عندما أتحدث إلى طلبتي، فإني أسألهم دائماً: من منكم يريد أن يكون إنساناً ناجحاً؟ وترتفع الأيادي عالياً. ثم أخبرهم بقصة عالم الفيزياء النووية إيزيدور اسحاق رابي الفائز بجائزة نوبل في الفيزياء في 1944 لأعماله حول الإلكترون، وكيف أن أحدهم قد سأله ذات مرة:

كيف أصبحت عالماً شهيراً على مستوى العالم؟ فأجابه قائلاً: أمي هي التي صنعت مني عالماً دون أن تقصد ذلك أبداً. لقد تعودت أمهات الأطفال مثلي أن يسألن أطفالهن بعد عودتهم من المدرسة: ماذا تعلمت في المدرسة اليوم يا بني؟

لكن أمي لم تكن تفعل ذلك ،  بل كانت تسأل سؤالاً مختلفاً.. كانت تسألني قائلة: إيزي .. هل طرحت على معلمك اليوم سؤالاً جيداً ؟ ذلك الفرق – طرح الأسئلة الجيدة – هو الذي صيرني عالماً.

وذلك الفرق في إمكانه أن يحول التعليم في جميع أنحاء العالم دون أن يكلفنا درهماً واحداً. هذا هو ما يمكننا فعله، هنا ، وهناك، وفي كل مكان. أن ننمذج الأشياء التي تثير فضولنا. أن نشارك طلبتنا وأطفالنا ما يثير فضولنا في هذا العالم.

هذا هو ما علمني إياه جدي منذ سنوات مضت عندما سألني: جوني ..هل حدث أن تساءلت يوماً لماذا تصبح الشمس الغاربة في الأفق أكبر حجماً من حجمها عند منتصف النهار؟ وأنا الآن أشارككم التساؤل:

لماذا تتحول شجرة القيقب* التي تنمو بجانب الطريق العام إلى اللون الأحمر أو الأصفر أو البرتقالي في الخريف بينما تظل الشجيرات التي تليها في لونها الأخضر؟ ما الذي يجعل الموسيقى شيئاً جذاباً جداً للإنسان؟ ما مقدار ما يتعلمه الطفل في عامه الأول؟

لاحظ وتساءل: في الفناء الخلفي، دعنا ننظر إلى الطيور وسلوكها.

لاحظ أن هناك نوعاً معيناً من الطيور يطير مباشرة إلى غذائه، بينما نوع آخر  يطير من غصن على غصن قبل أن ينقض على غذائه، لماذا؟ ..لاحظ التشكيلات المختلفة للسحب ..

كيف ولماذا تتخذ السحب هذه الأشكال؟

يمكننا أن نأتي إلى فصولنا الدراسية ببعض الأعمال الفنية (أشياء حقيقية كأصداف البحر مثلاً) تكون لها علاقة بموضوع الوحدة الدراسية (أنماط الحياة – السكن – التغيير) ونطرح السؤال: ماذا نلاحظ هنا؟

أن نكون ذوي ملاحظة دقيقة، فذلك يعني أننا على الطريق الصحيح. ما هي الأسئلة التي يمكن أن نطرحها حول هذه الأعمال الفنية؟ سجل جميع الأسئلة.

يمكننا بعد ذلك أن نطلب من الطلاب تنظيم أسئلتهم في مجموعات تتلاءم مع فكرتنا في الاستعلام والاستفسار، أو إيجاد أسئلة جديدة تكون أكثر إثارة للاهتمام. وتكون أسئلة الطلاب هذه بمثابة المحرك الرئيسي للاستعلام والاستفسار لأن الطلاب الآن لديهم مصلحة في تعلمهم.

لقد عرفنا لسنوات عديدة فاعلية تعلم الطلبة من خلال التفكير في المشكلات المعقدة. وإن إعطاء الطلاب الوقت والفرص للتفكير من خلال السيناريوهات التي تغرس فيها المفاهيم والمهارات والأفكار الرئيسة يعطيهم فرصاً أكبر لطرح الأسئلة الجيدة.

ولنفترض أنك كنت مسئولاً عن منطقة ما، وأردت أن تجري فيها بعض التغيير، ماذا ستلاحظ؟ ماذا عليك أن تعرف؟ كيف يمكننا أن نجد أجوبة؟ ..

في بداية وحدة دراسية في مادة التربية المدنية، يمكنك أن تضع لطلبتك هذا السيناريو الذي يمكن أن يكون بمثابة تقييم تكويني:

"أنتم ممثلون في مجلس المدينة المحلي، وبسبب ضعف إقبال الناخبين، والحاجة إلى إيجاد طرق لإشراك عدد أكبر من المواطنين في مسئولياتهم المدنية، ضع خططاً طويلة المدى لتتم مشاركتها مع القادة المدنيين الذين يضعون في الاعتبار أنماط التصويت السابقة والحالية، الأكثر ملاءمة للوضع الاقتصادي لدى الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أساس المبادئ الدستورية.

إن تعزيز الفضول لدى الطلاب يؤدي إلى الاستكشاف والمشاركة، والتقييم الذاتي الإيجابي، كما يؤدي إلى الاعتقاد بأن كل الأهداف قابلة للتحقيق.

هل طرحت اليوم سؤالاً جيداً؟