لا تفقد الاتصال بطلابك غير المتصلين بالإنترنت
أكدت
دراسة علمية أجريت مؤخرا في أمريكا أنه لا يمكن للقائمين على العملية
التعليمية القول بفرضية أسبقية الشباب وخبرتهم في استخدام الإنترنت. ويسعى
الأكاديميون ومسئولي الجامعات جاهدين من أجل مواكبة وسائل التواصل
الاجتماعي، إلا أن هذه الدراسة العلمية تؤكد أن الفجوة الرقمية لا تنحصر
بين الأجيال المختلفة فقط، إذ توجد حيثيات أخرى هامة لهذه الفجوة، والتي
تتعلق بالمستوى الاقتصادي والوضع الاجتماعي، وجانبا منها يتعلق بطريقة
تواصل وتفاعل الرجال والنساء على الإنترنت.
يرى
الباحث الذي أشرف على هذه الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية أن من
شأن هذا التفاوت أن يؤثر سلبا على جذب الطلاب غير الممثلين تمثيلا كاملا،
والتدريس لهم والاحتفاظ بهم.
يؤكد
الباحث الأمريكي Rey Junco – زميل جامعة بوردو Purdue University، وزميل
هيئة التدريس في مركز Berkman لدراسات الإنترنت والمجتمع في جامعة هارفارد:
“يفترض الأكاديميون أن كل الطلاب يتمتعون بنفس القدرة والبراعة في استخدام
التكنولوجيا”.
إلا
أن الطلاب المنحدرين من أسر محدودة الدخل، أو من أبوين لم يلتحقا بالتعليم
العالي، لا يتمتعون بقدرات عالية في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
فعلى
سبيل المثال، الطلاب الذين يستخدم زملائهم وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد
من تواجدهم نادرا ما يكونوا عرضة للتسرب. وقد اكتشف الأستاذ / Rey Junco
أن الرجال أقل من النساء، وأن الطلاب السود أقل من الطلاب البيض في القيام
بهذا الأمر.
الطلاب
المنحدرين من أسر محدودة الدخل أقل انخراطا في أي تواصل عبر الإنترنت
مقارنة بغيرهم – وهذا العامل من شأنه أن يساعد على الشعور بتركيز الاتصال
على مجموعة واحدة من الطلاب، والذي قد تبين من خلال دراسات بحثية أخرى أنه
وسيلة فعالة للحد من معدلات التسرب. كما أن مثل هؤلاء الطلاب نادرا ما
يشعرون بالارتياح نحو التواصل مع أعضاء هيئة التدريس الذين يستخدمون وسائل
التواصل الاجتماعي.
ليس بهذه السرعة على تويتر
يؤكد
الأستاذ / Junco أن هذه الحقيقة نادرا ما يدركها أعضاء هيئة التدريس داخل
المؤسسة الأكاديمية: ”إذا أخذنا في الاعتبار أن ليس كل الطلاب يتمتعون
بنفس المهارات ولا تتوفر لهم نفس الإمكانيات التكنولوجية، فإننا نتصرف مثل
المعلمين الذين يساعدون على تمهيد أرض الملعب.
ومن
الأمثلة على ذلك، إذا قال أحد الطلاب لأستاذه: “عذرا، لا أعرف كيف أفعل
ذلك؟” فإن هذا الأستاذ قد يسخر وينزعج من هذا السؤال ويرد قائلا: “ماذا
تقصد؟ أنت تعرف أكثر مني.” لذا، عندما أقوم بالتدريس لأحد الفصول، فإني
أخاطبهم قائلا: “حسن، سوف نستخدم تويتر Twitter اليوم، ومن المهم أن التأكد
من أن كل الطلاب يعرفون ما هو تويتر وكيف يعمل.”
وفي رأي الأستاذ / Junco أن مثل أثر هذه الفجوة الرقمية على الطلاب يمتد حتى يشمل مراحل الالتحاق والقبول بالمؤسسة الأكاديمية.
ولقد
أجرت شركة Kaplan المختصة بالإعداد للقبول والاختبار دراسة مسحية حول
موظفي القبول في أمريكا، ووفقا لهذه الدراسة، فإن أكثر من الربع يقومون
بزيارة صفحات المتقدمين على الفيسبوك Facebook ويبحثون عن شخصيات مرجعية
أخرى لهم على الإنترنت، وأن موظفي القبول قد يطلعون على أمور من شأنها أن
تؤثر سلبا على فرص أكثر من ثلث هؤلاء الطلاب المذكورين للالتحاق بالجامعة.
حيث
أن موظفي القبول “يقيمون الطلاب على أساس المعلومات التي لا تتوفر لديهم
عن كل الأفراد، ومن الممكن أن يكون هذا الأسلوب تمييزيا.”
إذ
أن الطلاب الذين ينتمون إلى أوساط اقتصادية واجتماعية عالية، والذين
ينحدرون من أبوين ذوي تعليم عالي، غاليا ما يكونوا حاذقين ويتمكنون من
إخفاء بيانات صفحاتهم عن المتصفحين. إنهم تتوفر لديهم مهارات عالية
لاستخدام الإنترنت والتي تمكنهم من تخصيص إعدادات الخصوصية و أن يكونوا على
دراية ووعي بمثل هذه الأمور.”
“وفي
تلك الأثناء،” يقول الأستاذ / Junco – “الطلاب الذين ينحدرون من أوساط
اجتماعية واقتصادية متواضعة يكونوا أقل كفاءة للحفاظ على بياناتهم
الشخصية.”
وفي
الجامعة، تميل أنواع مختلفة من الطلاب إلى التفاعل عبر الإنترنت مع
أقرانهم، تماما كما أن الطلاب المنتمين إلى أعراق مختلفة يميلون إلى عزل
أنفسهم في الحياة الواقعية.
يرى
الأستاذ / Junco أن طلاب الجامعة “لا يستخدمون عادة وسائل التواصل
الاجتماعي للاتصال بالغرباء. وفي أغلب الأحيان يتفاعلون مع الأفراد
المعروفين لهم بالفعل.”
إلا
أن هذا الاتجاه يتغير مع الوقت، فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ضمن
الأدوات المفيدة لربط الطلاب مع المؤسسات الأكاديمية التي ينتسبون إليها،
مما يساعد على تحسين معدلات النجاح بين الطلاب.
وبهذه
الطريقة، فإنهم يلتقون أناسا لم يعرفوهم من قبل. ومن الجيد التفاعل مع
أصدقاء جدد ينتمون إلى نفس الفصل الدراسي؛ حيث يتفاعلون في بيئة جديدة بحثا
عن المعلومات ليتعارفوا ويتقابلوا ومن هنا تتكون بينهم صداقات.”
مواضيع ومقالات مشابهة