أهلا بك زائرنا العزيز في بوابة ثانوية محمد عابد الجابري الإعدادية بتطوان - المملكة المغربية -
.

أنشطة

الإدارة

رياضة

الأساتذة

برنامج مسار

المكتبة

شراكات المؤسسة

name for pic







 في إطار الشراكة المزمع توقيعها بين مؤسسة محمد عابد الجابري الإعدادية وبين ثانوية ايف مارسيليا
نظمت مؤسستنا زيارة عمل لفريق تربوي من مؤسسة ايف مارسيليا يتكون من الأستاذ إدريس أستاذ مادة اللغة العربية
والأستاذة سابين أستاذة مادة الإجتماعيات لمناقشة الخطوات المقبلة في إطار هذه الشراكة ، حيث عقد فريق المؤسسة معية فريق ايف مارسيليا اجتماع مساء الإثنين حدد فيه المحاور العريضة للتدخلات المستقبلية لهذه الشراكة ، بعدها انتقل الفريق الزائر إلى زيارة بعض الأساتذة وهم يقومون بمهمتهم النبيلة معية التلاميذ .

بحضور السيد مدير مؤسسة محمد عابد الجابري الأستاذ حسن السماتي والطاقم المكلف بتدبير وبلورة الشراكات بمؤسستنا، تم اليوم (18-01-2016) عقد لقاء رسمي مع مدير مؤسسة MARSEILLEVEYRE السيد CHARLES MONGRAND من أجل بلورة التصور العام للشراكة التي ستبرم غدا الثلاثاء 19 يناير 2016 بين المؤسسة الفرنسية وثانوية محمد عابد الجابري نيابة تطوان.
اللقاء مر في جو رائع ومسؤول تم الاتفاق فيه على مجموعة من البنود في انتظار لقاء آخر هذه الليلة إن شاء الله.
كما تلقت المؤسسة دعوة رسمية من السيد CHARLES لحضور فعاليات المنتدى البيئي المنظم بمدينة مرسيليا يوم 29 أبريل 2016 والذي سيمتد برنامجه على طيلة 04 أيام.
وسنوافيكم بتفاصيل أخرى إن شاء الله.













أهمية الشراكة التربوية في تدبير الحياة المدرسية



أهمية الشراكة التربوية في تدبير الحياة المدرسية





                                 محسن الندوي – باحث في الشأن التربوي
(مداخلة في ملتقى تربوي نظمه المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي
بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة –تطوان)
تقديم:
تولي الحكومات والمجتمعات المعاصرة أهمية كبرى لمشاركة المؤسسات والمنظمات المجتمعية المختلفة في عملية النمو والتطور في مجالات الحياة المختلفة ومنها المجال التربوي.
وقد اقترن ظهور نظام الشراكة، بالعديد من التحولات التي شهدها عالمنا المعاصر في جميع الميادين وانبثقت عنها بعض المفاهيم مثل: المساهمة، الاندماج، التكتل، التكامل،احترام الخصوصيات، انفتاح المؤسسات على محيطها… تلك المفاهيم التي تشكلت وتبلورت لينبثق عنها توجه جديد في العديد من المجالات الاقتصادية و الاجتماعية.
والمؤسسة التعليمية كمؤسسة تربوية، لها من الفاعلية والأهمية ما يجعل الحكومات والمجتمعات المحلية تركن إليها كاستثمار بشري وتنمية وطنية مستقبلية واعدة ولعل ذلك ما ذهب إليه  ديفز Davies (2000) عندما أشار إلى أن ” العلاقة القائمة بين المدارس والأسر والمؤسسات والهيئات المجتمعية على اختلاف أشكالها تشكّل مجموعة من مجالات التأثير المتداخلة، وهي تمثل الوحدات الاجتماعية الأساسية الأكثر فاعلية “. وهذا بدوره ينعكس على إصلاح التعليم وجودته، حيث أن هناك العديد من التجارب التي أثبتت نجاح المشاركة المجتمعية في الإصلاح المدرسي، وذلك من خلال المشاركة الفاعلة وإتاحة الفرص الحقيقية لأفراد المجتمع ومؤسساته من أسر، ومجالس آباء، ومدرسين، وأفراد، وقيادات مجتمع، للمساهمة والمشاركة في المهام والتخطيط المدرسي.
  وتعد الشراكة التربوية من أهم مستجدات التربية الحديثة التي تبناها النظام التربوي المغربي ضمن عشرية الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ومن أهم دعائم انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها السوسيو-اقتصادي، و انفتاحها  على التجارب التربوية الأخرى قصد الرفع من مستوى التلاميذ ودعم قدراتهم التحصيلية وتقوية جانب التواصل والتفاعل الثقافي لديهم ، وخلق فضاء تربوي تنشيطي أساسه الحياة المدرسية السعيدة  التي تساهم فيه كل الأطراف الفاعلة من داخل المؤسسة أو من خارجها. إذاً، ماهي الشراكة التربوية؟ وماهو سياقها التاريخي والتربوي في الغرب والمغرب؟ وماهي العوامل التي أفرزت مفهوم الشراكة؟ وماهي مواصفات هذه الشراكة التربوية وأنواعها؟ وماهي السلبيات التي تعيق نجاح وتطور هذه الشراكة التربوية؟ وما هي أهمية الشراكة التربوية في الحياة المدرسية؟
 وعليه، سنحاول بداية أن نشير بعجالة إلى مفهوم الحياة المدرسية وأنشطتها وآليات تفعيلها، قبل أن نتطرق إلى الشراكة التربوية لمحاولة اللإجابة عن التساؤلات المطروحة.
 المبحث الاول – مفهوم الحياة المدرسية:
تعتبر الحياة المدرسية كصورة مصغرة للحياة الاجتماعية، بأنها الحياة التي يعيشها المتعلمون في جميع الأوقات والأماكن المدرسية ( أوقات الدرس والاستراحة والإطعام…، الفصول والساحة والملاعب الرياضية، ومواقع الزيارات والخرجات التربوية…) قصد تربيتهم عبر جميع الأنشطة المبرمجة، التي تراعي الجوانب المعرفية والوجدانية والحس حركية من شخصياتهم، مع ضمان المشاركة الفعلية والفعالة لكافة الفرقاء المعنيين ( متعلمون، مدرسون، إدارة تربوية، أطر الإشراف والتوجيه التربوي، شركاء المؤسسة، من جمعية آباء وأولياء التلاميذ، وجمعيات دعم مدرسة النجاح، والجمعيات التربوية، والجماعات المحلية، والمقاولات، وجمعيات المجتمع المدني…)
أنشطة الحياة المدرسية:  
1ـ الأنشطة الصفية التي تتم داخل الفصل.
2ـ الأنشطة المندمجة: ـ أنشطة التفتح  ومنها أنشطة التربية الصحية، والبيئية، والتربية على التنمية المستدامة، الأنشطة الثقافية والفنية والإعلامية، الأنشطة الرياضية المدرسية، أنشطة التربية على حقــــــوق الإنسان والمواطنة…)
                         ـ أنشطة الدعم ( أنشطة الدعم الاجتماعي، أنشطة الدعـــــم  التربوي والنفسي، أنشطة التوجيه التربوي…)وقات الأ
آليات تفعيل أنشطة الحياة المدرسية:
1ـ المشروع الفردي للمتعلم.
2ـ مشروع القسم.
3ـ مشروع النادي التربوي.
4ـ المشروع الرياضي للمؤسسة.
5ـ مشروع المؤسسة.
المبحث الثاني- مفهوم الشراكة التربوية :
المطلب الاول – تعريف الشراكة التربوية ونشأتها وعوامل ظهورها:
الفرع الاول – تعريف الشراكة التربوية :
            الشراكة في اللغة تعني التعاون والتشارك والتفاعل التواصلي وتآزر الشركاء من اثنين أو أكثر. وقد تحيل الشراكة على الشركة والمقاولة والاتحاد والرابطة العضوية التي ينشئها مساهمون مشتركون. وفي الاصطلاح التربوي فالشراكة عبارة عن تعاون مشترك بين أطراف تربوية وأطراف أخرى سواء أكانوا من داخل المؤسسة التعليمية أومن خارجها أم من جهات أجنبية تجمعهم مشاريع تربوية مشتركة،الغاية منها تحقيق التواصل اللغوي والثقافي والحضاري بين المتشاركين أو التشارك من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمجموعة من الوضعيات والعوائق والمشاكل التي تواجهها هذه الأطراف المتعاقدة.
. ويعرفها كل من سيروتنيك ودلاد  بأنها:” اتفاق تعاون متبادل بين شركاء متكافئين ومتساوين، لتحقيق أغراضهم الخاصة، وفي نفس الوقت ،تقديم حلول للمشاكل المشتركة”. ويرى الباحث محمد الدريج أن الشراكة تفترض:” بين المؤسسات إحصاء وملاحظة المشاكل المشتركة وتشخيص أهمية النشاط المشترك وتحديد مهام محددة في الزمان وتوزيع المسؤولية وتخطيط مجالات التدخل بالنسبة لكل طرف وكذا أساليب ضبط الإنجازات وتقويم النتائج حسب المعايير المتفق عليها والمقبولة من كل الأطراف”.
وتذهب وزارة التربية الوطنية في مذكرتها رقم 27 بتاريخ 24 فبراير1995 إلى أن الشراكة :” عموما تقتضي التعاون بين الأطراف المعنية وممارسة أنشطة مشتركة وتبادل المساعدات، والانفتاح على الآخر مع احترام خصوصياته. أما في الميدان التربوي، فإن الشراكة التي تندرج ضمن دينامية مشاريع المؤسسات تتطلب مجموع الفاعلين التربويين من مفتشين وإدارة تربوية وأساتذة ، وتلاميذ وآباء، وغيرهم…”.
       ففي المجال التربوي فإن مختلف التعريفات لمصطلح الشراكة وكلها حديثة نسبيا، تحدد الشروط الدنيا التي تميز الشراكة عن غيرها من أشكال التعاون. تلك الشروط التي تلتقي كلها عند فكرة انفتاح المؤسسة التعليمية على المجتمع ؛ بحيث يهيأ المجال لتقديم خدمات من طرف متدخلين من خارج المؤسسة وتقديم المساعدات من الممولين وإقامة علاقات تبادل واتصال في إطار شبكات وبنيات مرنة . كما يسمح للمؤسسة التعليمية بالتفاوض وإبرام اتفاقيات بينها وبين أطراف أخرى معترف بها ولها سلطة القرار .
وبصفة عامة عندما تطبق الشراكة في المجال التربوي ، فإنها تكون في الغالب بين مؤسستين أو أكثر، وتندرج في إطار مشاريع تطوير المؤسسات وتحديثها ، وتجنيد جميع الفاعلين ( الطلاب ، المدرسين، المهنيين ، الإدارة…) لتطوير العمل التربوي و تحديثه.
و يقتضي نظام الشراكة أن تحترم كل مؤسسة المؤسسات الأخرى المتعاونة، فيما يتعلق مثلا، بالتشريعات و اللوائح التنظيمية و باستعمالات الزمن والمقررات الدراسية وخبرة المدرسين و الهياكل التربوية الموجودة…(L.P.Jouvenet 1993).
كما تقتضي أن تقدم كل مؤسسة دعما للمؤسسات الأخرى ، كأن تضع رهن إشارتها مختلف الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة…
وأن تنفتح كل مؤسسة على الأخرى في اتجاه الانفتاح على المحيط الاقتصادي و الاجتماعي
الفرع الثاني – نشأة الشراكة التربوية وتطورها:
برزت الإرهاصات الأولى لمفهوم الشراكة في نهاية مرحلة الستينات من القرن الماضي، وكان ذلك تحت مسميات: التشارك؛ التعاون… وهي مفاهيم تندرج كلها في مفهوم أوسع ألا وهو المشاركة بكل مظاهرها .
وقد استعمل هذا المصطلح لأول مرة في اليابان في الثمانينيات في مجال المقاولات قبل أن ينتقل إلى بعض الدول الأمريكية ومنها إلى أوربا.
 هذا، وقد أصبحنا نتحدث عن عدة شراكات: شراكة اقتصادية وشراكة اجتماعية وشراكة تجارية وشراكة سياسية وشراكة تربوية وشراكة عسكرية وشراكة نقابية وشراكات: ثقافية وفنية ورياضية…
أما في مجال العلاقات الدولية فإن أصل استعمال كلمة شراكة تم لأول مرة من طرف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي.
  كما استعمل مفهوم الشراكة على نطاق واسع في  السنوات الأخيرة من طرف بعض المؤسسات الدولية، حيث ما فتئ تقرير اليونسكو المعنون” التعليم ذلك الكنز المكنون” يؤكد على هذا المفهوم. وإذا كان من شيء ثابت يمكن رصده في استعمال هذا المفهوم هو بدون شك ذلك “البعد الانفتاحي على المحيط”. وتؤكد زاي Danielle Zay أن بروز مفهوم الشراكة يندرج في إطار التحولات التي عرفتها أدوار كل من المؤسسة التعليمية ومختلف الفعاليات المتواجدة في محيطها. وبالتالي، هي دعوة للفاعلين التربويين والاجتماعيين والمهنيين للعب أدوار طلائعية وحيوية في وظائف المرافق العمومية للنظام التربوي .
أما بالنسبة لمجال التربية والتعليم، فمنذ أواسط الثمانينات، بدأت الشراكة تبرز وتتسع لتشمل قطاعات من مجال التربية والتعليم والذي لم يكن قد عرف هذا النظام، مثل التعليم العمومي بالإعداديات والثانويات في بعض الدول الأمريكية (ككندا والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص) قبل أن ينتقل إلى العديد من الدول الأوروبية مثل إسبانيا وفرنسا.
الفرع الثالث – عوامل ظهور الشراكة في المجال التربوي:
يذهب الباحث التربوي الدكتور محمد الدريج بأن العديد من العوامل تظافرت وراء ظهور الشراكة التربوية على الصعيد العالمي، وهي في مجملها نفس العوامل التي شجعت بشكل عام، ظهور ما يعرف بمشروع المؤسسة كأداة للتطوير والتجديد التربوي في الأنظمة التعليمية. فارتبطت الشراكة التربوية فيها، بالعديد من التحولات السياسية والاجتماعية التي عايشتها في العقدين الأخيرين.
وتقدم دنيال زاي Danielle Zay ( 1994) تحليلا للتطور الموازي الذي حدث في المجتمعات الغربية، تستخلص فيه أهم السمات التي تفسر ظهور وتطور نظام الشراكة.
من هذه السمات على سبيل المثال، سياسة الإصلاح والتجديد التربوي في أمريكا و التي أوجدت الرغبة في التشارك داخل النظام المدرسي، بين هذا النظام وبين المؤسسات الاجتماعية الأخرى.
ومن السمات البارزة كذلك، تحول المجتمعات الخاضعة للصناعة إلى مجتمعات تابعة للإعلام والاتصال والخدمات وتعاظم الوعي فيها، بأهمية “التبعية المتبادلة” بين مختلف القطاعات. وتظافر ذلك مع عوامل نظرية وعملية شجعت على خلق أنشطة للتعاون بين المؤسسات لحل المشاكل المشتركة، من مثل مشكلة الفشل المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة وما يخلفه من آثار سيئة على الأفراد والجماعات.
كما نشطت الشراكة في المجال التربوي بفعل ظهور “التوجه إلى المحلي” وبالأهمية المتعاظمة للأقاليم و المناطق والجهات الاقتصادية والمدن والتجمعات السكنية في الأحياء. الأمر الذي أتاح إمكانيات واسعة للمبادرة والاستقلال في اتخاذ القرار على كافة الأصعدة، بما فيها المؤسسات المدرسية والتي أصبحت في مستوى التفاوض و إبرام الاتفاقيات والدخول في علاقات تعاونية مع محيطها .
وفي المغرب لم يطرح مفهوم الشراكة التربوية إلا في بداية التسعينيات من القرن العشرين إثر مجموعة من الندوات واللقاءات والتظاهرات،لتقوم،بعد ذلك،وزارة التربية الوطنية بصياغة مفهومها عن الشراكة التربوية وترجمته من خلال مذكرتين وزاريتين أساسيتين:
أ‌ –  مذكرة وزارية رقم 73 بتاريخ 12 أبريل 1994 وهي خاصة بمشروع المؤسسة.
ب‌ – مذكرة وزارية رقم 27 بتاريخ 24 فبراير 1995 وهي التي تناولت مفهوم الشراكة التربوية.
فالمذكرة  27 التي تتحدث عن الشراكة ترى أن مشروع المؤسسة هو جوهر هذا المفهوم ومجاله المحوري الذي لاينبغي أن تخرج عنه أية شراكة مهما كانت صياغتها،ومن هنا يتضح التداخل الموجود بين مفهوم مشروع المؤسسة ومفهوم الشراكة التربوية.
كما جاء في المذكرة 27:” عبرت بعض المؤسسات عن رغبتها في ربط علاقة شراكة تربوية مع مؤسسات تابعة للقطاع الخاص أو شبه العمومي أو مع الجماعات المحلية، أو مع مؤسسات تابعة للمصالح الثقافية الأجنبية.
وقبل ذلك أبان جاك شيراك الرئيس الفرنسي الاسبق في خطابه أثناء زيارته للمغرب عن استعداد فرنسا في الدخول في شراكة بيداغوجية مع المغرب لتعزيز المكاسب اللغوية عن طريق تبادل الزيارات وتفعيل التواصل الثقافي واللغوي في إطار التصور الفرانكفوني :” شراكة بيداغوجية حقيقية بين المؤسسات التعليمية المغربية ومثيلاتها التابعة للبعثة الثقافية الفرنسية. والعمل على تطوير، في الوقت ذاته، قنوات دولية في نظام التعليم بالمغرب”.
وعليه، فإن المذكرة الوزارية التي تتحدث عن الشراكة ترى أن مشروع المؤسسة هو جوهر هذا المفهوم ومجاله المحوري الذي لا ينبغي أن تخرج عنه أية شراكة مهما كانت صيغتها. ومن ثم، يتداخل مفهوم  مشروع المؤسسة مع مشروع الشراكة.
المطلب الثاني – أنماط الشراكة التربوية وشركاء المؤسسة التعليمية:
الفرع الاول – القواعد الأساسية للشراكة التربوية:
إذا كانت الشراكة التربوية من أهم المبادئ التي بني عليها”الميثاق الوطني للتربية والتكوين”، وتشكل في نفس الوقت تحديا وانشغالا لجميع الفرقاء لما لها من أهمية في تنظيم الحياة المدرسية، فإننا نعتقد أن الشراكة الناجحة تتطلب مجموعة من القواعد الأساسية والمواثيق الأخلاقية التي يجب أن تحكم كل تعاون وتشارك بين الهيئات والإطارات ذات الطبيعة التربوية والاجتماعية والاقتصادية. ويمكن حصر هذه القواعد في ما يلي:
• إن تحقيق الأهداف التربوية يجب أن يكون حاضرا في مختلف مشاريع وبرامج الشراكة وينبغي أن يحرر وبشكل صريح في ديباجة اتفاقية الشراكة وفي الاهداف المتوخاة منها؛
• أثناء الانفتاح على المحيط، لايجوز إعطاء الأولوية لطرف على حساب الآخر، فتنوع الشركاء وتعددهم يجعل الجهود تتكامل والطاقات تتساند؛
• يجب دعم التجارب الانفتاحية الناجحة، والبحث عن أخرى من خلال بناء علاقات مع شركاء خارجيين وتنظيم لقاءات للتفكير والتشاور والنقاش المفتوح حول هذه المسألة داخل المؤسسة التعليمية؛
• تحديد المعايير المؤسسية من أجل تأطير أحسن لعمليات الانفتاح والوقوف على الإيجابيات والسلبيات، وتصويب العملية التشاركية للبحث عن حلول لبعض المشاكل التربوية والاجتماعية، خاصة المشاكل المتعلقة بالتعثر والدعم الدراسيين بكل أشكالهما؛
الفرع الثاني – أنماط الشراكة التربوية  :
       هناك ثلاث أنواع من الشراكات التي يمكن أن تعقدها مِؤسسة تعليمية مع مؤسسة تعليمية أخرى أو مع أطراف فاعلة أخرى،وهي على الشكل التالي:
أ شراكة داخلية: وهي شراكة يساهم فيها الفاعلون الداخليون الذين ينتمون إلى المؤسسة التعليمية كالتلاميذ والأساتذة والإدارة التربوية وجمعيات الآباء عن طريق اقتراح مشاريع تربوية واجتماعية وبيئية وثقافية وفنية ورياضية والتي تهم المؤسسة أو مؤسستين فأكثر كمشروع دعم التلاميذ معرفيا ومنهجيا والتكوين الإعلامي لفائدة الأساتذة والتلاميذ ورجال لإدارة،وتدريس اللغات الأجنبية…
ب شراكة المؤسسة مع محيطها الخارجي: وهنا نستحضر انفتاح المؤسسة على محيطها السوسيو – اقتصادي من خلال خلق شراكات مع الجماعات المحلية والجمعيات التنموية الفاعلة في المنطقة والقطاع الخاص ومراكز التكوين والمعاهد والجامعات ….
ج شراكة خارجية : تعقد المؤسسات التعليمية شركات تربوية مع مؤسسات أو أطراف عربية أو أجنبية قصد تبادل الزيارات والخبرات والتجارب في إطار التفاعل الثقافي والحضاري.
الفرع الثالث – سلبيات الشراكة التربوية في النظام التربوي المغربي:
       ما يلاحظ على مشروع الشراكة التربوية في المغرب أنها ما تزال ضعيفة على مستوى المؤسسات التعليمية،كما أن أغلب هذه الشراكات من نوع الشراكات الداخلية ولا تتعداها إلى شراكات خارجية مع مؤسسات أجنبية لأسباب إدارية وتنظيمية ومالية وقانونية، وأهم مشكل يقف وراء فشل أغلب الشراكات التربوية هو البطء الإداري والبيروقراطية وانعدام الإمكانيات المادية والمالية والبشرية والتقنية وكذا انعدام المتابعة الادارية لأجرأة هذه الشراكات التربوية بعد المصادقة عليها ودعمها بالوسائل اللازمة لتحقيق أهدافها …
 فمشروع الشراكة التربوية لايمكن أن يحقق ثماره المرجوة ونجاحه المرغوب إلا بترجمة مضامين المذكرات الوزارية والقرارات الصادرة في هذا الشأن إلى أعمال وسلوكات ميدانية وعملية في الواقع والممارسة،
الفرع الثالث – الشراكة التربوية رافعة أساسية لتنمية المؤسسات التعليمية – نماذج وطنية وعربية وأجنبية  ناجحة للشراكة التربوية :
 لقد ارتأيت أن أدرج في هذه المداخلة مضامين وتوصيات هامة لندوة وطنية تربوية نظمها المجلس الأعلى للتعليم يومي 20-21 أكتوبر 2008 حول موضوع “الشراكة المؤسساتية من أجل المدرسة المغربية” وذلك بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ووزارة التشغيل والتكوين المهني والاتحاد العام لمقاولات المغرب والمديرية العامة للجماعات المحلية.
حيث خلصت الجلسة العامة الأولى لهذه الندوة، إلى أهم الخلاصات التي للأسف لازالت لم تتحقق رغم أهميتها ومنها:
1. ان انخراط عالم الأعمال والمقاولات حيوي في التفاعل الإيجابي بين المدرسة والفاعلين الاقتصاديين لتنمية قدرات وعطاءات الطرفين ؛
2.  الملاءمة السريعة للنصوص القانونية ذات الصلة بالمجال للاستجابة الناجعة للمتطلبات الجديدة للمحيط؛
5. إحداث مجلس استشاري لدى الوزارة وقطاع التعليم العالي كفضاء للتفكير في الارتقاء بالشراكة على قاعدة انتظارات الأطراف؛
6. الرفع من تمثيلية الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين في مجالس التدبير والمجالس الإدارية للأكاديميات ومجالس الجامعات وداخل اللجنة الوطنية للتعليم العالي؛
 7. إنشاء بنك للمعلومات حول التداريب المتاحة على مستوى المقاولة، وقاعدة معطيات تحدد الحاجة إلى هذه التداريب من طرف التلاميذ والطلبة؛
وقد خلصت العروض المقدمة في هذه الندوة الوطنية الهامة الى ذكر تجارب دولية ببلدان (الأردن، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، كولومبيا) إلى تسطير عدد من القضايا نجملها في ما يلي:
1. بالنسبة للتجربة الأردنية، فللشراكة التربوية دور هام في تحسين نوعية التعليم وتطوير السياسة التعليمية والتخطيط الاستراتيجي ونظام المتابعة والتقويم وذلك بالتركيز على الشراكات القائمة ما بين المدرسة والأسرة والمجتمع المحلي والمحيط الخارجي، مع عرض مبادرة المدارس الاستكشافية التي أفرزت نتائج إيجابية وملموسة في ما يخص تأهيل البنيات التحتية وتنمية القدرات المهنية وتطوير صناعات التكنولوجيات الرقمية واعتماد المناهج المحوسبة، مع التأكيد على أهمية التقويم المنتظم للنتائج لآثار الشراكات على مختلف الجوانب التربوية والمادية.
 2.  بالنسبة للتجربة الأمريكية،  فالشراكة تعتبر مقوما أساسيا للمنظومة التربوية إذ تقوم على علاقة عضوية بالتمويل الذي تتكفل الولايات والجماعات بالقسط الأوفر منه، مع اعتماد قاعدة الربح المتبادل بحيث أن الشراكة التربوية في التجربة الامريكية منظمة وفق الحاجة ونوعية التدخل في إطار تكاملي ومثال على ذلك، فإن المؤسسات التعليمية الامريكية تدعمها الولاية والجماعة، وتتكفل مؤسسات اقتصادية واجتماعية ومالية بدعم أبناء الأسر المعوزة من أجل الرفع من مستوى تعلم أبنائها، وإرساء تكنولوجيا الإعلام والتواصل ومدى دورها في بناء مدارس المستقبل، وإحداث مدارس ابتدائية للامتياز يديرها باحثون جامعيون.
 3. وفيما يتعلق بالتجربة الكندية، فقد تم التركيز على تبادل الخبرة ما بين المدرسة ومختلف الهيئات والمؤسسات والمقاولات والاستثمار المشترك للموارد المالية والمادية والبشرية مع إرساء مشاريع مجددة ومشاريع البحث ونقل المعارف والتأكيد على إسهام المجتمع المدني على أساس التطوع، ماديا وبشريا ومعرفيا، على أن تكون الإسهامات غير متعارضة مع أهداف المدرسة وضوابط المجتمع الكندي.
 4.  أما عن التجربة الكولومبية، فقد تم التركيز على تجربة المدرسة الجديدة في الارتقاء بجودة التعليم الأساسي على مستوى التدبير والبيداغوجيا، وعلى تجارب الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص من مقاولات وشركات ومؤسسات خدماتية (النقل، الصناعة الغذائي..) وقد برزت من هذه التجربة أهمية عقد شراكات حول أهداف محددة توخيا لنتائج ملموسة، وأهمية تمتين علاقات بين الدولة والمدارس الحكومية، من جهة، وبين الدولة ومؤسسات التعليم الخاصة في إطار شراكات تلزم القطاع الخاص بالمشاركة في تسيير المدارس الحكومية، وفي تخطيط السياسات التربوية، وكذا أهمية دور المقاولات التي تساهم بنسبة كبيرة من رواتب مستخدميها في تمويل التربية والتكوين، باعتبارها المستفيد الأساسي من نتاج المدرسة.
خلاصة:
– تعد الشراكة التربوية شرط أساسي للنهوض بالمؤسسات التعليمية، باعتبار أنها شأن يهم المجتمع برمته؛
 – ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن الشراكة ليست مسألة دعم مالي فقط، وإنما يجب دعم الجوانب التكوينية والبيداغوجية والمعرفية في إطار الجهود لإعداد مواطنين مؤهلين علميا ومعرفيا وإنسانيا؛
–  الوعي بكون الشراكة بين المدرسة ومحيطها هي شراكة ذات فائدة متبادلة، وأن للمدرسة والجامعة دور الشريك الناجع في التنمية المجتمعية.
– إعداد استراتيجية حكومية واضحة تحدد أدوار الشركاء حسب اختلاف نوعيتهم ومجالات تدخلهم؛
– إحداث مكاتب خاصة  للشراكة والتعاون بجميع الاكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
– إدراج الشراكة المؤسساتية بين الجماعات المحلية والمدرسة المغربية ضمن مكونات الميثاق الجماعي لتيسير انخراط الجماعات المحلية فعليا في دعم إصلاح المنظومة التربوية؛
– تأهيل الجمعيات والفاعلين التربويين لتعزيز قيامهم بأدوراهم في ميدان الشراكة على نحو فعال؛
– إحداث شبكة للجمعيات المتدخلة في ميدان التربية لتبادل الخبرات وتحديث تدخلاتها وترشيد الموارد، ضمن منظور جديد للشراكة القائمة على القرب؛
– جعل الشراكة إطارا تفاعليا يتيح إشراك جميع الفاعلين المعنيين بموضوعها، ولاسيما التلاميذ والطلبة بوصفهم شركاء يتعين أخذ دورهم في الاعتبار.
– وضع نظام قار وناجع لتتبع وتقويم سير ونتائج الشراكات، وتمكين مختلف مستويات التدبير من استثمار هذه النتائج؛
– وضع إحصاء شامل بقاعدة بيانات تخص مختلف الشركاء وتصنيفهم حسب  مجالات تخصصهم أو تدخلهم أو خبرتهم.
–  وضع سياسة للشراكة التربوية وصيَّغها ضمن استراتيجية وطنية متكاملة، وكذا استراتيجيات جهوية تكون منسجمة معها؛
–  اعتماد شراكات جديدة حول برامج للتكوين المستمر أثناء العمل لفائدة المدرسين والمكونين،
– فتح أبواب المقاولات أمام المدرسين والمكونين من أجل متابعة تداريب داخلها خلال العطل، بشكل يشجعهم على امتلاك كفايات وقدرات تأطير التلاميذ والمتدربين، وحفزهم على روح المقاولة؛
– تبسيط مساطر عقد الشراكات إقليميا وجهويا ووطنيا لتحقيق النجاعة والفاعلية وثقافة القرب؛
– الاهتمام بإدماج ذوي الحاجات الخاصة أثناء عقد الشراكات؛
– الدعوة إلى عقد شراكات ذات قيمة مضافة عالية مع مراكز البحث العالمية، على أساس مبدأ الفائدة المتبادلة، بما يخول تعبئة قدرات بلدنا في مجال البحث العلمي، وتقوية الأثر الإيجابي لهذه الشراكات على مؤسساتنا التعليمية.
المراجع :
–        د.بلقيس غالب الشرعي، دور المشاركة المجتمعية في الإصلاح المدرسي ،دراسة مقدمة لمؤتمر الإصلاح المدرسي تحديات وطموحات، كلية التربية – جامعة الإمارات العربية المتحدة،قسم الأصول والإدارة التربوية – كلية التربية،جامعة السلطان قابوس،17-19 ابريل 2007
–        جميل حمداوي استاذ جامعي، الشراكة التربــــويـــة في نظامنا التعليمي المغربي
–        عبد العزيز سنهجي مفتش في التوجيه التربوي/أستاد بمركز التوجيه والتخطيط التربوي مركز التوجيه والتخطيط التربوي – الرباط.
وزارة التربية الوطنية …. ومنتديات الأصلاح تحت شعار – الشراكة دعامة اساسية للتربيةوالتكوين
–        مشاريع الارتقاء بالتدريس وأنشطة الحياة المدرسية لتحسين التعلمات عن الوحدة المركزية لنكوين الاطر نونبر2012 ص 49


بسم الله الرحمن الرحيم
■ تقديم :
اقترن ظهور نظام الشراكة، بالعديد من التحولات التي شهدها عالمنا المعاصر في جميع الميادين وانبثقت عنها بعض المفاهيم من مثل : المساهمة، اللامركزية، الجهوية، الاندماج، احترام الخصوصيات، انفتاح المؤسسات على محيطها. تلك المفاهيم التي تشكلت وتبلورت لينبثق عنها توجه جديد في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وانطلاقا من هذا التوجه، ازدهرت دراسات تربوية تسعى إلى إعادة هيكلة الأنظمة التربوية لتستجيب لتلك التحولات ولتساهم في إعداد الفرد لمواجهتها فشرعت في الاهتمام بموضوع الشراكة التربوية وتطوير مفاهيم الفعالية وترشيد التعليم وبشكل عام هندسة التكوين، انسجاما مع السياق الاقتصادي والثقافي الجديد.
وسنحاول في هذا الإطار، توضيح بعض المفاهيم المرتبطة بنظام الشراكة التربوية وبيان خصوصيات انتشارها وسبل الاستفادة منها وبيان إمكانية توظيفها في تطوير كليات التربية وإصلاح التعليم العالي بشكل عام.
وقد يفيدنا توضيح تلك المفاهيم، وتقريبها لمتناول العاملين في الحقل التربوي، في تسليط الأضواء على العديد من القضايا المرتبطة بها من مثل : ما هي خلفيات اقتراح توظيف نظام الشراكة في المؤسسات التعليمية ؟ وما هي دواعي اقتراح خطة الشراكة التربوية ؟ وهل يمكن أن تنسجم مع خصوصيات أنظمتنا التعليمية وتستجيب لاحتياجات مجتمعاتنا العربية ؟
ثم ما هي أفضل الطرق لتطبيق هذه الخطة في المؤسسات التعليمية سواء على صعيد التعليم العام أو التعليم العالي، وفي كليات التربية بالذات وما هي معوقاته ؟
كذلك من المبادئ التي نود ترسيخها من خلال هذه الدراسة، مبدأ التكامل والاندماج.
إننا نعتقد أن أي خطة نقترحها لتطوير وتحديث المؤسسات، سواء تعلقت بالهياكل أم بالمناهج والطرق والوسائل أم بنظام العلاقات والتواصل لابد وأن تصيب الكل قبل الجزء وتراعي التكامل والانسجام بين مختلف مكونات المنظومة التعليمية، حتى لا تأول إلى ما تأول إليه في العادة وباسم التجديد، الإصلاحات الجزئية والظرفية والمشاريع الموازية في التعليم.
كما نود أن نبين في نهاية التحليل، أهمية بل وضرورة انفتاح كليات التربية ومؤسسات التعليم العالي بشكل عام، على محيطها الاقتصادي والاجتماعي، من خلال إقامة مشاريع الشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، وتأثير ذلك في صياغة المناهج والخطط الدراسية، وفي الأنشطة الثقافية والاجتماعية وفي تحديد طبيعة البرامج التدريبية ونوعية الدراسات والبحوث العلمية المطلوبة واستغلال نتائجها سواء في أداء المهام الأساسية لتلك الكليات أو في تلبية بعض احتياجات المجتمع الذي تنتمي إليه.

1ـ معنى الشراكة التربوية :
في المجال التربوي فإن مختلف التعريفات لمصطلح الشراكة وكلها حديثة نسبيا، تحدد الشروط الدنيا التي تميز الشراكة عن غيرها من أشكال التعاون، تلك الشروط التي تلتقي كلها عند فكرة انفتاح المؤسسة التعليمية على المجتمع؛ بحيث يهيأ المجال لتقديم خدمات من طرف متدخلين من خارج المؤسسة وتقديم المساعدات من الممولين وإقامة علاقات تبادل واتصال في إطار شبكات وبنيات مرنة.
كما يسمح للمؤسسة التعليمية بالتفاوض وإبرام اتفاقيات بينها وبين أطراف أخرى معترف بها ولها سلطة القرار.
الجديد إذن، هو أنه ومنذ أواسط الثمانينات، بدأت الشراكة تبرز وتتسع لتشمل قطاعات من مجال التربية والتعليم والذي لم يكن قد عرف هذا النظام، مثل التعليم العمومي بالإعداديات والثانويات في بعض الدول الأمريكية (ككندا والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص) قبل أن ينتقل إلى العديد من الدول الأوروبية مثل إسبانيا وفرنسا (Lorcerie F. 1991).
ولعل أهم ما أتى به نظام الشراكة هو العمل على تحقيق مدرسة منسجمة مع محيطها.
إن ما يفسر ظهور مصطلح شراكة هو التغيير في الرؤية لعلاقة المدرسة مع كل من كان يعتبر شريكا لها من قبل. لقد أصبح لهؤلاء الشركاء دور يلعبونه في إنجاز مهام وأهداف المصالح والهيآت التربوية الوطنية.
وبصفة عامة عندما تطبق الشراكة في المجال التربوي، فإنها تكون في الغالب بين مؤسستين أو أكثر، وتندرج في إطار مشاريع تطوير المؤسسات وتحديثها، وتجنيد جميع الفاعلين (الطلاب ـ المدرسين ـ المهنيين ـ الإدارة) لتطوير العمل التربوي وتحديثه.
ويقتضي نظام الشراكة أن تحترم كل مؤسسة المؤسسات الأخرى المتعاونة، فيما يتعلق مثلا، بالتشريعات واللوائح التنظيمية وباستعمالات الزمن والمقررات الدراسية وخبرة المدرسين والهياكل التربوية الموجودة (L.P.Jouvenet 1993).
كما تقتضي أن تقدم كل مؤسسة دعما للمؤسسات الأخرى، كأن تضع رهن إشارتها مختلف الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة وأن تنفتح كل مؤسسة على الأخرى في اتجاه الانفتاح على المحيط الاقتصادي والاجتماعي.

2- عوامل ظهور الشراكة في المجال التربوي :
تضافرت العديد من العوامل وراء ظهور الشراكة التربوية على الصعيد العالمي، وهي في مجملها نفس العوامل التي شجعت بشكل عام، ظهور ما يعرف بمشروع المؤسسة كأداة للتطوير والتجديد التربوي في الأنظمة التعليمية. فارتبطت الشراكة التربوية فيها، بالعديد من التحولات السياسية والاجتماعية التي عايشتها في العقدين الأخيرين.
وتقدم دنيال زاي Danielle Zay) 1994) تحليلا للتطور الموازي الذي حدث في المجتمعات الغربية، تستخلص فيه أهم السمات التي تفسر ظهور وتطور نظام الشراكة.
من هذه السمات على سبيل المثال، سياسة الإصلاح والتجديد التربوي في أمريكا والتي أوجدت الرغبة في التشارك داخل النظام المدرسي، بين هذا النظام وبين المؤسسات الاجتماعية الأخرى.
ومن السمات البارزة كذلك، تحول المجتمعات الخاضعة للصناعة إلى مجتمعات تابعة للإعلام والاتصال والخدمات وتعاظم الوعي فيها، بأهمية "التبعية المتبادلة" بين مختلف القطاعات وتضافر ذلك مع عوامل نظرية وعملية شجعت على خلق أنشطة للتعاون بين المؤسسات لحل المشاكل المشتركة، من مثل مشكلة الفشل المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة وما يخلفه من آثار سيئة على الأفراد والجماعات.
كما ارتبطت الشراكة في المجال التربوي بالعديد من التحولات الأخرى سياسية واجتماعية وثقافية والتي شهدها العالم في العقود الأخيرة. "فقد ارتبطت بالتحول الذي طرأ على العديد من الأنظمة التي مرت من فترة "الصراع الطبقي"، ذي التوجه الماركسي والذي ميز الستينات والسبعينات من قرننا الحالي (صراع الطبقات، صراع النقابات في مواجهة المقاولات) إلى مجتمع التوافق والتعايش وتبادل المصالح، وحدث ذلك بموازاة مع أفول الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتي وبداية انشتار النموذج الليبرالي خاصة الألماني في الثمانينات" (محمد ساسي 1995).
كما نشطت الشراكة في المجال التربوي بفعل ظهور "التوجه إلى المحلي" وبالأهمية المتعاظمة للأقاليم والمناطق والجهات الاقتصادية والمدن والتجمعات السكنية في الأحياء، الأمر الذي أتاح إمكانيات واسعة للمبادرة والاستقلال في اتخاذ القرار على كافة الأصعدة، بما فيها المؤسسات المدرسية والتي أصبحت في مستوى التفاوض وإبرام الاتفاقيات والدخول في علاقات تعاونية مع محيطها.

3 أنماط الشراكة في التربية :
على الرغم من حديثنا عن الشراكة التربوية بين المؤسسات التعليمية، فإن مفهوم الشراكة في نظرنا، أوسع بكثير من أن نحصره ونصنفه في نوع واحد أي في الشراكة بين المؤسسات التعليمية. فهناك إمكانية الشراكة بين مؤسسات تعليمية وطنية ومنظمات دولية مثل اليونيسيف أو اليونسكو أو الأيسيسكو، ومؤسسات البعثات التعليمية والمراكز الثقافية الأجنبية والتي تقدم مساعدات في إطار اتفاقيات التعاون الثنائي وكذلك هناك المراكز التابعة للبعثات العربية .. الخ.
كل هذه المؤسسات لها إمكانيات مهمة يمكن أن توظف في مشاريع شراكة بينها وبين المؤسسات التعليمية الوطنية، لهدف الرفع من مرودية التعليم ومن جودته، ولهدف تقديم الدعم لحل العديد من المشاكل التي تعاني منها المؤسسات، بما يعود بالنفع على جميع الأطراف.
بالإضافة إلى ذلك، يمكننا أن نتحدث عن أنماط أخرى من الشراكة، وهي الشراكة التي قد تتم بين مؤسسات تعليمية وأخرى غير تعليمية أو هيئات من مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
كأن تعقد شراكة بين مؤسسة تعليمية وبين مكتب وطني (مثل المكتب الوطني للماء والكهرباء أو المكتب الوطني للغاز) أو مقاولة للخواص أو مؤسسة حرة مثل البنك أو جمعية ثقافية أو مهنية أو رياضية.
وبصفة عامة وانطلاقا من هذه الملاحظات التي تؤكد غنى مفهوم الشراكة وتعدد أنماطها في المجال التربوي يمكننا أن نتحدث عن نمطين للشراكة وذلك إما :
1ـ حسب المجال الذي تصيبه.
2ـ أو حسب الأطراف المشاركة.
1 ـ بالنسبة للنمط الأول تتحدد فيه الشراكة حسب المجال الذي تغطيه أي حسب الميدان الذي تندرج ضمنه، فتكون في هذه الحالة الشراكة إما :
● شراكة ثقافية، أي التي تصيب الميدان الثقافي مثل إنتاج أو إنشاء معمل للتطبيقات الفنية والإبداعية والنشاط المسرحي وغيره.
● أو شراكة اجتماعية وهي التي تمس المجال الاجتماعي ويكون الموضوع الأساسي لالتقاء الشركاء ذي طبيعة اجتماعية ويخدم أهدافا اجتماعية داخل المؤسسة لصالح الطلاب أو المدرسين، وقد تتفاعل المؤسسة في هذا النوع مع مؤسسات اجتماعية مختلفة لخدمة بعض الفئات الخاصة في المجتمع مثل الأميين. أو شراكة اقتصادية والتي يمكن أن تتم بين المؤسسات التعليمية وبين المقاولات على مختلف أصنافها وأحجامها.
2 ـ النمط الثاني من الشراكة يمكن أن يتحدد حسب نوع الشركاء، أي بطبيعة وخصوصية الأطراف المتعاونة في الشراكة، وفي هذه الحالة يمكننا الحديث عن شراكة داخلية أي التي تتم داخل المؤسسة الواحدة وتكون الأطراف متواجدة في المؤسسة ولهم علاقة مباشرة بسيرها العادي والطبيعي.
وهناك شراكة خارجية ففي هذه الحالة يمكن أن تكون الشراكة بين المدارس وكليات التربية وبين الكليات والمعاهد العليا ومراكز التدريب في الجامعات أو المراكز التربوية التابعة لوزارة التعليم العالي أو جامعة السلطان قابوس أو لبعض الجامعات الخاصة مثل جامعة صحار وغيرها.
وقد يستدعي هذا النمط من الشراكة متدخلين من خارج المؤسسة التعليمية، يساعدون على إتمام وإغناء برنامج تربوي موجود ومحدد سلفا.
كما قد يستدعي تحويل الطلاب من مجالهم الطبيعي إلى مجال آخر، مثلما يحدث في التداريب في المقاولات والزيارات المنظمة لمؤسسات صناعية أو منشآت للخدمات الاجتماعية أو مثلما يحدث حاليا في برامج التربية العملية المشتركة بين كليات التربية والمدارس.
ملخص هذا، أن مفهوم الشراكة في المجال التربوي، مفهوم غني، يقدم إمكانيات متعددة تفتح أمام مدارس التعليم الأساسي والثانويات والكليات والنظام التربوي برمته، آفاقا واسعة، مما يعطي لمفهوم المنهاج الواسع والشامل بعده الحقيقي ولمفاهيم الاندماج والتواصل والتفتح والتكامل مع المحيط، أبعادها العميقة.

4 - أهداف ومجالات تدخل نظام الشراكة التربوية :
ما هي الأهداف التربوية التي يمكن أن تتحقق في إطار مشاريع الشراكة بين كليات التربية والمؤسسات التعليمية بشكل عام وغيرها من مؤسسات المجتمع ؟ وما هي المجالات التي يمكن أن تشكل موضوعا للتعاون بينها ؟
إن الجواب : عن هذا السؤال يعني وضع أساس آخر أو معيار جديد من معايير تنميط أنواع الشراكة التربوية. وهو معيار الأهداف التربوية التي يمكن تحقيقها، سواء لفائدة الطلاب أو المدرسين أو لصالح مؤسساتهم أو مجتمعهم بشكل عام.
وفي هذه الحالة ستتعدد الشراكة بتعدد الأهداف المتوخاة وستتنوع بتنوع المجالات التي سيشملها النشاط التشاركي. وسنعمل في الفقرات اللاحقة على استعراض أمثلة عن أهداف تربوية يمكن أن تصاغ لمشاريع الشراكة، على أن نربطها بالمستوى الدراسي (المرحلة التعليمية) الملائم. ونقدم، في الوقت ذاته، أمثلة ونماذج من أنشطة ومجالات يمكن أن تتبلور بفضلها تلك الأهداف.

■ مرحلة التعليم الأساسي :
يعمل التعليم الأساسي بسلكيه (الحلقة الأولى والحلقة الثانية) وبشكل عام، على تحقيق العديد من الأهداف التربوية والتي يمكن أن تعاد صياغتها في مشاريع الشراكة التربوية.
● نذكر منها على سبيل المثال في مجال العلوم : جعل التلاميذ عنصرا للتطور والنماء، قادرين على استيعاب العلوم والتكنولوجيات الحديثة وتوظيفها (الإعلاميات، المجال السمعي البصري) متشبعين بالروح العلمية وبمنهجية البحث العلمي والتفكير الموضوعي (إجراء تجارب علمية في المختبرات، إعداد وثائق وملفات في مواضيع علمية، المشاركة في أولمبياد الرياضيات وغيرها من المواد).
وفي هذا السياق وتحقيقا لما ينشده تدريس العلوم من اندماج وثيق بين الجانب النظري والجانب العملي، فإن الكليات في إطار الشراكة، يمكن أن تتجهز بالأدوات والوسائل التعليمية الكافية وتجهز المختبرات وتزودها بالعدد الكافي من المحضرين وتجهز الخزانات ومراكز مصادر التعلم بالكتب والمجلات المتخصصة.
وضمانا لاستفادة التلاميذ من برامج المواد العلمية بشكل أوسع ومندمج فإن الشراكة يمكن أن تغطي مجال الإعلام (البرامج والوثائق والأشرطة العلمية التي تقدمها الإذاعة والتلفزة والصحف والمجلات الوطنية ودور النشر والتوزيع وشبكات الانترنيت) وفي هذه الحالة يمكن أن يتجه نشاط التشارك لمؤسسات التعليم العالي إلى تلك الجهات الإعلامية لتعميق التعاون بينها جميعا، لإعداد البرامج المناسبة واختيار الأشرطة والوثائق والعمل على إعداد بعضها بمشاركة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وعقد ندوات على هامش ذلك.

● وفي مجال الاجتماعيات نستشهد بالأمثلة التالية :
يمكن لأنشطة الشراكة، أن تعمل على مساعدة التلاميذ على إدراك العديد من المفاهيم من مثل مفهوم مجالي الزمان والمكان، ومساعدتهم بالتالي على فهم واستيعاب الظواهر الاجتماعية والثقافية والعلمية والتقنية. فتتضمن تلك الأنشطة عروضا في التاريخ والجغرافيا للمدينة أو للمنطقة وتنظيم خرجات(رحلات) وزيارة المتاحف وإعداد ملفات و تنظيم معارض.
كما يمكن أن تعمل تلك الأنشطة على إكساب المتعلمين القدرة على التفتح على الحضارات والثقافات الأخرى والتفاعل والاندماج مع العالم الخارجي (المحيط الاجتماعي والطبيعي) وتوعيتهم بضرورة حماية البيئة (احترام قوانين الحياة وقواعد الصحة والسلامة وحماية البيئة ومواجهة الحوادث والكوارث، التعرف على الإمكانيات المادية والطبيعية في محيط المؤسسة، دراسات جيولوجية، دراسة أشجار ونباتات وحيوانات المنطقة، دراسة الحي بما فيه من سكن ومرافق إدارية ومهنية وصحية غيرها).

■ مثال عن مشروع للشراكة التربوية في هذه المرحلة.
● مشروع المكتبة المتنقلة :
ضمن برامج التعاون والشراكة مع القطاع الخاص لدعم مسيرة النهضة العمانية في مجال التعليم، تقدم بنك HSBC في إطار برامج دائرة تقنيات التعليم بمنطقة جنوب الباطنة، بتمويل مشروع المكتبة المتنقلة، المتضمن تجهيز حافلتين وتزويدهما بالكتب والمواد ومصادر المعلومات المتنوعة والأجهزة المناسبة.
♦ أهداف المشروع ـ
يهدف هذا المشروع إلى : توفير مصادر المعلومات المتنوعة للمدارس التي لا توجد بها مكتبات مدرسية وهي في الغالب مدارس في المرحلة الإعدادية، بحيث يتكامل المشروع مع مشروع القارئ الصغير والذي يتوقع أن يلبي احتياجات تلاميذ مدارس المرحلة الابتدائية أيضا، بحيث تمتد خدمات المكتبات والمعلومات إلى معظم تلاميذ ومعلمي المنطقة، وتحفيزهم على القراءة والبحث وتطوير مهاراتهم وتشجيع التعلم الذاتي وتدعيم المناهج الدراسية إلى جانب تحقيق بعض أهداف التربية المكتبية المتمثلة في إكساب التلاميذ مهارات التعامل مع المعلومات ومصادرها.
♦ خطوات التنفيذ :
انطلق هذا المشروع منذ بداية العام الدراسي 2002-2003، وتضمنت خطوات التنفيذ قيام البنك بإعداد السيارتين وفق المواصفات التي حددتها دائرة تقنيات التعليم، كما قامت الدائرة باختيار مصادر المعلومات وتحديد مواصفات الأجهزة بالسيارتين وتم إعداد الكتب للتداول. كما تم تدريب أمناء المكتبات على إدارة المكتبتين.
ومن الخدمات والأنشطة التي قدمتها المكتبة المتنقلة، خدمات الإعارة للتلاميذ والمعلمين، وخدمات ثقافية وإعلامية مثل الندوات والعروض التعليمية والترفيهية باستخدام التلفزيون والفيديو والمسابقات والمساهمات في الصحافة والإذاعة المدرسية والنشاط الموجه مثل التلخيص، مناقشة مواضيع الساعة، التعبير الحر، استخدام الحاسوب.
♦ المرجع الميداني :
تبين المرجع الميداني لزيارات المكتبة المتنقلة في منطقة جنوب الباطنة، الإقبال الكبير على المكتبة والحرص على الاستفادة منها من خلال تقرير المنطقة. وقد لاقت المكتبة ترحيبا شديدا وإقبالا من التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور ("دائرة تقنيات التعليم، ماذا تقدم لتحقيق التطور المعرفي ؟ تقرير حسن أحمد جعبوب، جريدة عمان، عدد 19 مارس 2003، مسقط).

■ مرحلة التعليم الثانوي :
سيكون من الصعب في هذه العجالة ضبط الأهداف وإحصاء مجالات التدخل الممكنة في هذه المرحلة وفي إطار الشراكة التربوية لكن وعلى الرغم من ذلك، يمكن تقديم بعض الأهداف وبعض الأنشطة التعليمية، على سبيل المثال، والتي يمكن أن تشكل قاعدة مشتركة ومنطلقا للتعاون بين الثانويات وبينها وبين مؤسسات تكوين الأطر أو المنظمات والمقاولات والجمعيات من خارج مجال التعليم.
ومن الأهداف الممكن تحقيقها في ارتباطها بمشاريع الشراكة، نذكر على سبيل المثال :
اعتبارا لما نطمح إليه من مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي فلا بد من إيلاء تدريس الإعلاميات العناية الكافية. وفي هذا الإطار يمكن لأنشطة الشراكة التربوية أن تسهل إدخال استعمال الآلات الحاسبة في البرامج التعليمية، كخطوة أساسية للانفتاح على الإعلاميات وبرامجها والتي تعتبر وسيلة جديدة للتواصل.
ونظرا لأهمية التوثيق والإعلام فإن نظام الشراكة يمكن أن يعمل على توفير (أو تطوير) مراكز مصادر التعلم والخزانات داخل كل مؤسسة وتكون على اتصال وثيق ببقية المراكز داخل المنطقة الواحدة أو على الصعيد الوطني، ويكون من أبرز أهدافها :
♦ تنظيم الخزانة المدرسية بأسلوب علمي يسمح بتوسيع استغلالها ليشمل الآباء وسكان الحي. فتتحقق بذلك فكرة "الخزانة ذات البابين" خصوصا في الوسط القروي، مما يعمل على نشر إشعاع ثقافي في هذا الوسط وتزويد مركز مصادر التعلم بالوثائق (الكتب والمجلات) والأدوات والحواسب وآلات الاستنساخ والوسائل السمعية البصرية.
ولبلوغ تلك الأهداف يمكن أن تعمل مشاريع الشراكة على دعم العملية التوثيقية بأطر إعلامية مقتدرة، تلقت تكوينا كافيا وفي هذه الحالة يمكننا أن نقترح دخول الثانويات في علاقة شراكة مع مؤسسات إعلامية مختصة مثل معاهد علوم الإعلام والصحافة ومراكز التوثيق ودور النشر ودور الإذاعة والتلفزة أو بعض الجرائد والمجلات الوطنية.
♦ المساهمة في تكوين المدرسين على تقنيات التوثيق والإعلام وعلى أساليب البحث العلمي والتربوي بشكل عام، سواء في ارتباطهم بمهنة التعليم أو بالنسبة لتكوينهم الخاص.
♦ تعويد المدرسين والطلاب على لغة المعلوميات واستعمال الحاسوب سواء في نشاط التوثيق والإعلام أو في النشاط التعليمي بشكل عام.
♦ تسهيل إدخال السعمي ـ البصري إلى المدرسة وإلى الأقسام والمساهمة بالتعاون مع مؤسسات مختصة (مثل دور الإذاعة والتلفزة أو المراكز السينمائية) في تكوين المدرسين والطلاب على إنتاج السمعي ـ البصري واستعماله.
♦ تطوير بعض الممارسات الخاصة بالتواصل والإعلام، مثل إعداد صحيفة القسم، وصحيفة المؤسسة (المجلة الحائطية) أو صحيفة المواد.
■ مثال عن مشروع للشراكة على مستوى التعليم الثانوي :
انطلق مشروع الشراكة هذا سنة 1995 بين ثانوية الحسن الثاني وثانوية عمر الخيام بالرباط بالمملكة المغربية، من جهة والمعهد التقني انطونيو زانون A. Zanon بمدينة أودين Udine الإيطالية، بمبادرة من مجموعة عمل مختلطة تضم أساتذة من هذه المؤسسات بالإضافة إلى مديرة ثانوية عمر الخيام ومدير ثانوية الحسن الثاني بالرباط (منسق المجموعة) والأستاذة طامبورليني مدرسة اللغة الإيطالية.
♦ أهداف المشروع :
نشأت فكرة المشروع من الطلاب أنفسهم والذين أقاموا علاقات صداقة وتواصل بفضل المراسلة بينهم وبين زملائهم في المؤسسات الأخرى (خلال السنة الدراسية 93/1994) فكان أهم أهدافه التعارف والتواصل "تعرف الطرف الآخر على ثقافتنا، وتعرفنا بدورنا على حضارته، بغية تواصل حقيقي وسليم مبني على احترام مقومات حضارة كلا المجتمعين وبث روح الصداقة والتسامح والسلم".
إن هذا المشروع (مشروع التواصل الحضاري والتبادل الثقافي) هو مشروع تربوي تعليمي بالأساس يسعى فضلا على الرفع من مستوى الطلاب في اللغات الأجنبية خاصة الإيطالية والتعارف المباشر بفضل تبادل الزيارات، على المعالم الحضارية وعلى المكونات الاجتماعية في البلدان الأخرى، إلى ترسيخ قيم التسامح والصداقة والتفاهم بين التلاميذ من جنسيات مختلفة مما يخدم قضايا التنمية والسلام.
♦ خطوات إنجاز المشروع :
الخطوة الأولى : لعل أهم نشاط تم إنجازه في إطار هذه الشراكة هو تبادل الزيارات بين مجموعات من الطلاب المغاربة والإيطاليين من المؤسسات المشتركة في المشروع ومن خلال هذه الزيارات تم تنظيم العديد من الأنشطة العلمية والفنية والرياضية والثقافية بشكل عام. وكان أول نشاط أنجز فعلا هو زيارة مجموعة من طلاب معهد زانون (19 طالباً) للمغرب، حيث استفادوا لمدة 13 يوما من برنامج ثقافي وتربوي مكثف.
أنشطة ثقافية وتربوية : كما نظمت بموازاة برنامج الزيارات، سلسلة من الجلسات والمحاضرات والعروض السينمائية، حول :
• الدين الإسلامي.
• الأدب المغربي في القرن العشرين.
• تاريخ المغرب المعاصر.
• الموسيقى المغربية.
• كما نظمت سهرة غنائية من إنجاز الطلاب.
الخطوة الثانية : ومن الأنشطة الهامة التي نظمت في إطار هذه الشراكة، زيارة قام بها 20 طالبا من ثانويتي الحسن الثاني وعمر الخيام (شعبة اللغة الإيطالية) إلى إيطاليا والتي قضوا بها 11 يوما، زاروا خلالها فضلا عن مدينة أودين Udine والتي يوجد بها معهد زانون (الطرف الثالث في هذه الشراكة) مدنا أخرى ومعالمها السياحية والتاريخية. هذا واستفاد الطلاب المغاربة صحبة مرافقيهم من التلاميذ الإيطاليين خلال إقامتهم بمدينة أودين من العديد من الأنشطة الثقافية والفنية والإعلامية والرياضية.
كما شاركوا رفقة الأساتذة المؤطرين بأنشطة داخل أقسام الدراسة خلال حصص الاجتماعيات وغيرها من المواد الدراسية. كما شاركوا في الندوة التقييمية التي عقدت لتقويم اللقاء ومناقشته وكذا في برامج إذاعية وتلفزية واستجوابات صحفية (عبد السلام أحلالوم ، 1996).

■ مرحلة التعليم العالي :
تقدم مرحلة التعليم العالي مجالا خصبا لتطبيق نظام الشراكة التربوية وذلك للعديد من الاعتبارات، نذكر منها :
♦ تحول الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، من مجرد كونها مؤسسات أحادية التوجه والوظيفة إلى التعددية في الوظائف والتخصصات والأقسام، الأمر الذي يجعل دورها أكثر أهمية وخطورة في المجتمع.
♦ كما أصبح البحث العلمي يحتل منزلة رفيعة في هذه المؤسسات مما خولها لأن تلعب دورا رائدا في تطوير أسباب الشراكة والتعاون الدولي عن طريق تبادل المعلومات والتعاون العلمي. كما تتميز الجامعات بتقاليد الاستقلال الذاتي وقيام العاملين فيها بإدارة شؤونهم وتنظيم العمل العلمي والإداري.
لذلك فأن ما تقتضيه مشاريع الشراكة التربوية من حرية في المبادرة واستقلالية القرار تجد في الجامعة مرتعا لها نظرا لما أصبحت تعرفه مؤسساتها من حرية واستقلال ذاتي. مما يمكنها بسهولة من عقد معاهدات و إبرام إتفاقيات داخلية بينها وبين المؤسسات الوطنية المختلفة، وخارجية بينها وبين الهيئات الدولية أو المؤسسات التابعة للدول الأخرى.
وهكذا تتعزز مقولة انفتاح الجامعة ومؤسسات التعليم العالي ومن بينها كليات التربية، على محيطها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بفضل الشراكة التربوية وتزداد رسوخا.
وبصفة عامة يمكن أن تعمل أنشطة الشراكة في هذا المستوى على :
• تعزيز استقلال الجامعة، الاستقلال الإداري والتربوي والعلمي فضلا عن الاستقلال المالي.
• تجهيز مؤسسات التعليم العالي وتزويدها بما هي في حاجة إليه من وسائل مثل المختبرات وورشات الأشغال التطبيقية والمكتبات والحواسب والأدوات السمعية البصرية ووسائل الاستنساخ.
• فتح القنوات ذات التخصصات المتقاربة والعمل بنظام الوحدات والساعات المعتمدة في إطار شبكات متكاملة.
• مراجعة البرامج والمقررات وطرق التدريس ونظم القياس والتقويم بما يزيد من مردودية التعليم العالي وفعاليته ويقلل من الفشل والهدر (الانقطاع والتسرب) فيستجيب للأهداف الوطنية.
• النهوض بالبحث العلمي وتوحيد جهود الباحثين والتنسيق بين مراكز البحث العلمي وربط البحث العلمي بمجالات الصناعة والفلاحة وغيرها.
• ربط التكوين بالشغل وبالحياة العملية.
• العناية بالأحياء الجامعية وتحسين خدماتها.
• العناية بالأنشطة الطلابية الثقافية والرياضية والاجتماعية.
وفي مقابل ذلك يمكن لمؤسسات التعليم العالي بما فيها كليات التربية، أن تنشط في إطار مشاريع مشتركة سواء مع القطاع العام أو الخاص، لخدمة المجتمع في المجالات التالية :
• توعية وتثقيف أفراد المجتمع.
• محو الأمية وتعليم الكبار.
• تداريب الإنماء المهني في مختلف المجالات.
• حماية البيئة وتجميلها.
• برامج التوعية الصحية.
• برامج التوعية الطرقية.
• برامج التوعية الدينية والأخلاقية.
• تسهيل الاستفادة من خدمات مبانيها وتجهيزاتها.
• المساهمة في حل مشكلات المجتمع.

4 ـ تخطيط وإنجاز مشاريع الشراكة في كليات التربية ومؤسسات التعليم العالي :
♦ كليات التربية ونظام الشراكة : الواقع والآمال .
أحدثت كليات التربية بسلطنة عمان كما هو معلوم، في إطار الاهتمام بإعداد الأطر والكفاءات العمانية المؤهلة للقيام بوظائف التدريس خاصة في المراحل الأساسية.
ويعرف المرسوم السلطاني رقم 42/95 كليات التربية بأنها مؤسسات علمية للتعليم التربوي العالي، تهدف إلى إعداد المعلمين والمعلمات وتأهيلهم لممارسة مهنة التعليم في مراحل التعليم العام المختلفة بالسلطنة بكفاءة وفعالية، بما يكفل تخريج جيل من المعلمين تتوافر لديه القدرات والكفايات المناسبة لمواجهة احتياجات المجتمع العماني ومتطلباته من العمل التربوي، وتحقيق الأهداف التربوية التالية :
1- توحيد مصادر إعداد المعلمين.
2- إنماء قدرة الطالب المعلم على القيام بوظائفه بكفاءة وفعالية والمساهمة في تطوير مجتمعه.
3- المساهمة في تنمية الأطر والقيادات الوطنية في قطاع التعليم.
4- توفير برامج تدريب وتأهيل المعلمين أثناء الخدمة.
5- إجراء ونشر البحوث التربوية والمساهمة في تطوير الفكر التربوي ونشر الاتجاهات والطرق التربوية الحديثة وتطبيقاتها.
6- تبادل الخبرات والمعلومات والتعاون مع الهيئات والمؤسسات التربوية والثقافية العمانية والعربية والدولية.
(عن "دليل كليات التربية"، المديرية العامة لكليات التربية، وزارة التعليم العالي، مسقط، يناير 2001).
هكذا نلاحظ من خلال النصوص المحدثة لكليات التربية في السلطنة، مدى انفتاح المشرع العماني على أفكار التعاون والشراكة وإلحاحه على ضرورة انفتاح المؤسسات التعليمية وكليات التربية على وجه الخصوص، وتعاونها مع الهيئات والمؤسسات التربوية والثقافية العمانية والعربية والدولية.
والحقيقة أن هذه الأفكار تندرج في سياقين مترابطين ومتكاملين :
السياق الأول : يكمن في خلق شراكة أكثر فعالية للمواطنين ولمؤسسات المجتمع.
في حين يتشخص السياق الثاني : في الدعوة بشكل رسمي وصريح، إلى ضرورة مشاركة القطاع الخاص للقطاع العام لإيجاد صيغة مشتركة لمواجهة التحديات في مختلف المجالات بما فيها المجال التربوي.
لكن، وكما يعتقد د. عبيد الشقصي (2004) من جامعة السلطان قابوس، "فعلى الرغم من أن الحكومة ساهمت وتساهم في دعم القطاع الخاص ماديا لكي يتحمل المسؤوليات المطلوبة منه وفقا لمبدأ الشراكة" وعلى الرغم من الدعم الحكومي للقطاع الخاص للنهوض بالعملية التعليمية، إلا أن المتخصصين في هذا المجال، يرون أن هناك معوقات تحول دون قيام القطاع الخاص بدور فاعل خاصة في التعليم العالي والتخصصي".
فإلى أي حد يمكن أن تنجح كليات التربية ومؤسسات التعليم العالي بشكل عام، في الانفتاح على المجتمع وفي أقامة مشاريع الشراكة سواء مع القطاع العام أو القطاع الخاص ؟
في الحقيقة وعلى الرغم من ضرورة إجراء دراسات وأبحاث ميدانية للإجابة عن هذا التساؤل، فإننا حصلنا من قراءاتنا وملاحظاتنا، على ما يفيد انخراط كليات التربية وغيرها من مؤسسات التعليم العالي بما فيها مؤسسات القطاع الخاص والتي ازداد عددها وأصبحت تلعب دورا فاعلا في التعليم والتكوين، في سلطنة عمان، نقول انخرطت بالفعل بنشاط وفعالية، في العديد من برامج تطوير المجتمع ومشاريع التعاون مع مختلف هيئاته وفعالياته والتي سيكون من الصعب عرضها في هذه العجالة.
لكن وبالرغم من ذلك، لم نستطع الحصول على نصوص اتفاقيات مكتوبة لمشاريع الشراكة بين كليات التربية وبين غيرها من مؤسسات المجتمع، كان بالإمكان الاستشهاد بها فيما نحن بصدده.
لذلك فإننا سنكتفي هنا، باقتراح خطة مستقبلية متكاملة لتنظيم وتطوير أساليب كليات التربية ومؤسسات التعليم العالي عموما، بالسلطنة، للتعاون مع مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والدولية، في إطار مشاريع الشراكة. آملين أن تفتح هذه الخطة آفاقا واسعة لتعاون أكثر تنظيما وأطول مددا وأعمق تأثيرا (د. محمد الدريج 1996).

■ نحو خطة متكاملة لتطوير نظام الشراكة في كليات التربية ومؤسسات التعليم العالي بشكل عام :
تتألف هذه الخطة التي نقترحها لتنظيم وتطوير الشراكة التربوية في مؤسسات التعليم العالي بشكل عام وكليات التربية بشكل خاص، من المراحل والخطوات الست التالية :
1 ـ مرحلة التهيئة.
2 ـ خطوة التحليل الذاتي والتشخيص.
3 ـ خطوة تحديد الأهداف.
4 ـ خطوة تخطيط برنامج العمل.
5 ـ مرحلة الإنجاز والتنفيذ.
6 ـ التقييم.
وقبل تفصيل الحديث عن هذه المراحل والخطوات، نذكر بأنه لا توجد معايير ثابتة ونهائية لمشروع الشراكة النموذجي، ولكن مع ذلك لابد من توفير حد أدنى من المواصفات للمشروع الجيد، لعل من أهمها :
● ينبغي أن يتصف المشروع الذي تلتئم حوله الشراكة التربوية بالشمولية. بمعنى أن يمس جوانب متعددة من النشاط التربوي بحيث يشمل في نفس الوقت تدبير شؤون الكلية المالية والإدارية ونظام التواصل والعلاقات بين الأطراف الفاعلة، وتنظيم الأنشطة الطلابية والوضعيات التربوية ـ التعليمية.
● كما ينبغي أن يتسم المشروع بالانسجام بحيث يتجنب التناقض بين الأهداف وبينها وبين إجراءات العمل والتنفيذ والإمكانيات المتوفرة.
● وأن تكون مشاريع الشراكة عميقة، بمعنى أن تواجه المشاكل الحقيقية بجرأة وبعمق، والتي تظهر بعد الدراسة التحليلية والتشخيصية لوضعية الكلية ولا تبقى المشاريع على مستوى السطح.
● أن تكون المشاريع تحديثية تقترح إدخال ترتيبات تجديدية على الكلية وتحسين برامجها وتطوير ما يسود فيها من طرق وتقنيات وتسمح بالمبادرة والاجتهاد والإبداع والانفتاح.
● أن تكون منفتحة، بمعنى تفتح أمام المؤسسة آفاقا رحبة للتعاون والتشارك مع مكونات وفعاليات المجتمع والبيئة المحلية والقدرات الذاتية للمنطقة.

1.4 ـ مرحلة الإعداد والتهيئة :
● الإخبار والتوعية وتشكيل فريق العمل.
تكمن الخطوة الأولى من خطوات وضع المشروع الذي سيشكل محور التعاون والشراكة، في التهيئة والإعداد، إعداد الأطراف المعنية لتقبله والعمل به وتهيئ مجال التطبيق.
هذا وتتضمن هذه الخطوة الإجراءات التالية :
♦ إخبار جميع المعنيين بفكرة المشروع وتوعيتهم بأهميته وأهدافه العامة.
♦ إخبارهم بالأطراف الأخرى والمحتمل دخولها في الشراكة ودعمها للمشروع.
♦ إخبارهم بصفة مبدئية ببعض المجالات التي يمكن أن تشكل موضوعا للشراكة.
وتتولى مهمة الأخبار مجموعة أولية للعمل (فريق من المتطوعين من المدرسين وغيرهم فضلا عن مدير المؤسسة) والتي تتشكل بهدف اقتراح المشروع.
تقوم هذه المجموعة بوضع خطة للإعلام والتواصل، لتسهيل التعرف على المشروع وإدراك غاياته، وتبادل الرأي حوله ومناقشة مختلف جوانبه، فتعقد الاجتماعات وتوزع المنشورات والوثائق الضرورية لذلك.
أما عن تشكيل مجموعة العمل فليست هناك قواعد نهائية لذلك، على أنه يمكن أن تتشكل في البداية من فريق من المتطوعين يمثل مختلف الفئات العاملة في المؤسسة، من مدرسين وإداريين ويمكن أن ينضم إليهم ممثلين عن الطلاب كما يشمل ممثلين عن الطرف الثاني في الشراكة.
وتكون هذه المجموعة الأولية فريقا للقيادة بإشراف من عميد الكلية، للإعداد لتخطيط المشروع والقيام بعملية الأخبار ويمكن أن ينبثق عنها فريق العمل النهائي والذي سيتولى صياغة المشروع والسهر على تنفيذه.

2.4 ـ مرحلة التحليل الذاتي والتشخيص :
تعني هذه المرحلة دراسة تحليلية تشخيصية شاملة لوضعية الكلية ولمشاكلها واحتياجاتها في جميع أبعادها. ويقوم فريق القيادة أو الفريق التربوي (مجموعة العمل)، بتجميع المعطيات وتصنيفها وتحليلها، ويشمل التجميع الأبعاد التالية :
1 ـ بعد السياق (خصوصيات الكلية ومحيطها). ويشمل :
● خصوصياتها.
● الشعب.
● الاختلاط.
● نوعية التنظيم والتسيير الإداري بها.
● نوعية التنظيم التربوي المعمول به.
● النشاط الثقافي للمؤسسة وإشعاعها.
● تاريخها.
● محيطها الاجتماعي والاقتصادي.
● معطيات اجتماعية (الحي وساكنته).
● معطيات اقتصادية حول المدارات المحيطة بالكلية.
● وضعية المؤسسة في خريطة المدينة والحي.
● المحيط التعليمي والثقافي : وضعيتها بالنسبة لمختلف المؤسسات التعليمية بالمنطقة وبالنسبة لمختلف المنشآت الثقافية والرياضية والترفيهية).

2 ـ بعد الإمكانيات المادية والبشرية .
■ الإمكانيات المادية :
● الحجرات .
● الساحات .
● مركز مصادر التعلم .
● الخزانة أو قاعة المطالعة .
● المخابر .
● قاعة الأنشطة الموازية أو القاعة المتعددة الوظائف .
● المطاعم .
● التجهيزات والأدوات التعليمية .
■ الإمكانيات البشرية :
● هيئة الإدارة (عددهم ، خبرتهم ، مهامهم ، هواياتهم ) .
● هيئة التدريس من حيث :
● العدد .
● الخبرة .
● التخصصات .
● الهوايات ومدى انخراطهم في الأنشطة الثقافية .

3 ـ بعد الطلاب :
● عددهم .
● توزيعهم حسب المستويات .
● توزيعهم حسب السن والجنس والأقسام .
● وضعيتهم الدراسية (النجاح ، التكرار ... ) .
● ميولاتهم الدراسية والمهنية (ميولاتهم نحو مهنة التعليم) .
● هواياتهم .
4 ـ بعد الدعم الخارجي :
● انخراط بعض الأخصائيين والخبراء في أنشطة الكلية .
● انخراط المهنيين من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي .
● انخراط المهنيين من وزارات أخرى مثل وزارة الصحة .
● دعم الجماعات المحلية والجمعيات والمنظمات الأخرى .
يقوم الفريق التربوي بعد تجميع المعطيات ، بتصنيفها وتحليلها ثم تشخيص المشاكل والصعوبات :
● مشاكل ذات طبيعة مادية .
● مشاكل ذات طبيعة تربوية .
● مشاكل ذات طبيعة تشريعية تنظيمية وإدارية .
● مشاكل ذات طبيعة علائقية ـ تواصلية وإعلامية .

ونستند في تحليلنا للمعطيات وتشخيصنا للمشاكل على تحديد جوانب القوة والضعف، من خلال الأسئلة التالية :
● ما هي جوانب القوة في الكلية ؟
● ما هي جوانب الضعف فيها ؟

■ أمثلة :
● نتائج حسنة في الاختبارات النهائية.
● توفر الكلية على إمكانيات بشرية هامة ومتنوعة (من حيث التأهيل والخبرة والتخصصات العلمية والتقنية والأدبية والهوايات).
● توفر الكلية على تجهيزات ومختبرات وحجرات إضافية قابلة للاستعمال في أنشطة المشروع (قاعات متعددة الأغراض، مراكز مصادر التعلم).
● محيط الكلية "غني"، اقتصاديا وثقافيا.
● وجود إمكانيات لدى الجماعات المحلية وهيئات المجتمع المحلي.
● مدى استعداد السلطات المحلية والمقاولات (التجارية والصناعية والخدماتية) المجاورة، للتدخل والدعم.
■ أمثلة :
● نتائج الطلاب (أو بعض الأقسام ) ضعيفة ودون المتوسط.
● تفشي ظاهرة التكرار والانقطاع.
● تفشي ظواهر سلبية مثال الغياب المتكرر.
● عزوف الطلاب عن المشاركة الفعالة في حياة الكلية وأنشطتها.
● خلل في التواصل وفي العلاقات التربوية بين الأقسام وبين الهيئة الأكاديمية والإدارية والطلاب.
● مشكلات التوجيه والإرشاد الأكاديمي.

3.4 ـ خطوة تحديد الأهداف :
بعد الانتهاء من تحليل وضعية الكلية وتشخيص أهم مشاكلها، نقوم بصياغة أهداف المشروع والتي ينبغي أن تسجل في إطار مواجهة تلك المشاكل وبالتالي تذليل الصعاب والقضاء على العراقيل التي تمنع الإداريين وهيئة التدريس من قيامهم بعملهم على الوجه المطلوب.
وتقتضي خطوة تحديد الأهداف مراعاة بعض الشروط، نذكر أهمها على النحو التالي :
● أولا : لابد أن تندرج الأهداف ضمن مخططات العمل بالكلية وضمن التوجهات العامة لكليات التربية وللتعليم العالي بالسلطنة. يختار الفريق التربوي (أو فريق القيادة) المشرف على مشروع الشراكة تلك الأهداف ويحددها بما ينسجم مع تلك التوجهات العامة.
● ثانيا : كذلك عند اختيار الفريق التربوي لأهداف مشروع الشراكة، لابد وأن يراعي مبدأ الواقعية وإمكانية التحقيق وأن ينتهي إلى اختيار الأهم من الأهداف وترك البقية إلى المراحل اللاحقة.
بطبيعة الحال، فإن الأهداف التي تستحق العناية قبل غيرها، هي الأهداف التي ترتبط أساسا بنتائج وشروط العمل المادية والمعنوية وتحسين العلاقات التربوية وتطوير المقررات وطرق وأساليب العمل والتقويم وتحسين المناخ الثقافي لكليات التربية.
● ثالثا : تكيف بعض الأهداف لتستجيب لخصوصيات الكلية ولتراعي في نفس الآن احتياجات المنطقة والجماعة المحلية من العمل التربوي والدعم الاجتماعي.
ويمكن أن نستأنس بهذا الخصوص، بلوائح الأهداف والكفايات المرغوبة في تكوين المعلمين والمسطرة في اللوائح الرسمية ( انظر " الكفايات المهنية لمعلم التعليم الأساسي "ضمن" الدليل التعريفي بالتعليم الأساسي لكليات التربية" ، وزارة التعليم العالي، المديرية العامة لكليات التربية، 2003، مسقط).

■ وعلى سبيل المثال يمكن التذكير بالأهداف التالية والتي من المفروض أن تنسجم مع لائحة التوجهات العامة :
● تحسين نوعية الأداء التعليمي والرفع من جودته والعمل على إكساب الطلاب المعلمين الكفايات المهنية المرغوبة في إطار الأدوار الجديدة للمعلم.
● تحسين التنظيم التربوي والتسيير الإداري للكلية.
● إدماج التجديدات التربوية المقترحة في مشاريع الإصلاح ومواءمتها : مع خصوصيات المؤسسة (أي تطبيق التجديدات التي تقترحها المصالح المركزية في إطار برامج الإصلاح أو تلك التي يجتهد الفريق التربوي في وضعها تمشيا مع المستجدات).
● إعادة تخطيط وتوصيف المناهج والمقررات لتلائم المستجدات وتطور الاحتياجات، بشكل مندمج.
● إدماج الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية لتتكامل مع بقية مكونات المناهج والمقررات والخطط الدراسية ـ أنشطة التعاون والخدمة الاجتماعية ـ الأنشطة الموازية.
● إدماج إبداعات الطلاب في الشعر والمسرح والابتكارات العلمية بشكل وظيفي في المنهاج العام وفي أهداف إعداد وتأهيل المعلمين.
● تجهيز الكلية والرفع من مستوى إمكانياتها المادية.
● دعم الدراسات والبحوث وإشراك جميع الفعاليات فيها والاستفادة من نتائجها.
● دعم الندوات والمؤتمرات والسيمنارات بالكلية وتشجيع الزيارات والبعثات العلمية إلى الخارج وتبادل التجارب في هذا الإطار.
وبطبيعة الحال يمكن أن نضيف إلى هذه المجالات، تلك التي أسلفنا الحديث عنها، حين قدمنا بعض الأمثلة عن مواضيع وقضايا يمكن أن تتمحور حولها مشاريع الشراكة وتهدف كلها لخدمة المجتمع، من مثل برامج محو الأمية وتعليم الكبار وبرامج التدريب والتنمية المهنية وبرامج التوعية على اختلاف أنواعها ومستوياتها.

4.4 ـ خطوة تخطيط برنامج العمل :
يتولى الفريق التربوي في هذه المرحلة التخطيط الدقيق لبرنامج العمل الذي سيسير وفقه مشروع الشراكة، ومن المفروض أن يتضمن هذا البرنامج :
● خطوات الإنجاز.
● الجدول الزمني.
● توزيع المهام.
● توزيع الوسائل والأدوات.
● صياغة وثيقة عمل.
هذا ولابد عند تخطيط برنامج العمل من مراعاة الأهداف العامة للمشروع وكذا أهدافه الخاصة قصد تحقيق أكبر قدر من الانسجام والتلاؤم. وكذا مراعاة الأسبقيات (الأولويات بخصوص الاحتياجات والمشاكل المطروحة). ومراعاة التدرج في الانتقال من إجراء إلى آخر، أو على الأقل توفير نوع من المواكبة المنظمة والمتوازية لهذه الإجراءات. ومراعاة الخصوصيات والالتزام بالنظرة الواقعية للأمور، من حيث الإمكانيات المادية والبشرية ومدى حماس العاملين في المشروع والتزامهم بالحضور والمواكبة.

5.4 ـ مرحلة الإنجاز والتنفيذ :
تمتد هذه المرحلة لتشمل المدة المحددة لإنجاز المشروع والتي يمكن أن تستغرق سنتين أو أكثر وقد تصل إلى أربع سنوات. ويتم الالتزام بمواقيت البدء في العمليات. وعموما يفضل الانطلاق في تنفيذ المشروع مع بداية العام الدراسي، ويكون واضحا لدى الفريق التربوي التحديد الدقيق لوقت الشروع في كل مهمة بالنسبة لأعضائه وبالنسبة للشركاء الآخرين، ووقت الانتهاء منها، مع إمكانية تقويم النتائج. وهذا التقويم المرحلي يمكن إجراؤه باعتماد بعض المؤشرات والاختبارات وآراء المدرسين وبقية الفرقاء وكذا باعتماد نتائج تفريغ الاستمارات التي توزع على كل المشاركين والمستفيدين من مشروع الشراكة.
هذا ونذكر بأن نجاح المشروع متوقف على مدى حماس والتزام جميع الأطراف المشاركة فيه.
ويكون من الأفضل بالنسبة لكل عملية، تعيين مسئول عنها أو منسق لها من البداية إلى النهاية. ثم لابد ولتفادي ما يمكن أن يحدث من فتور وملل بمرور الوقت، من التركيز على إبراز النجاحات (النتائج الإيجابية) المحققة جزئيا والتي يتم بلوغها بشكل مرحلي.

6.4 ـ خطوة التقييم :
منذ العمليات الأولى لإنشاء مشروع الشراكة، لابد وأن نضع نصب أعيننا المعايير والمؤشرات التي سنعتمدها في تقويم مدى تحقيق الأهداف وبلوغ النتائج المرجوة ونثبت ذلك في وثيقة العمل.
وهكذا فإن عملية التقويم تتم بالمقارنة المستمرة بين النتائج المحققة وبين النوايا الأولية وما خططناه من أهداف وإجراءات.
إن عملية التقويم وخاصة التقويم النهائي (الإجمالي) تتم بمقارنة ما توقعناه منذ التشخيص الأولي لمشاكل المؤسسة واحتياجاتها واحتياجات المجتمع المحلي وما حصلنا عليه من نتائج فعلية بتطبيق المشروع.
هذا وينبغي أن يتم هذا التقويم داخل المؤسسة وبمساهمة الفاعلين في المشروع أنفسهم عند الضرورة بالتعاون مع المتدخلين من خارجها.
وبصفة عامة فإن التقويم إما أن ينصب على المشروع في حد ذاته وعلى كيفية وضعه وتطبيقه، أو ينصب على الآثار المباشرة على الطلاب وعلى غيرهم من المستفيدين ومدى تحقق الأهداف الخاصة بالرفع من جودة التعليم والتكوين ومن مردوديته وكفاءته الداخلية والخارجية. أو قد يشمل التقويم الآثار غير المباشرة للمشروع أي آثاره في المؤسسة بشكل عام وفي بيئتها المحلية والصورة التي يمكن أن يكونها عنها مختلف الأطراف والشركاء. إن تحليل النتائج وتقويمها قد يؤدي إلى تعديل جوهري في كل ما تم إنشاؤه وكل ما تم التوصل إليه ليس من خلال الأخطاء وجوانب الضعف فقط، بل بفضل النتائج المنج

 



توقيع يوم 23 /11 /2015 على شراكة بين مؤسستنا وإعدادية Lycée Marseilleveyre بمارسيليا بفرنسا