في مثل هذا اليوم عام 1924 - انتهت الخلافة الإسلامية رسميًا بإزاحة السلطان العثماني عبد المجيد الثاني آخر الخلفاء العثمانيين من قبل الجمهوريين الأتراك بقيادة مصطفى كمال.

ففي 3 آذار ـ مارس من عام 1924 أعلن كمال أتاتورك إلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا ومصادرة جميع أملاك الأسرة العثمانية وتأميمها وإعلان تركيا دولة علمانية.

فإثر الحرب الروسية العثمانية بسبب رفض الدولة العثمانية استقلال اليونان وتدهور العلاقات مع فرنسا واحتلال الأخيرة للجزائر وتوسع نفوذ محمد علي في مصر والمشرق، واستقلال "بلاد الصرب"، وبتوقيع معاهدتي سيفر ولوزان اللتين مزقتا الدولة الثمانية وتنازلت بمقتضى الأخيرة السلطنة العثمانية عن باقي الأراضي الغير التركية، وجرد السلطان من السلطة الزمنية وأصبح مجرّد خليفة من غير سلطة روحيّة.

استفاد رجل الجيش صاحب الطموح كمال أتاتورك من ضعف النظام العثماني القديم والمتهالك بشكل لا يلبي متطلبات الدولة الحديثة، مستثمرا عوامل محلية ودولية أخرى، وأهمها على المستوى المحلي استقالة رئيس الوزراء وحل الجمعية الوطنية بسبب الخلاف حول مؤتمر لوزان، ليوظف أتاتورك الظرف لصالح مشروعه بعزل السلطان مجيد الثاني وتحويل تركيا إلى دولة جمهورية علمانية.

وألغى أتاتورك وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وكذلك الغى التدريس الديني وحول المدارس الدينية إلى مدنية، وألغى الوظائف الدينية في البلاد.

وتبنت الدولة التركية الوليدة قوانين مدنية مستوحاة من القانون المدني السويسري، والقانون الجنائي الإيطالي، والقانون التجاري الألماني.

وبعد أربعة أشهر طردت السلطات الجديدة السلطان عبد المجيد الثاني إلى مدينة نيس جنوب فرنسا، حيث توفي عام 1944 لتنتهي بذلك عهد العثمانيون الذين حكموا لأربعة قرون.