تقرير: 62% من تلاميذ المغرب لا يفهمون الأسئلة بالعربية
وأظهرت الأرقام الصادرة حديثا عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن التلميذ في السنة الثانية والثالثة يجد صعوبة في القراءة، بل إن 32 في المائة من تلاميذ السنة الثانية ابتدائي لا يستطيعون قراءة نص بصوت مرتفع.
وأفادت نفس الدراسة أن 62 في المائة من تلاميذ نفس المستوى لا يستوعبون أسئلة النص المكتوب الذي يقترحه عليهم المقرر الدراسي، وهو الرقم الذي يتراجع في صفوف تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي، إذ يصل إلى 39 في المائة.
مشكلة استيعاب التلاميذ لمضمون المناهج المدرسية أكدتها أيضا نسبة التلاميذ الذين لا يفهمون النصوص التي يقرأها عليهم الأستاذ، ذلك أن 18 في المائة من تلاميذ السنة الثانية ابتدائي لا يفهمون أي شيء من هذه النصوص، يُضاف إلى ذلك عجز 18 في المائة من تلاميذ نفس المستوى على نطق الحروف العربية بشكل صحيح.
وأكدت الدراسة أن التهم بين الأسرة والمدرسين حول من يقف وراء تراجع المستوى الدراسي للأبناء مازالت مستمرة، إذ صرح 73 في المائة من الأساتذة أن الأسر لا تساعد أبناءها في أعمالهم المدرسية، في المقابل أكد 62.1 في المائة من التلاميذ أن فردا من أفراد أسرهم يساعدهم في الواجبات المدرسية.
العلاقة بين الأسرة والمدرسة
وبخصوص تبادل الاتهام بين الأسرة والمدرسة حول من المسؤول عن ضعف المستوى الدراسي للتلاميذ، أكد منير الجوري، المستشار في التوجيه التربوي، وجود مشكل حقيقي يهم العلاقة بين المدرسة والأسرة، "لأن هناك ضعف في التواصل بين الطرفين، ما يجعل كل مؤسسة تلقي باللائمة على المؤسسة الأخرى".
وفسر الجوري عدم قدرة نسبة كبيرة من الآباء على مساعدة أبنائهم في الدراسة، بأمية آباء وأمهات فئات واسعة من التلاميذ المغاربة، فضلا عن "وجود عدد كبير من الآباء في العمل إلى ساعات متأخرة من الليل، وبالتالي يصبح ولي أمر التلميذ لا يتوفر على القدرة النفسية والوقت لمساعدة ابنه في دروسه".
"إشكالية الواجبات المدرسية"، حسب الخبير التربوي، تطرح هي الأخرى العديد من التساؤلات، بخصوص هل يجب أن يكون للطفل واجبات منزلية بشكل يومي، وهل الساعات الطوال التي يقضيها التلميذ في المدرسة غير كافية" تساءل نفس المتحدث.
وأكد المحلل أن المدة التي يقضيها التلميذ في المدرسة تعتبر جد مرتفعة مقارنة مع دول ذات تعليم جيد، "خصوصا في السن الابتدائي حيث يحتاج الطفل إلى وقت أكبر لممارسة أنشطة أخرى تنمي قدرته على الإبداع والخيال".
وواصل الجوري قراءته لنتائج دراسة الوكالة الأمريكية، حيث وصف المدرسة المغربية "بالمدرسة المتخلفة" من حيث الطريقة التي يتم بها تلقين الأطفال، والتركيز على الحفظ أكثر من الفهم"، مستدلا بعدد المقررات التي يدرس فيها التلميذ في الابتدائي، "وهي مقررات مليئة بمعلومات لا يستطيع التلميذ أن يستوعبها كلها في ظرف سنة أو أقل".
وانتقد الجوري الطريقة التي يتم بها تقييم التلميذ في المدرسة الابتدائية، "وهو تقويم معرفي يقوم على مدى تخزين الطفل للمعلومات وليس على مدى إدراكاته ومهاراته"، مؤكدا أن المعلومة ليست هي الأهم، لأن مصادر المعلومة قد تعددت، ولكن المطلوب من المدرسة أن تدبر هذه المعلومة، وكيف تحولها إلى سلوك لدى التلميذ".
مواضيع ومقالات مشابهة