الدرس الأول : مهارات جديدة لعالم مترابط بواسطة شبكة الكترونية
إن إيجاد نوعاً مناسباً من التعليم قد أصبح اليوم في غاية الأهميّة ، وذلك لأن عالم اليوم المترابط بواسطة شبكة إلكترونية يتطلب قوى عاملة تعرف كيف يمكن لها استعمال التكنولوجيا كوسيلة لزيادة الانتاجية والإبداع. إن هذه المهارات تتضمن مهارة "تقييم المعلومات" وهي العملية التي يتم من خلالها تحديد مصادر المعلومات الموثوق بها ، والوصول إليها بفعالية ، بالإضافة إلى فهمها ونقلها إلى الزملاء . كما أن أصحاب العمل يتطلبون من العاملين لديهم امتلاك المهارات الضرورية للتعاون ، والعمل ضمن مجموعات
وتبادل المعلومات عبر الشبكات العالمية ، أي القدرة على تحليل القضايا من زوايا متعددة . إن كون هذه الشبكات عالمية ، جعل أصحاب العمل يبحثون عن الأفراد الذي يمتلكون القدرة على التفاعل الناجح مع الآخرين عبر الحضارات واللغات . وأخيراً فإن هؤلاء العاملين يجب أن يمتازوا بالمرونة وسرعة التعلّم ، إذ أن بيئات العمل تتغير بشكل مستمر .
الدرس الثاني : الوصلات العالمية (World Links) نموذجاً للتعلم عبر الشبكة العالمية
قام البنك الدولي في عام 1997 بإنشاء برنامج الـ (World Links) وذلك استجابة لحاجة الدول النامية إلى الخطط اللازمة لتحضير أجيال الشباب لديها للمنافسة في عالم آخذ في الاعتماد المتزايد على المعلومات، التكنولوجيا والمعرفة . إن هذا البرنامج هو من أكثر برامج الهبات المقدمة من البنك الدولي لمساعدة الدول النامية على تخطّي الفجوة الرقمية . كما أن الهدف الأساسي لهذا البرنامج هو تزويد مدارس الدول النامية ووزارات التعليم فيها بحلول عملية لنقل التكنولوجيا الضرورية والمهارات والمصادر التعليمية اللازمة  وذلك لتجهيز كل من الطلاب والمعلمين لدخول العالم المترابط بشبكة الكترونية .
الدرس الثالث : البنية التحتية والمنافسة
إن القوانين والسياسات والبنية التحتية الخاصة بالاتصالات التي تفتقر الى القدرة على المنافسة تعيق الاتصالات والاستمرارية .
إن كون معظم الدول النامية تحاسب على أسعار المكالمات بالدقيقة وحتى بالنسبة للمكالمات المحلية ، فإن النوع المتردد من مدراء المدارس والذين يعانون من ميزانيات محدودة ، يقومون بتحديد الوقت على الانترنت خلال اليوم . وبناءً على ذلك ، فإن الدراسات تقترح قيام المدارس أو وزارات التعليم بالاستثمار في أسلوب وصول للانترنت يمتاز بالسرعة العالية ، مما سيؤدي إلى زيادة في مستوى الرضى والاستعمال والتكامل مع المنهاج .
كما أن وزارات التعليم بإمكانها القيام بجهود أكثر تركيزاً للدخول في شراكات مع شركات الاتصالات الوطنية أو المحلية في بلدانهم . إن مثل هذه الشراكات قد تؤدي إلى استفادة أكيدة لكل الأطراف ، إذ لا تقتصر المسألة على التقدّم في مجال الأهداف التعليمية ، بل أن أهداف شركات الاتصالات تتحقق أيضاً ، وذلك من حيث أسس الاتساع أو الزيادة في الاستعمال .
كما أن التكنولوجيات اللاسلكية الجديدة والتي تمثل مجالات لوضع القواعد والقوانين ، بحاجة أيضاً إلى الانتباه . فيما أن الاتصال الذي يمكن الاعتماد عليه والذي يتم عبر الخطوط الثابتة ، ما يزال محدوداً على الأغلب فقط في مناطق المدن من الدول النامية ، فإن الخيارات اللاسلكية قد أصبحت جذابة في المناطق الريفية ، بينما نجد أن التكنولوجيا اللاسلكية آخذة في التطور والانتشار ، إذن يجب على الحكومات القيام بتقييم المجالات أو الأماكن التي تغطيها وسياسات ترخيصها ، وذلك لضمان قيام بدائل الاتصال عبر الأقمار الصناعية بتقديم إطار واسع من الخيارات الخاصة بربط المناطق الأقل حظاً من حيث الخدمات في الدولة .
الدرس الرابع : دعك من الأسلاك
لقد وجد مشروع الوصلات العالمية (World Links) أن أفضل طريقة تكنولوجية لربط المدارس في الدول النامية هي التكنولوجيا اللاسلكية . إذ أن البنية التحتية الخاصة بالاتصالات ضعيفة جداً في هذه الدول . إن مدارس الدول النامية تقوم الآن بتخطي البنية التحتية المحلية الخاصة بالخط الثابت ، وهي تعمل على إيجاد طريقة وصول لاسلكية الى الانترنت .
إن برنامج الوصلات العالمية (World Links) يقوم الآن بإجراء تجربة حول تكنولوجيا الأقمار الصناعية اللاسلكية في مناطق ريفية ، وذلك كتجربة على الوصلات اللاسلكية . فإذا نجحت التجربة ، فسوف يتم تكرارها في مناطق ريفية أخرى في أفريقيا وغيرها .
الدرس الخامس : أشرك المجتمع المحلي
إن النقص في التمويل هو من أكبر التحديات التي تواجه مسألة ربط المدارس بالإنترنت في الدول النامية . يوجد لهذه المشكلة حل جزئي يتمثل في المشاركة في التسهيلات وفي التكاليف مع المجتمع . وهذا يتطلب اللجوء إلى خطط خلاّقة ، حيث يمكن تأمين بعض المصادر المالية من خلال ضريبة تعليمية يدفعها المجتمع، وبالإمكان تأمين باقي التكاليف من خلال القيام بفتح المدارس بعد ساعات الدراسة عند نهاية الأسبوع وفي أيام العطل للناس للحصول على التدريب وللوصول إلى المعلومات . إن هذه الاستراتيجية لا تعمل فقط على تحقيق الهدف الرامي إلى توزيع التكاليف على قطاع كبير من المستخدمين ، بل إنها أيضاً تقوم بإشراك المجتمع بأنشطة المدارس ، وتوفر للكبار نوع من التعليم المستمر مدى الحياة .
بناء على النجاح الذي حققته تلك الأفكار في بعض التجارب التي قام بها برنامج الوصلات العالمية (World Links) في بعض الدول النامية ، فإنه يجب على الدول النامية العمل على فتح مدارسها أمام جمهور المجتمع ، وذلك بهدف الحد من الفجوة الرقمية الموجودة ما بين المناطق الريفية والمناطق المدنية ، وكذلك ما بين فئة جيل الشباب الذي يذهب إلى المدرسة وفئة جيل الشباب الذي لا يذهب إلى المدرسة ، وأخيراً ما بين الذكور والإناث من حيث الوصول إلى التعليم .
الدرس السادس : الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص أمر أساسي وهام
في العادة لا تستطيع وزارة التعليم القيام بتزويد كل المدارس بالأجهزة ، فهي ببساطة مهمة كبيرة جداً . فعلى الحكومات إذا أرادت النجاح ، أن تعمل على تشكيل شراكات استراتيجية .
الدرس السابع : قم بربط المعلوماتية والجهود التعليمية بإصلاحات تعليمية أوسع
إن هذه الأمثلة حول الشراكات مع القطاع العام والقطاع الخاص ، من أجل تجهيز المختبرات وتوفير أسعار معقولة للربط على الإنترت ، تمثل نماذج جيدة جداً للقيادة الخلاّقة بالنسبة للقطاع العام ، إلا أن تركيب وتأمين البنية التحتية المادية هو أسهل جزء من هذه المعركة .
// فبينما  قامت العديد من وزارات التعليم من حول العالم بالالتزام بإدخال أجهزة الكمبيوتر إلى المدارس ، إلا أن القليل منها فقط هي التي قامت بتطوير خطط متجانسة لاستعمال أجهزة الكمبيوتر بشكل متكامل كوسائل //.
عدم وجود سياسة واضحة لدى وزارات التعليم بخصوص استعمال الكميبوتر في التعليم
إن العديد من وزارات التعليم تنظر إلى الكمبيوتر على أنه موضوع مستقل بحد ذاته يتطلب منهاجاً يركز على تعليم المهارات الأساسية لاستعمال الكمبيوتر . في حين أن المعرفة بأمور واستعمالات الكمبيوتر هي عبارة عن بداية ، أي أن التكامل ما بين الكمبيوتر وبين الانترنت نحو تكوين المنهاج الأوسع ، هو المكان الذي تتحقق فيه المكاسب الحقيقية للتعلم . إن المنهاج الذي يجب على المعلمين التقيد به في معظم الدول النامية ، يفتقر إلى المرونة ، ويمتاز بالاتساع الزائد ، مما يترك القليل من الوقت فقط لأية ممارسات خلاّقة داخل غرفة الصف . كما أن الامتحانات تمثل أعظم نوع من الحوافز بالنسبة لمعظم الطلاب والمعلمين . إذ أن وجهة النظر السائدة ترى أنه "إذا كان لم يتم  امتحان الطلبة بشيء أو موضوع  ما ، فإن ذلك الشيء أو الموضوع  لا بد أن يكون غير هام" . إن أجهزة الكمبيوتر بحد ذاتها تقدم القليل جداً لعملية التعلّم ، فهي عبارة عن مجرّد وسيلة مثل الكثير من الوسائل الأخرى . إن ربط الكمبيوتر والانترنت مع أهداف التعليم هو الهدف الصعب المنال ، الا أنه من أهم الأهداف التي بإمكان صانعي السياسة التعليمية تحقيقها .
الدرس الثامن : التدريب ، التدريب ، التدريب
إن التطوير المتخصص للمعلمين هو الأساس لأي تكنولوجيا ناجحة وبرنامج تعليمي . لا يحتاج المعلمون إلى التدريب الرسمي فحسب ، بل إلى الدعم الدائم والمستمر من زملائهم لمساعدتهم على تعلّم أفضل الطرق لتحقيق التكامل ما بين التكنولوجيا وبين تعليمهم . يجب على المعلمين امتلاك القدرة على تحويل غرف الصف الخاصة بهم من أماكن يتم فيها انتقال المعلومات بشكل ثابت وفي اتجاه واحد من المعلم إلى الطالب ، إلى بيئات تعلّم تمتاز بالديناميكية وتتمحور حول الطالب ، حيث يقوم الطلاب بالتفاعل مع رفاقهم على شكل مجموعات في كل من غرف صفوفهم وكذلك مع صفوف أخرى من حول العالم عبر الإنترنت .
إن معظم المعلمين يخشون من التكنولوجيا ويشعرون بالارتياح حيال الأساليب التعليمية التقليدية  الخاصة بهم . إن أي برنامج تدريبي للمعلم يجب أن يساعد المعلمين على رؤية ما وراء التكنولوجيا من مكاسب في مجال التعليم يمكن الاستفادة منها في غرفة الصف ، وذلك نتيجة لاستعمال التكنولوجيا بالإضافة إلى ذلك على المعلمين أن يتحولوا من مجرد مستهلكين أو متلقين للمعلومات عن طريق استعمال الانترنت للوصول إلى المصادر ، إلى منتجين للمعلومات ، مع صياغة هذه المعلومات بما يتناسب مع واقعهم التعليمي والحضاري الخاص .
لقد ركز برنامج الـ (World Link) تدريبه على مساعدة المعلمين على استعمال التكنولوجيا كوسيلة ، وعلى تحويل غرف الصف لديهم إلى بيئات تعليمية تتسم بالتفاعل المتبادل والفضول العلمي .
إن المعلمين يحتاجون إلى الدعم ، وإلى امثلة يقتدي بها في مجال الممارسة الجيدة ، بالإضافة إلى القيادة المناسبة من إدارة المدرسة للحصول على الوقت اللازم لتحقيق التطوير المتخصص ، وذلك من أجل إحداث تحوّل حقيقي على التعليم والتعلّم في غرفة الصف .
الدرس التاسع : إن التكنولوجيا تزوّد الفتيات بالقوة
يرى القائمون على التطوير العالمي أن تعليم المرأة يعتبر من العوامل الهامة لتشجيع التطور الاقتصادي والاجتماعي . فعلى سبيل المثال نجد أن المرأة المتعلمة تكون ذات إنتاجية أعلى في مجال العمل . أن كون المرأة هي مصدر الرعاية الأول في المجتمع ، فإنه كثيراً ما يقال "إنك عندما تقوم بتعليم المرأة ، فإنك تكون قد قمت بتعليم كل العائلة" . لذلك فإن تعليم البنات من أهم أولويات التطوير . لقد بيّنت دراسة قامت بها المشروع  الـ (World Links) حول الاختلافات في تأثير البرنامج على كل من البنات والأولاد ، أن البنات قد حققن استفادة أكبر في مجالات مثل الدراسة الأكاديمية ومهارات الاتصالات ، في حين حقق الأولاد فائدة أكبر في مجال مثل المهارات التكنولوجية . إن 75 % من فتيات مدارس الـ (World Links) في موريتانيا على سبيل المثال يؤكدن أن الإنترنت قدم لهم الحرية كفتيات ، إذ أنهن لم يعدن بحاجة إلى تحديد أنفسهن فكرياً بالمعلومات الموجهة من قبل مجتمعاتهم وعائلاتهم . وبشهادة بعض الفتيات في  البرنامج ، فإن هذا  البرنامج   قد ساهم في منح الفتيات شعوراً بالثقة والشجاعة والاعتزاز بالنفس .
الدرس العاشر : التكنولوجيا تحفز الطلاب وتنشر الطاقة في غرف الصف
عندما تكون المدارس مرتبطة مع الانترنت ، فإن ذلك يجعل المعلمين يعيدون النظر في أساليب التعليم التي يمارسون . كما أن الطلاب يصبحون ذوي قوة كافية لاستعمال التكنولوجيا . إن المعلمين يلاحظون بسرعة كيف يؤدي استعمال الكمبيوتر إلى بث الطاقة في الطلاب ، وإلى جعل غرفة الصف بيئة تعليمية تمتاز بالتفاعل المتبادل . لقد بيّن بعض المعلمين أن برنامج (World Links) قد ساعد الطلاب على تطوير شعور بالثقة ، المسؤولية ، القدرة على العمل كأعضاء في فريق ، التفكير بشكل خلاّق للوصول إلى حلول، بالإضافة إلى تبادل المعرفة . على أي حال ، فإن الكثير من المعلمين يشعرون بنوع من التهديد بسبب فقدانهم للسيطرة داخل غرفة الصف ، وذلك عندما يكون باستطاعة الطلاب المعتادين على استعمال التكنولوجيا الوصول بسرعة إلى المعلومات ، مما يمثل تحدياً لدور المعلم كمحور أو مصدر للمعلومات . إن المعلمين الذي يتلقون تدريباً متخصصاً يصبحون على علم بكيفية إدارة غرفة صفهم بشكل أكثر فعالية ، وكيفية استعمال التكنولوجيا من أجل إيجاد بيئة تعليمية أكثر قدرة على استفزاز الطاقات .

مواضيع ومقالات مشابهة

/* قال تعالى : مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد . صدق الله العظيم/
 المدير العام للموقع  ذ : أحمد الطاهري