أهلا بك زائرنا العزيز في بوابة ثانوية محمد عابد الجابري الإعدادية بتطوان - المملكة المغربية -
.

أنشطة

الإدارة

رياضة

الأساتذة

برنامج مسار

المكتبة

    على هامش رحلة الأندلس : من هم المورسكيون ؟ ( قصر الحمراء بعدسة ذ :أحمد الطاهري )
     الصورة بعدسة ذ: أحمد الطاهري
    من منا لا يعرف حضارة المسلمين في الأندلس اسبانيا الآن ، بعد قرون من الحكم الإسلامي تحولت إلى الدين المسيحي ثانيًا و بقا المورسكيون و هم باللغة القشتالية المسلمون الذين بقوا في الأندلس تحت الحكم المسيحي بعد سقوط الأندلس و تم تخيرهم ما بين إعتناق الدين المسيحي و القتل فإعتنقوا المسيحية علنًا و الإسلام سرًا في الفترة عام 1502 ميلادية .




    يختلف تقدير أعداد المورسكيين الذين تم طردهم من اسبانيا تشير دراسات أنها بلغت مليون نسمة في اسبانيا في بداية القرن السادس عشر و تشتت منهم 80 ألف في أنحاء اسبانيا غرناطة و قشتالة .


    تدين أوروبا الحديثة للمورسكيون بأشياء كثيرة، فقد جلبوا معهم علوم الفلك و الطب، الفلسفة و الفيزياء و الرياضيات ، أجبرت الحكومة الإسبانية المورسكيون على مغادرة المملكة لشمال أفريقية (المغرب الآن) و كانت أعدادهم كبيرة خاصة في الجنوب، غرناطة و بالينسيا، و هم الآن يتواجدون فيها كلًا من الجزائر و المغرب و تونس و بعضهم هاجر لتركيا و الشام بعد سقوط الأندلس وصلت نسبتهم عام 1609 ما يقرب من 325 ألف من أصل السكان الكلي وقت ذاك 8 مليون نسمة ، تشير الدراسات اليوم أن 10% من سكان أسبانيا هم من أصل هذه الأسر التي تحولت لمسيحية .


    قدم المسلمون في مطلع القرن الثامن للميلاد و دخلوا عبر بحر الوادي الكبير حيث كان هو أول مسار لتوسيع رقعة الأراضي الإسلامية إبان الدولة الأموية ، و لكن طمست جميع معالم أشبلية المورسكية نتيجة لحاجة التجارة الحالية ، فأينما وجدت كنسية فأنها تقبع فوق مسجد أسلامي .


    انشأ المورسكيون حضارتهم الخاصة و إحتوت كل شيء حولها لذا فالنتاج الذي نراه اليوم في أسبانيا هو نتاج مدهش فقد نشأ قوم على أنقاض قوم أخرين و بالتالي قدم كل جيل شيء مبتكر .


    معاهدة غرناطة و تسليم الأندلس :
    كانت مملكة غرناطة أخر ممالك الدولة الإسلامية في الأندلس و تركز أكبر عدد من المورسكيون في أواخر القرن السابع عشر و اتسم سكان تلكم المملكة بتحدثهم باللغة العربية و بسلامة العقيدة الإسلامية و لكن بعد حرب البشرات عام 1568 تم ترحليهم إلى مناطق مختلفة في مملكة قشتالة و الأندلس و أهم ما يذكر عنهم أنهم تشبثوا بالدين الإسلامي مما عرضهم للتنكيل و الإضطهاد  وأحدثت لهم محاكم التفتيش ، كان قبل ذلك عام 1491 استسلم أخر ملوك بني نصر أبو محمد عبد الله محمد الثاني للممالك الكاثوليكية و تفاوض معهم على تسليم غرناطة 25 نوفمبر من نفس العام ..!!


    بعد حصار طويل لمدينة غرناطة  اجتمعوا في قصر الحمراء العلماء و المشايخ و الفقهاء و القادة و اتفقوا على تسليم غرناطة و اختاروا الوزير أبا القاسم عبد الملك للتفاوض مع ملك أسبانيا و تتضمنت المعاهدة شروط أهم شرط فيها أن يحتفظ المورسكيون بممتلكاتهم و دينهم و يخضعوا للقانون و لا يلبسون علامة تشير أنهم مورسكيون و ليس عليهم دفع الضرائب للمسحيين و لهم أن يحتفظوا بأسلحتهم .


    الغدر بالمورسكيون و بداية التنصير :
    كان الملك و المملكة في بداية الأمر يلتزمان بالمعاهدة و لكن لم يستمر الوضع هكذا طويلًا  ، حاربت الكنسية الكاثوليكية هذه السياسة المعتدلة و بدأت في نقض العهود لأنهم ما زالوا يخشون من إنتقام المسلمين كان أول الغدر تحويل مسجد الطيبين إلى كنيسة و تحويل مسجد غرناطة الكبير إلى كنيسة و قامت الكنيسة بتنظيم فرق تبشرية من رهبان و راهبات لقيام بحملات تبشرية كانوا يعتقدون أن المسلمون سوف ينتقلون إلى المسيحية بسهولة و لكن الإسلام كان متغلغًا في الصدور مرت السنون و لم تأتي الحملات بأي جدوى تم تغير السياسة من اللين إلى العنف بدأت بمعاملة المسلمين من أصل نصراني بمعاملتهم معاملة المرتدين و الزج بهم في السجون و قامت الشرطة بإنتهاك حرمة المسلمات  فقامت ثورة للمسلمين للمطالبة بحقوقهم و إحتلوا برج البيازين و أقاموا المتاريس و سميت بثورة حي البيازين .


    التنصير و حرق الكتب عمدًا :

    إيزابيلا و القميص الأسود كانت ملكة غرناطة ارتدت قميصًا أسود ونذرت أن لا تخلعه حتى تقتل أخر مسلم في الأندلس في عام 1500 ذهبت بنفسها لمتابعة عمليات التنصير و جرت مراسم تجبر المسلمين على التنصير و ابتدأت الإجراءات منها منع المسلمين من ذبح الأضاحي على الطريقة الإسلامية و تغيير الأسامي الإسلامية و تحولت جميع المساجد إلى كنائس و صدرت الأوامر بحرق جميع الكتب الإسلامية و منع إستعمال اللغة العربية و أطلق على المسلمين المتنصرين اسم المورسكيون و كانت كلمة تحقر من شأنهم .



    محاكم التفتيش الإسبانية :


    بعد كل المحاولات التعسفية جاءت التقارير للملك أن حملات التنصير لم تأتي بأي نفع لأنهم ظلوا يمارسوا شعائرهم الدينية سرًا و يتزوجون على الطريقة الإسلامية و لا يشربون الخمر و لا يأكلون لحم الخنزير  بذلك أخضوا جميع المسلمون لمحاكم التفتيش كانت أكثر فصول سقوط الحضارة الإسلامية دموية و وحشية في تاريخ الغرب كله من تلك المحاكم بدأت أول فصول الإضطهاد الدينى للمسلمين في العالم الغربي .





    الثورة :
    نتيجة لإجراءات التعسفية و محاكم التفتيش الأكثر دموية قامت ثورة في غرناطة عام 1568 و امتدت لعام 1571 و تزعمها رجل يدعى فرناندو القرطبي و اسمه العربي ابن أمية من سلالة خلفاء قرطبة و لكنه تم قتله من قبل فيليبي الثاني من هنا صدرت الأوامر بطرد المورسكيون و نفيهم بعد معاناة طويلة مع محاكم التفتيش و قاموا بطردهم عام 1609 و ألا يأخذوا معهم أموالهم و مجوهراتهم و لا أي شيء إلا الطرد أو الموت ، كان المورسكيون مسلمون متخفون و بتعميد أطفالهم جعل أسبانيا في مأزق فلا يحق لهم أن يتركوا الأراضي وفقًا للقانون و لكن سكنت الأغلبية العظمى منهم في شمال أفريقية و بعضهم فر إلى فرنسا و مدن أندلسية أخرى مثل شفشاون و تطوان و لكن المغرب هي الدولة الوحيدة التي وفد إليها أكبر عدد من المورسكيون بأسرهم بخروجهم من الأندلس إنتهى فصل من فصول الحكم الإسلامي الأندلسي لأبد ..!!



    إقرأ المزيد...
    الأطر الإدارية والتربوية بثانوية محمد عابد الجابري تتضامن مع الأستاذ عيسى المالكي في محنته + فيديو


    نظمت اعدادية الفقيه احمد الحداد بتطوان (سيدي المنظري سابقا ) رحلة مدرسية يوم 26 ابريل 2015 لكل من مدينتي الدار البيضاء والرباط.
    وعند وصولهم للدار البيضاء صباحا قرب مسجد الحسن الثاني تفاجأ التلاميذ بسقوط كأس صغير على الارض لم يعلموا مصدره. لتنزل الفاجعة بعدها بقليل بسقوط قنينة زجاجية على رأس الاستاذ عيسى المالكي الذي يعمل كأستاذ الرياضيات بنفس الاعدادية.
    ليسقط الاستاذ على الارض مغمي عليه بدون حراك ولا كلام.
    القنينة رمي بها من طرف امرأة على مرأى الجميع من الطابق الرابع للعمارة التي كان يجتمع تحتها الجميع.
    الاستاذ عيسى من ذلك الوقت وهو يصارع الموت في العناية المركزة لمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء.
    ندعوا الجميع لتحمل مسؤوليته في الحادثة و اتخاد الاجراءات اللازمة.
    اعضاء المكتب الاقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بتطوان يدعون بالشفاء العاجل لسي عيسى ويترجونكم الدعاء له لاجتياز هذه المحنة والعودة سالما لعائلته وزملائه وتلامذته،
    كما أن جميع الأطر الإدارية والتربوية بثانوية محمد عابد الجابري تتضامن مع الأستاذ عيسى المالكي في محنته وتدعو له بالشفاء العاجل وتحمل جميع الأطراف مسؤوليتها للضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه المساس بشخص أثناء أداء مهمته النبيلة. 


    إقرأ المزيد...
    اعتداءُ سيدة على أستاذ يتسبّب في فقدانه الحركة و النُّطق

    تأبى مظاهر الاعتداء و إهانة أطر هيئة التدريس من نساء و رجال التعليم إلا أن تبقى حاضرة و بقوة في المشهد التعليمي بالمغرب، رغم صيحات و نداءات التحذير من تفاقم هذه الظاهرة التي باتت تؤرق كل الفاعلين التربويين، في ظل فقر تشريعي يضمن للأساتذة حقوقهم، أسوة بالقوانين و البرامج التعليمية الحاظة على منع تعنيف المتعلمين.

       شهدت تطوان صنفا جديدا من هذه الاعتداءات، و ذلك يوم الأحد الماضي 26 أبريل 2015، حين أقدمت سيدة على رمي أستاذ مادة الرياضيات بإعدادية الفقيه الحداد "عيسى المالكي" بقنينة زجاجية، و ذلك أثناء القيام برحلة ترفيهية إلى مدينة الدار البيضاء، ما تسبب للضحية في جرح غائر لا يزال يعاني تبعاته.

       بعد نقل الضحية إلى قسم المستعجلات، بمستشفى إبن رشد، اكتشف المعني بعد فترة من الغيبوبة أنه غير قادر على النطق و تحريك رجله اليسرى، كمؤشر خطيرة على مدى جسامة الضربة التي أصيب بها في رأسه، ما استدعى القيام بفحوصات للتأكد من سلامة الجهاز العصبي للضحية.
       من جهة أخرى، قال بلاغ للكنفدرالية الديموقراطية للشغل أن على إدارة المؤسسة و النيابة الاقليمية تبني موقف إيجابي تجاه الضحية، مع ضرورة التعاطي مع هذا " الفعل الشنيع"، طبقا للضوابط المنصوص عليها قانونيا.
    هبة بريس
    إقرأ المزيد...
    هذه هي المقترحات التي ستعرضها الحكومة بخصوص تحسين دخل الشغيلة

    كما هو معلوم ، فقد أكد مصطفى الخلفي أن الحكومة لم تبرمج أية زيادة في رواتب الموظفين والطبقة الشغيلة ، إلا أنه ترك الباب مفتوحا في هذا الشأن بعدما أكد التزام الحكومة بمواصلة الحوار الاجتماعي بجدية وتبادل وجهات النظر مع النقابات.
    وحسب مصادر من داخل الأغلبية الحكومية، فإن بنكيران لن يقدم بتاتا على أي زيادة مباشرة في الدخل، نظرا لارتفاع كتلة الأجور مقارنة مع الناتج الوطني الخام، وبالتالي فإن كل العروض التي ستقدم ستكون منصبة على نقطة تخفيض الثقل الضريبي .
    وأضافت مصادرنا أن المفاوضات التي ستتواصل مطلع الأسبوع الجاري ستنصب حول مبلغ التخفيض الضريبي وعدد سنوات تطبيقه، فالحكومة ستعرض إما تخفيض 12 في المائة على مدى 3 سنوات ، أو 10 في المائة مقسمة على سنتين ، على أن يشرع في تطبيقها مطلع يوليوز المقبل ، وهو ما يعني ارتفاعا في الأجور بمقدار يتراوح كحد أدنى ما بين 400 و 700 درهم بينما سيكون السقف الأعلى ما بين 900 و 1600 درهم.

    أخبارنا المغربية : المهدي الوافي
    إقرأ المزيد...
    العلماء ورثة الأنبياء
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 
    فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم المقصود بذلك في بقية الحديث فقال: إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر. رواهالترمذي وغيره وصححه الألباني.
    فالأنبياء لا تورث أموالهم وإنما هي صدقة، والذي يورث عنهم هو العلم ووارثه هم العلماء، وقد ترجم البخاري في صحيحه قال: وإن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم


    إقرأ المزيد...
    الشروع في التحضير لمهرجان تطوان المدرسي في نسخة 2015

    أحمد المريني مكتب الاتصال تطوان ./ شرعت نيابة وزارة التربية الوطنية بتطوان، في تنظيم أولى الاجتماعات للتحضير لمهرجان تطوان المدرسي 2015 ، لوضع الترتيبات اللازمة لأجرأة تنفيذ البرنامج العام بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية . وتميز لقاء هذا اليوم الجمعة بحث مداخلات اللجنة النيابية مديري المؤسسات التعلمية و الخصوصية في مختلف الأسلاك ، على الانخراط القوي في المهرجان والدفع به نحو تحقيق مزيد من النجاح من خلال الرهان على الكيف لتجويد المنتوج الإبداعي والفني شكلا ومضمونا ، كما كان اللقاء فرصة للاطلاع على البرنامج العام ومناقشة مختلف الجوانب التقنية للنسخة الحالية من هذه السنة . وينتظر أن يتخذ كرنفال هذه السنة الذي ينظم في نسخته الرابعة شعار " تراث بلادي ، فرجة ثقافة إبداع " تماشيا مع التوجهات الرامية للاهتمام بالتراث المغربي الأصيل. وركزت المداخلات على أهمية هذه التظاهرة التي تنظم خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو القادم. ، التي تسعى إلى الكشف عن مخزون التراث المحلي وحفظ الذاكرة الشعبية، وخلق فضاءات للإشعاع الفني والثقافي ، إلى جانب جعل التظاهرة التربوية محطة لحركية سياحية واجتماعية. كما أوضحت أن إدارة المهرجان تسعى إلى الارتقاء به، حتى يتحول إلى مصاف المهرجانات العالمية الأخرى بالمدينة . كما أشارت أن المهرجان يحتفظ لنفسه بخاصية تتعلق بإحياء تقاليد مهرجان تطوان لتلاميذ المؤسسات التعليمية والأندية الرياضية المنظم في الأربعينات من القرن الماضي. وينظم المهرجان بعدة فضاءات منها ملعب سانية الرمل، وملاعب المؤسسات التعليمية، وفضاء مسرح الولاية . ويتضمن عدة فقرات من أهمها المهرجان الاستعراضي، وعروض الفرق الفلكلورية الشعبية ، وأمسية لأيام الإبداع التلاميذي، ومسابقات للرياضات الجماعية
    إقرأ المزيد...
    أخبار فيديوهات 5 نصائح للاستعداد للامتحانات

    لا شك أن فترة الامتحانات في المدارس والجامعات، فترة مهمة مصحوبة بمشاعر القلق والتوتر والإجهاد، هي أيضا فترة تسود فيها حالة من الطوارئ داخل منزلك عزيزتي الأم، لذا عليك الحرص على توفير الأجواء المناسبة التي ستساعد ابنك أو ابنتك للاستعداد الجيد، لاجتياز الاختبارات بتفوق.
    يقدم لك “Buzzkito” في المقال التالي، 5 نصائح كي توفري لابنك أو ابنتك الجو المثالي للاستعداد للامتحانات:    
    1- الحصول على قدر كاف من النوم:                                                              
    عادة ما يقوم الأولاد بالمراجعة والتحضير للامتحانات حتى الساعات المتأخرة من الليل، دون الحصول على فترة كافية من النوم، خاصة في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات، وهذا خطأ شائع، إذ أن ذلك من شأنه أن يؤثر على المستوى الذهني للطالب أثناء أداء الامتحان، حيث تتسبب قلة النوم في عدم التركيز والتشتت الذهني، لذا من الضروري الحصول على فترة كافية من النوم لإراحة الجسم وتصفية الذهن، للأداء بشكل أفضل خلال الامتحان.
    2- إنشاء الجداول الزمنية:
    يعد إنشاء جدول زمني يشمل جميع المواد الدراسية للمراجعة للامتحانات، فكرة فعّالة لتنظيم الوقت والاستفادة القصوى منه، لذا احرصي عزيزتي على تشجيع ابنك أو ابنتك على تنظيم وقت المراجعة بغية الحصول على أفضل النتائج.
    3- اعتماد علاجات طبية طبيعية بسيطة:
    تعتبر تدريبات التنفس العميق والتأمل طريقة فعالة للتخلص من القلق والتوتر المصاحبين لفترة الإمتحانات، لذا يمكن تخصيص القليل من الوقت لممارسة بعض التمرينات البسيطة لتصفية الذهن وتنشيط الدماغ أيضا.
    4- ممارسة الرياضة:
    تعد ممارسة بعض التمارين الرياضية طريقة أخرى للتقليل من حدة التوتر أثناء فترة الاستعداد للامتحانات، إذ تساعد الرياضة على الشعور بالنشاط والحيوية، وتيقظ الذهن، حتى يستقبل المعلومات، ويستوعبها بشكل أفضل.
     5- شرب القهوة:     
    نعم هذا صحيح، إذ بينت الأبحاث الحديثة أن شرب القهوة له عدة منافع ما دمنا لا نبالغ في شربها، حيث أثبت باحثون من الجامعة الوطنية ب “Séoul” أن الدماغ يتفاعل مع رائحة القهوة مباشرة بعد شمها مما يؤدي إلى تهييج البروتينات التي تساهم في الخفض من حدة التوتر، كما ينشط  تناول كوب واحد من القهوة المخ، وبالتالي ترتفع نسبة التركيز واليقظة.
    إقرأ المزيد...
    وزير التربية الوطنية: العنف داخل المدارس يستفحل

    ردا عن سؤال حول ارتفاع مظاهر العنف داخل المدارس العمومية في المغرب، قال رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، إن هذه الظاهرة آخدة في الانتشار.
    وأوضح بلمختار، خلال جلسة الأسئلة الشفوية في مجلس النواب، اليوم الثلاثاء (21 أبريل)، أن الوزارة تملك إحصائيات تثبت أن هذه “الظاهرة المؤسفة” تستفحل مع مرور الوقت.
    وأشار الوزير إلى أن الحل لوضع حد لهذه الظاهرة يتمثل في تخليق المدرسة، من خلال زرع روح النزاهة والقيم داخل، وإدراج قيم التسامح في المقررات الدراسية، إضافة إلى تنطيم حملات تحسيسية وتوعية في المدارس.
    إقرأ المزيد...
    افتتاح مشروع “رصيد”.. أمريكا تساعد على تطوير القراءة في التعليم الإعدادي والثانوي بالمغرب

    من المتوقع أن تعطى، يوم غد الأربعاء (22 أبريل)، الانطلاقة الرسمية لمشروع “رصيد”، القراءة من أجل تطوير المهارات الأكاديمية والنمو الذاتي، لمستويات الإعدادي والثانوي، الذي تنظمه كل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.
    ويهدف هذا المشروع، حسب الجهات المنظمة، إلى ضمان تواجد نظم قوية تمكن أساتذة التعليم الإعدادي والثانوي من تعليم جيد للقراءة عبر المناهج الدراسية، مثل اللغتين العربية والفرنسية والرياضيات والعلوم وغيرها.
    ومن شأن هذا المشروع أن يساعد وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على توسيع نطاق برنامج تطوير كفاءات القراءة في التعليم الإعدادي والثانوي، والذي تم اختباره بنجاح في 100 مدرسة.
    وقصد تحقيق استفادة أكبر عدد ممكن من المدارس من هذا البرنامج، ستقوم كل من الوكالة الأمريكية والوزارة، بتكوين أطر وطنية من مكوني الأساتذة على الصعيد الوطني، و سيتم وضع نظام خاص لتكوين الأساتذة بالمصاحبة.
    وسيكون بوسع هؤلاء المكونين تأطير أكثر من 27000 أستاذ للتعليم الإعدادي والثانوي خلال السنوات المقبلة، من أجل تحسين أساليب تعليم القراءة من خلال مختلف المواد التي تدرس في المدارس العمومية بالمغرب.
    كما سيوفر المشروع المهارات والمواد اللازمة لتقييم مهارات الفهم لدى التلاميذ وجودة ممارسات تعليم القراءة من طرف الأساتذة.
    ويمثل مشروع ”رصيد” استمرارا للتعاون بين المملكة المغربية والولايات المتحدة، وسيكون بمثابة الخطوة الحاسمة نحو زيادة التحصيل الدراسي في التعليم الإعدادي والثانوي.
    إقرأ المزيد...
    إشكالية الانتقال بالعتبة الى المستوى الدراسي الأعلى

       مع اقتراب نهاية كل موسم دراسي يتم تداول مصطلحات ومفاهيم خاصة بهذه المرحلة الدراسية، من بينها نجد مصطلح : العتبة.   هذه العتبة التي تشكل موضوع نقاش بين كل من له علاقة بالشأن التربوي، حيث نجد من يرفض الاعتماد عليها في الانتقال الى المستوى  الدراسي الاعلى ونجد  في الان ذاته من يقبل بالعمل بها ، ولكل منهما مبرراته.
       فهل فعلا الاعتماد على العتبة في الانتقال الى المستوى الدراسي الاعلى مقبول ام مرفوض تربويا ، ولماذا؟
       متى يتم اللجوء الى الاعتماد على العتبة ؟ وما هي عواقب ذلك على المستوى والمستقبل  الدراسي للتلميذ وعلى المنظومة التربوية؟
      وما علاقة هذه العتبة بالتقويم التربوي و بالبرامج والمناهج و بالفروض والامتحانات والاطر المرجعية والتصحيح ومستوى التلاميذ...؟
    وهل ما جاء في التدابير ذات الاولوية سيحد من هذا الاشكال؟ ...
      قبل البدء في الاجابة على هذه الاسئلة ، لابد من اعطاء تعريف بسيط لهذه العتبة التي نتحدث عنها.
      يمكن تعريف العتبة كما يلي : هي معدل اقل من 10 من 20 ، او من 5 من  10، متوافق عليه ، يتم اعتماده في انتقال " نجاح" التلاميذ  للوصول الى النسبة المطلوبة لتغطية عدد المقاعد الشاغرة في المستوى الدراسي الاعلى . ( هنالك كذلك العتبة المعتمدة لتحديد عدد المترشحين لاجتياز مباراة ما ،والتي ليست لها اي علاقة بعتبة النجاح هذه ).   
      كما يعلم الجميع ، فالانتقال الى القسم الاعلى يتطلب الحصول على الحد الادنى من المعارف الاساسية الضرورية التي ستمكن التلميذ من متابعة دراسته بدون مشاكل ، يعني انه يجب على التلميذ ان يحصل على الاقل على معدل عام لا يقل على 10 من 20  او 5 من 10.
      انطلاقا من هذه الوضعية ، يمكن الا نحصل على العدد الكافي من التلاميذ الناجحين مما سيجعل بعض مجالس الاقسام تضطر الى النزول على المعدل و تبني العمل بالعتبة المتفق عليها حتى لا تبقى مقاعد شاغرة في القسم الاعلى ومما سيسبب كذلك في ارتفاع نسبة الاكتظاظ في المستويات المطبقة لمعدل النجاح العادي  .
      لكن العمل بعتبة النجاح لها عواقب على هذه الفئة من" الناجحين" الذين لم يحصلوا على المعارف الاساسية الضرورية لمتابعة الدراسة في المستوى الاعلى مما سيؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي ان لم تبرمج لهم حصص من الدعم لعلاج الثغرات المتواجدة لديهم في مكتسباتهم الدراسية في مستوياتهم الجديدة .
      زيادة على ذلك ، يطرح مشكل اختيار شعب ومسالك التوجيه التربوي لان "الناجحين " بهذه العتبة  ونقطهم كلها متقاربة ولا تصل الى المعدل ( غياب جانبية معينة لدى التلميذ) يضع مجلس القسم  ومجلس التوجيه في حيرة اثناء توجيههم ( فهم ليسوا : لا بأدبيين ولا بعلميين...) مما سيؤدي بالمجلس الى تلبية رغبتهم المعبر عنها في بطاقة الرغبات ، اضطرارا .
      لكن السؤال المطروح هو : هل يمكن لتلميذ" ناجح" بالعتبة ان يساير في المستوى الاعلى و في الشعبة التي رغب في التوجيه اليها؟
      نحن نعلم جيدا ان اي تلميذ "ناجح" لابد من توجيهه حسب رغبته وان وجد صعوبات  في شعبته المطلوبة ووجد نفسه غير قادر على متابعة الدراسة بها ،ما عليه الا ان يطلب بإعادة توجيهه الى شعبة تتماشى ورغبته و"مشروعه الشخصي".
      ان من يقبل العمل  ب "النجاح " بهذه العتبة يرون فيها ارتفاع نسب التدفق نحو المستويات الدراسية العليا مما يؤدي الى تجنب ارتفاع نسب التكرار -لان هذا التكرار من  عواقبه ارتفاع التكلفة المادية  لتعليم التلميذ - ولكن شريطة برمجة حصص الدعم الضرورية لتحسين مستواه الدراسي .
      هل يتم العمل بهذا؟ ام ان هذا الضعف يتراكم سنة عن سنة (والكل يعرف ما له من عواقب على المسار الدراسي للمتعلمين). وهل يتم استثمار تقويم المكتسبات الذي يجرى عادة في كل بداية موسم دراسي ؟
      وهل من برنامج دعم مدقق ومبني علميا يراعي الفروقات بين التلاميذ ويحدد مكامن تعثراتهم؟
      وهل بنيات المؤسسات التعليمية - وما يشهده بعضها من اكتظاظ  - قادرة على برمجة حصص الدعم بكيفية مستمرة ؟ وهل من حلول عملية لإنجاز هذا الدعم ؟
      ان ادراج العمل بعتبات الانتقال بين الاسلاك التعليمية  في التدابير ذات الاولوية ينم عن وعي بضرورة تحسين مستوى التلاميذ الذين ينتقلون الى المستويات العليا بمعدلات اقل من 10/20 وهذا لن يتأتى الا ب" ارساء نظام موحد ومتكامل للدعم ومعالجة التعثرات وصعوبات التعلم لفائدة التلاميذ الذين لا يتحكمون في التعلمات الاساسية ..."و" مصاحبة الاجراء بمخطط تواصل ومواكبة مكثفة لدعم الأجرأة بالمؤسسات التعليمية".
      وقبل" تعميم عتبة 10/20 للمرور للسلك الموالي خلال الموسم الدراسي 2017/2018" فقد اعتبر هذا" الموسم الدراسي 2014/2015 مرحلة اساسية  للتحسيس والتواصل والاعداد وانطلاق المشروع في صيغته التجريبية".
      وكما يعلم الجميع ، فان العتبة لها علاقة بالتقويم التربوي ، وهذا المعدل  " العتبة "المعتمد عليه يكون نتاجا عن معدل النقط المحصل عليها في مختلف تقويمات المواد.
      وان اصعب شيء في العملية التعليمية التعلمية هو التقويم .هذا التقويم الذي يجب ان يراعي خصوصيات المواد وطريقة بناء فروضها وامتحاناتها مع العمل على اطلاع التلاميذ على الاطر المرجعية الخاصة بكل المواد وتدريبهم على تطبيقها في حصص التمارين والاشغال التطبيقية والدعم قبل انجاز الفروض والامتحانات، وذلك لما له من تأثير على المعدلات العامة  وعلى العتبات المطبقة احيانا وعلى ابراز الجانبية الحقيقية للتلاميذ .
      هذا التقويم الذي يجب ان يكون مضبوطا وشاملا لكل اجزاء المقررات وذلك حسب جداول التخصيص حتى نبني امتحانات تبين نتائجها المستوى الحقيقي للتلميذ وذات موثوقية ومصداقية.
      كما انه لابد من مراعاة  مبدا تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ في دعمهم في المواد الدراسية وفي مكامن تعثراتهم حتى يتبين المستوى الدراسي الحقيقي لهم.
      يعتبر التخفيف من المقررات والبرامج والمناهج الدراسية ضرورة ملحة لتمكين التلميذ من اظهار قدراته متجنبا الضغط في التحصيل الدراسي مع توفير وقت كاف لدعمه في الرفع من مستواه و في كل مكامن تعثره.
      ان واقع التقويم التربوي يتطلب اعادة النظر فيه وذلك ببرمجة تكوينات مستمرة في هذا المجال لكل المتدخلين فيه لمسايرة كل مستجداته ، دون اغفال تكوينات في مجالات اخرى ، ومن اهمها الدعم التربوي والذي بدونه لا يمكن ان نغطي النقص الحاصل عند بعض التلاميذ في استيعاب بعض المكتسبات .
     محمد بكنزيز
    اطار في التوجيه التربوي
    ابريل 2015

    إقرأ المزيد...
    الخوف عند الأطفال

    الخوف حالة انفعاليَّة يحسُّها كل إنسان بل كل حيّ ، وكل خبرة وجدانية مخيفة يصادفها الإنسان في طفولته قد يستعيدها - لا شعورياً - في كِبَره ، وقد يسقط مشاعره على المواقف والخبرات المشابهة فيخاف منها .

    هناك شبه إجماع بين علماء النفس على أن الأصوات العالية الفجائية أهمُّ المثيرات الأولى للخوف في الطفولة المبكرة ، ففي عمر الثانية حتى الخامسة يفزع الطفل من الأماكن الغريبة ، ومن الوقوع من مكان مرتفع ، ومن الغرباء ، ويخاف من الحيوانات والطيور التي لم يألفها .

    ويخاف تكرار الخبرات المؤلمة التي مَرَّ بها كالعلاج الطبي ، أو عملية جراحيَّة ، كما يخاف منه الكبار حوله لأنه يقلِّدهم ، ويظهر انفعال الخوف عند الطفل في صورة فزع تبدو على وجهه ، وقد يكون مصحوباً بالصرع ، ثم يتطور إلى الهرب المصحوب برعشة ، وتغيُّرات في خلجات الوجه ، وكلام متقطِّع .

    أنواع الخوف :

    المخاوف الأكثر شيوعاً بين الأطفال هي مخاوف محسوسة وحقيقية يلمسها الآباء في أطفالهم بسهولة لأنهم يعبِّرون عنها بوضوح ، ومن هذه المخاوف الخوف من الشرطي ، والطبيب ، والمدرسة ، والحيوانات ، والظلام ، وطلقات المدفع ، والبرق ، والأماكن العالية ، وحوض السباحة ، والبحر ، والنار ، والثعابين والحشرات .

    وهناك من الأطفال من يخاف من السفر في قطار ، أو باخرة لأول مرة ، ومنهم من يخاف من الزحام والمرض ، والصعود إلى أماكن مرتفعة ، وإلى غير ذلك من المخاوف .

    الخوف بين السلب والإيجاب :

    انعدام الخوف في طفل ما قد يكون نادراً للغاية ، وهو يرجع عادة إلى قِلَّة إدراكه كما هو الحال في ضعاف العقول ، الذين لا يدركون مواقف الخطر أو الضرر ، فقد يمسك البالغ ضعيف العقل ثعباناً ، أو يضع يده في مكان يصيبه بضرر لعدم تقديره لخطورة مثل هذه المواقف .

    كما أنَّ الطفل الصغير رغم ذكائه قد يُقدم على الثعبان ، ظنّاً منه أنه لعبة يمكنه أن يتسلَّى بها ، غير مدرك الضرر الذي قد يلحقه منه ، لكن هذا الطفل يستجيب باتِّصال الخوف للمواقف نفسها في سنِّ الخامسة أو السادسة .

    وكثيراً من الآباء والأمهات من يستنكف أن يشعر أبناؤهم بالخوف ، خشية أن يشبَّ على هذه العادة ، فهؤلاء الآباء غير الواقعيين ينظرون إلى مخاوف الأطفال كأنها قصور في إدراك الطفل ، وبذلك يقمعون انفعالات الخوف التي تظهر على أبنائهم اعتقاداً منهم أن ذلك كفيل باستئصالها .

    وإن هذا الأسلوب يزيد مخاوف الأطفال ويعقِّد شخصياتهم ، وهؤلاء الآباء والأمَّهات عاجزون عن فهم نفسية الطفل ومشاعره ومخاوفه الطبيعية ، وقد نسوا أنهم مرُّوا بالانفعالات نفسها في طفولتهم ، وقد يلجأ بعض الآباء والأمهات لعلاج خوف الطفل بالسخريَّة منه ، أو إثارة ضحك أفراد الأسرة عليه بسبب مخاوفه ، وقد يتخذ الأخوة هذه المخاوف وسيله للتسلية والضحك على حساب مشاعر الطفل المسكين .

    بل قد يلجئون إلى تخويفه بما يخاف منه ، فيعقِّدون بذلك شخصيته ، كما تسوء علاقته بوالديه وبأفراد أسرته ، وقد يلجأ بعض الآباء والأمهات والمربُّون إلى تخويف الطفل لدفعه لعمل معين ، أو لمنعه من عمل معين ، أو إلزامه بالسكوت ، أو مذاكرة دروسه .

    وكثيراً ما يقال للطفل في الحضانة أنه سيوضع في حجرة الفئران ، أو أن الغول سيخطفه ، أو القطط ستأكله ، وإلى غير ذلك من الأقوال الشائعة لضمان هدوئه ، وبعض الآباء والأمَّهات ينزع إلى فرض سلطته المطلقة على أطفاله ، فيخيفهم بالطبيب ، أو بالمدرِّس في المدرسة ، أو بالشغل .

    وبعض الأمهات يلجأن إلى تخويف الطفل لينام في ساعة محددة ، فيهدِّدونه بالغولة ، أو بالعفريت ، وينسى هذا البعض أن ذلك يجعل الطفل يميل إلى الانطواء حول الذات ويجبر مخاوفه في مرارة وضيق ، فتربية الآباء والأمهات لتعليمهم أساليب التربية وفنونها ينبغي أن تسبق تربية الأبناء ، إذ يجب أن يعرفوا الخصائص النفسيَّة لكلِّ مرحلة من مراحل أبنائهم ، وسبل التعامل معهم في كل مرحلة .

    واجهي مخاوف صغيرك :

    أشْبِعِي حاجة طفلك من الدفء والمحبة ليشعر بالأمن والطمأنينة ، وامزجي ذلك بدرجة معقولة ومرنة من الحزم ، فإن صادف طفلك ما يُخيفه أو يزعجه فلا تساعديه نسيانه ، فالنسيان يدفن المخاوف في النفس ، ثم يصبح مصدراً للقلق والاضطراب ، ولكن أوضحي الأمور لطفلك ، واشبعي فضوله ، وطَمْئنِيه دون أن تخدعيه .

    ونمِّي روح الاستقلال والاعتماد على النفس في طفلك كلما أمكن ، دون أن تخدعيه ، ووفِّري له المحيط العائلي الهادئ الذي يشبع حاجاته النفسية ، لأنّ الاضطراب العائلي يُزعزع ثقة الطفل بنفسه .

    واحرصي على أن يكون سلوك المحيطين بطفلك متَّزناً ، خالياً من الهلع والفزع في أي موقف من المواقف ، وخصوصاً إذا مرض الطفل أو أصابه مكروه ، وساعديه على مواجهة المواقف التي ارتبطت في ذهنه بانفعال الخوف ، كالخوف من القطط أو الكلاب أو الماء بتشجيعه ، دون زجره أو نقده .

    وقدِّمي له الحقائق وأكِّدي له أنَّه لا خطورة في الموقف ، إلى أن يقتنع ويسلك السلوك السويَّ بدافع نفسه ، واعتماداً على ثقته بالأب والأم ومَن حوله من الأهل ، واستعملي الخوف البنَّاء في تغذية إيمان طفلك بالله ، وتنمية شخصيته ، وتعويده احترام النظام ، فأبعدي طفلك عن مُثيرات الخوف ، كالمآتم ، والقصص المُخيفة عن الغولة والجن والعفاريت .

    ويمكننا الحكم على درجة خوف الطفل بمقارنة مخاوفه بمخاوف أغلب الأطفال في سنِّه ، فالطفل في الثالثة من عمره إذا خاف من الظلام وطلب أن تضيء له المكان ، فربَّما كان ذلك في حدود الخوف المعقول ، أما إذا أبدى فزعاً شديداً من الظلام وفقد اتِّزانه ، فلا شَكَّ أن خوفه مبالغ فيه ، فالخوف الطبيعي المعقول مفيد لسلامة الفرد أيّاً كان سِنَّه ، أما الخوف المبالغ فيه فهو يضر بشخصية الفرد وسلوكه .

    إقرأ المزيد...
    الأطفال والقصص الخرافية

    يتعلق الأطفال في وقت مبكر بالخرافة وأجوائها الساحرة ، وعادة ما تكون المرأة هي الراوي الأساسي لهذا النوع القصصي .

    وقد يستمر وَلَع الأطفال بها في بعض البيئات البدوية ، إلى أن يبلغوا مرحلة الشباب ، حينما تنتقل سهرات السمر من البيت إلى الحي ، وتنتقل الرواية أيضاً إلى واحد منهم ، وهذا الوَلَع بالخرافة مَردّه إلى استجابتهم للنزعة التخيلية لديهم ، التي تحقق لهم الرغبة في انفلات من حدود الزمان والمكان .

    فالأحداث تَنفَلِت من الزمن المباشر الصريح ، لتدور في عالم الممكن المطلق ، وهو عادة قديم الزمان ، سالف العصر والأوان ، وتشغل حَيّزاً مكانياً غير محدود ، هو بلد من بلاد الله ، وبهذا الاستهلال السحري تلغي الخرافة كل قيود الزمان والمكان ، وتشكل نوعاً تعبيرياً ملائماً للأطفال .

    إذ يتداخل الحلم والواقع عندهم تداخلاً يزيل كل الفواصل بينهما ، حيث يمكِّنهم خيالهم من أن يزوروا الأماكن البعيدة ، والممالك القديمة ، ويكونوا هنا وهنالك في اللحظة ذاتها .

    وتتميز الخرافة عن الأشكال السردية الأخرى بغلبة الخوارق على نسيجها القصصي ، التي تكيِّف طبيعة الشخصيات فيها ، وتتحكم في سير أحداثها ، إذ تفقد الحركة القصصية تطورها الطبيعي بعد أعمال غيبية ، كالجن ، والعفاريت ، والطلاسم ، لتغير فجأة مسار الأحداث نحو اليسر أو العسر ، بحسب طبيعة تلك القوى وغايتها .

    وهي بذلك قد تعمل على تعطيل انتزاع الأزمة - بمعنيَيْها القصصي والنفسي - ، أو تعجل بِحلِّها ربما قبل الأوان ، لذلك كانت منذ القديم أداة تعليمية ، مساعدة في تربية الأطفال .

    الخرافة بين الموافق والمعارض :

    رأى بعض الدارسين أن للخرافة بُعداً أساسياً في الحضارة ، وإن توظيفها في تأهيل الأطفال وإعدادهم - لكي يكونوا عناصر فاعلة في إطار الجماعة التي ينتمون إليها - أمر لا يخفى على أحد .

    خاصة تلك الخرافات التي تروى في نطاق الأسرة ، والتي تتوجه أساساً إلى تربية الطفل ، وتنمية خياله وقدراته ، الذهنية والوجدانية ، حين تقدم له نماذج من السلوك الإنساني ، فتكون أداة للمعرفة في تشكل تصوراته عن الكون ، والمحيط الاجتماعي الذي يحيا فيه ، ورغم هذا الدور التعليمي التربوي المنوط بالخرافة ، فإنَّ من الدارسين من يعترض على استخدامها في أدب الأطفال .

    بل يعترض على كل الأنماط الحِكائية التي تستخدم الخيال الواسع والوسائل السحرية ، والتي ترتكز على ارتحال الأبطال إلى عالم المجهول ، عالم الأرواح ، والشياطين ، والأشباح ، دون الاهتمام بتفاوت هذه الأنماط في تصويرها لهذا العالم ، وعلاقته بالعالم الواقعي .

    وتستند هذه النظرة إلى القول : إنَّ هذا العالم الخرافي أو الأسطوري من شأنه إبعاد الطفل عن معرفة ذاته ، وتغريبه عن محيطه ، وكيفية التعامل معه ، وتقديم حلول جاهزة للمشاكل العويصة التي تتطلَّب نِضالاً مريراً في بعض الأحيان ، لذلك نرى بعضهم ينادي بِعَقْلَنَة ما يقدَّم للطفل في هذا المجال ، ومراعاة الفئات العُمْريَّة التي توجه لها هذا النوع من القصص .

    ويعود هذا الموقف الداعي إلى إسقاط الخرافة من أدب الطفل إلى نظرة بعض علماء الأنثروبولوجيا ( علم الأجناس البشرية ) ، الذين استندوا إلى نظرة تطورية ، ترى بأن الأسطورة تختص بزمنٍ تاريخي معين ، كان فيه العقل الإنساني بدائياً ، ولا يمكن أن تبقى حيَّة في العصر الحديث ، الذي يسيطر عليه العلم سيطرة تكاد تكون مطلقة .

    لكنَّ دراسات أخرى رفضت هذا التقسيم الحادّ لتطور العقل الإنساني ، فالإنسان - كما ترى - يلجأ إلى القُوى الغَيبيَّة ، المتمثِّلة في الأساطير ، في أية مرحلة من مراحل تطوّره ، كلما واجهته صعوبات لا يستطيع السيطرة عليها أو تفهمها .

    واتجهت دراسات أخرى إلى نفي التعارض بين الأسطورة والعلم ، لأنَّ كُلاًّ منهما يعمل في مجال خاص به ، ويُلبِّي حاجات مختلفة في النفس الإنسانية ، ونجد كذلك لدى بعض علماء التربية ما يبدد مخاوف هؤلاء الدارسين من استخدام الخرافة في الأدب الطفولي .

    فيقول و. د. وول في كتابه ( التربية البنَّاءة للأطفال ) - الذي تولَّت منظمة اليونسكو نشره لأهميته - : ( إذا كان الكبار أنفسهم في حاجة بين الحين والآخر إلى أن يذهبوا مع تيَّار أوهامهم ، وأن يختلقوا حكايات ، ويبتدعوا خيالات ، فإن الطفل يهتم بقدر ما يكبر بالسببية ، وإن دور التربية هو تسهيل التفكير العلمي بخصوص الأسباب ، دون القضاء على الإبداع الحر ، وعلى الخيال ) .

    بل إنه يرى في استخدام الخرافة في أدب الأطفال مسألة صحية ، فيقول : ( يتَّصل اهتمام الطفل بالقصص الخرافية بحاجته إلى إعطاء شكل درامي للمشاكل التي تعترضه ، ولإبداعات خياله ، فالعديد من عناصر الفلكلور ( الفن الشعبي ) ومن القصص الخرافية بما في ذلك المشاهد العنيفة ، تتطابق مع عالم الطفل الباطني ، ويمكن لهذا الأخير أن يتقمص بسهولة مختلف مظاهر الحكاية ) .

    مصادر الخرافة في قصص الأطفال :

    إن جزءاً من التراث الشعبي مشترك ، ومتداول في مختلف البيئات العربية ، بحكم الظروف الفكرية الواحدة ، والتجانس الجغرافي .

    وإن كان يصعب على الباحث أحياناً أن يحدِّد بدقة تاريخ تنقل أنماطه في هذا البلد أو ذاك ، والدوافع التي تقف وراء ذلك ، والسبل التي سلكتها ، ومنها : المَغازي ، وقصص الأنبياء ( عليهم السلام ) ، والزهاد ، والأساطير ، والخرافات ، ولا شك أن بعضه انتقل عن طريق الرواية ، وأن أكثره وصل عن طريق مدوَّنات ذات طابع تاريخي أو أدبي ، مثل : المَغازي ، التي ما زالت رائجة في بعض البيئات الشعبية .

    وتروي وقائع الفتوحات الإسلامية بعد أن أشاعها القصَّاصون والرواة ، معتمدين على أعمال قصصية متأخرة ، أخذت مادتها من كتب السِّيَر والمَغازي ، التي ظهرت نماذج منها في زمن مبكر - القرن الأول الهجري - ، وحوت ما كان متداولاً مشافهة عن الفتوحات الإسلامية .

    والخرافة من بين هذه الأنماط القصصية التي أخذت صياغتها في اللهجة المحلية ، وخضعت أثناء تداولها إلى التعديل في بنائها بما يناسب البيئة الاجتماعية ، وتبدو بعض هذه الخرافات العربية متماثلة ، لا تختلف إلا في بعض الجزئيات ، نتيجة ظروف كل بيئة ، وتقادم الزمن ، وتعدد الرواة .

    ولهذا فكاتب الأطفال في هذا البلد أو ذاك ، يستقي مادته من نفس المصادر التي يستقي منها الكاتب الذي يقطن المساحة الجغرافية ، أو اللغوية ، أو الدينية ذاتها بشكل عام .

    إن الالتفات إلى التراث أمر إيجابي بلا شك ، فهو من المكوِّنات الأساسية في بناء الحضارة الإنسانية ، ووسيلة مُهمَّة لتحصين الشخصية الفردية في مواجهة أي غزو ثقافي ، أو إعلامي ، قد يُفقِد الطفلَ ثِقتَه بنفسه ، أو مجتمعه .

    لكن صياغة حكاية خرافيةٍ ما للأطفال تقتضي تجنيب الطفل كل ما لا يتلاءم مع مستواه الإدراكي ، والنفسي ، والاجتماعي ، وكل ما لا يتلاءم مع مفاهيم التربية الحديثة ، غير أن بعض القصَّاصين لم يتنبهوا إلى هذا الأمر ، فجاروا منطق الحكايات بدل تشذيبها وتطويعها ، ولم يضعوا في اعتبارهم أن فيها جوانب إيجابية وأخرى سلبية .

    ومن المظاهر السلبية : العنف الشديد ، وغير ذلك من القصص التي حوَت مضامين هابطة بالقيم الاجتماعية ، ولا نجد فيها ما يوحي بتحقير تلك الأفعال أو إدانتها .

    غير أنَّ كُتَّاباً آخرين عمدوا إلى تهذيب هذه الحكايات ، مما فيها من مواقف عنيفة ، وقسوة شديدة ، أو علاقات شاذة ، منافية للأخلاق والدين ، فاختلفت بذلك تفاصيل الحكاية الواحدة من كاتب لآخر ، وهنا تبرز مَهارة القصَّاص في الملائمة ما بين عناصر الحكاية ، ومعالجة ما قد يترتب عن تلك التعديلات والإسقاطات ، من فجوات وتفكك يَمسّ بُنْيَة الحكاية .

    ومثل هذا الجهد الإبداعي يُبرز التفاعل الحرّ بين قدرات الكاتب الذهنية ، وأحاسيسه الجمالية مع التراث ، كأن يضيف شخصيات جديدة إلى القصة الأصلية ، ويتخلَّص من مشاهد العنف ، ويلائم الأحداث للأبعاد التربوية والتعليمية .

    الشخصيات الخرافية في قصص الأطفال :

    تقوم القصة الخرافية عادة على مفهوم الصراع بين الخير والشر ، بين أشخاص عاديِّين ، ومخلوقات عجيبة ، من الجن ، والعفاريت ، والغيلان ، والوحوش ، وغيرها ، وهي كائنات كثيراً ما تتشابه في أوصافها وسلوكها في النص الأصلي ، والنص المقتبس للأطفال ، فهي تتميَّز بالشكل المخيف ، والقوة الهائلة .

    غير أن هذه الكائنات الضارية قد يكفيها الخيال المبدع لتغدو في بعض القصص وديعة ، طيبة ، تخدم الناس وتُحسِن إليهم ، وهي بِمَلْمَحَيْهَا - الخير والشر - تحافظ على ذات السمات التي أُثِرت عنها في المصادر القديمة .

    فقد لزمت الكائنات الخرافية الذهنية العربية قبل الإسلام ، وتسلَّطت عليها تسلُّطاً مهولاً ، وشكَّلت مادة خصبة دارت حولها الأساطير العربية ، وقد لعب الوصف والسرد القصصي - بلا شك - دوراً مهماً فيما وصل إلينا عن تشكّل أوصاف هذه الكائنات إلى جانب ما أمْلَتْه الشروح والتأويلات المختلفة لها ، وما زالت هذه الكائنات إلى اليوم موضوعاً شَيِّقاً تنسج حوله حكايات كثيرة في المجتمعات .

    وامتدَّ ذلك إلى ما يُقدَّم للأطفال من قصص تُسلِّيهم وتُبهِجهم ، وتزوِّدهم بأدوات معرفية تساعدهم على التخلص مما قد يعترضهم من مواقف مُحرِجة في مستقبل أيامهم .

    وإن ممّا تركِّز عليه قصص الأطفال التي أبطالها الغول والجن والعفريت - كما في الخرافات - على جدليَّة القوَّة والحيلة ، فالكائنات الضعيفة تجدُ مخرجَها - مما يحيطها من مخاطر وشرور تسببها كائنات ترمز إلى الظلم والتسلط - بالاعتماد على الذكاء ، وبذل الجهد الصادق ، وهو ما يريح نفسية الطفل ، ويوحي له بقدرة الإنسان .

    وقد تتلون هذه الكائنات التي تشكل هذا العالم الخرافي ، فتتحوَّل إلى قوَّة كامنة في أدوات سحرية ، مانِحة للخير والأمل ، والمَغزَى التربوي المتوخَّى من ذلك كله ، هو الإشادة بالقِيَم الإيجابية ، والمكافأة على التمسك بها ، وفي الوقت نفسه التنفير من القِيَم السلبية .

    إقرأ المزيد...
    أسباب السرقة عند الأطفال

    إن السرقة عمل غير مقبول عرفاً وشرعاً ، ولذا فالجميع يبغضونه وينكرونه ، وينظرون إلى فاعله بازدراء وحقارة ، والآباء الذين يبتلون بأولاد يمارسون هذا الفعل القبيح عليهم التمييز بين الطفل الصغير ذي الثلاث سنوات وآخر يتجاوز الخمس سنوات ، فالأول لا يميِّز بين الخير والشر ، ولذا نجده لا ينكر ما أخذه من الآخرين ، مقابل الثاني الذي يخفيه وينكر فعله .

    وينبغي عدم توجيه اللوم والعتاب للطفل ذي الثلاث سنوات ما دام لا يفهم معنى السرقة ، وأنه عمل قبيح ، والاكتفاء بالقول له : إن صديقك الذي أخذت لعبته قد يحتاج إليها ، أو : ليس من الصحيح أن نأخذ شيئاً من الآخرين دون إذن منهم ، كما أنَّنا لا نرضى أن يأخذ أشياءنا أحد من الناس .

    أمَّا الطفل الذي يتجاوز عمره الخمس سنوات والذي يمارس السرقة ، فلا يعني أنه لم يتلق التربية الحسنة ، أو أنَّ والديه يبخلان عليه بالأموال ، وإن كان هذان العاملان يدفعان بالأولاد إلى السرقة ، ولكن ليس دوماً ، فما هي يا تُرى أسباب السرقة عند الأولاد إذن ؟! .

    نذكر بعض أسباب السرقة عند الأطفال :

    الأول : العلاقة مع الوالدين :

    إنَّ العلاقة الجافَّة بين الطفل ووالديه نتيجة عدم إشباع حاجته من الحُبِّ والحنان ، أو لتعرُّضِه للعقوبة القاسية ، أو لِشَدَّتِهما في التعامل معه في المرحلة الأولى من عمره ، أو لعدم تعزيز شعوره بالاستقلال في المرحلة الثانية من عمره ، تدفع بالطفل إلى السرقة خصوصاً في السابعة من عمره ، وذلك لأجل أن يغدق عليه ، ويكسب منهم ما فقده في الأسرة من الحنان من جهة ، وأخرى للانتقام من والديه بفعل يقدر عليه لشفاء غيظه ، من قساوة تعرَّضَ لها في مرحلة طفولته الأولى .

    الثاني : الشعور بالعُزلة :

    إن شعور الطفل بالعزلة في المرحلة الثانية من عمره وهو الوقت الذي يؤهله لاتخاذ موقعه في المجتمع وبين أقرانه تعتبر جزء من تعاسته .

    ولذا يندفع إلى السرقة لإغراق أصدقائه بالشراء والهدايا في محاولة لكسب ودهم نحوه ، بعد أن فشل في كسبهم لضعف شخصيته ، أو يريد أن يتباهى أمام أقرانه بفعله البطولي في السرقة ، لينجذبوا نحو شخصيته القوية كما يتصوَّر .

    كيف نتعامل مع السارق :

    إن الطفل الذي يمارس السرقة في المرحلة الثانية من عمره بالرغم من عيشه بين أبويه اللذين لا يبخلان عليه بما أمكن من الألعاب والأمور الخاصة به ، إن طفلاً كهذا تسهل معالجته وتقويمه من خلال الوقاية من أسباب السرقة المتقدمة ، إضافة إلى إشباع حاجته للحنان ، والتأكيد على استقلاليته ، ومساعدته على اختيار الأصدقاء .

    والوالدين يجب أن يتعاملوا مع أبنائهم بعد بلوغهم الخامسة من العمر حين يمارسون السرقة بحزم وقوة ، ولا نقصد بها القسوة والشدة ، بل يكفي أن يفهم الطفل أن هذا العمل غير صحيح وغير مسموح به ، ولابُدَّ من إرجاع ما أخذه إلى أصحابه والاعتذار منهم .

    ويجب الالتفات إلى نقطة مهمة وهي : أنه من الخطأ إشعار الطفل بالذل والعار ، لأنَّ تصرّفاً كهذا يدفع الطفل إلى السرقة وبشكل أضخم من الأول ، ويدفعه إليه حبه في الانتقام ممَّن احتقره وامتهنه .

    إقرأ المزيد...
    البيئة وأثرها في تربية الطفل

    أجمع المَعنِيّون في البحوث التربوية والنفسية على أن البيئة من أهم العوامل التي تعتمد عليها التربية ، في تشكيل شخصية الطفل ، وإكسابه الغرائز والعادات ، وهي مسؤولة عن أي انحطاط أو تأخّر للقيم التربوية ، كما أن استقرارها وعدم اضطراب الأسرة لهما دَورٌ كبير في استقامة سلوك الطفل ووداعته .
    وقد بحثَت مؤسسة ( اليونسكو ) في هيئة الأمم المتحدة عن المؤثرات الخارجة عن الطبيعة في نفس الطفل ، وبعد دراسةٍ مستفيضةٍ قام بها الاختِصَاصِيّون قَدَّموا هذا التقرير : ( مِمَّا لا شكَّ فيه أن البيئة المستقرة سيكولوجياً ، والأسرة الموحدة التي يعيش أعضاؤها في جو من العطف المتبادل هي أول أساس يرتكز عليه تَكيّف الطفل من الناحية العاطفية .
    وعلى هذا الأساس يستند الطفل فيما بعد في تركيز علاقاته الاجتماعية بصورة مُرضِية ، أما إذا شُوِّهَت شخصية الطفل بسوء معاملة الوالدين فقد يعجز عن الاندماج في المجتمع ) .
    فاستقرار البيئة وعدم اضطرابها من أهم الأسباب الوثيقة في تماسك شخصية الطفل ، وازدهار حياته ، ومنَاعَتِه من القلق ، وقد ذهب علماء النفس إلى أن اضطراب البيئة ، وما تحويه من تعقيدات ، وما تشتمل عليه من أنواع الحرمان ، كل هذا يجعل الطفل يشعر بأنه يعيش في عالم متناقض ، مليء بالغش والخداع ، والخيانة والحسد ، وأنه مخلوقٌ ضعيف لا حَولَ له ولا قُوَّة تجاه هذا العالم العنيف .
    وقد عنى الإسلام بصورة إيجابية في شؤون البيئة ، فأرصد لإصلاحها وتطوّرها جميع أجهزته وطاقاته ، وكان يهدف قبل كل شيء أن تَسُود فيها القيم العُليا من الحق والعدل والمساواة ، وأن تتلاشى فيها عوامل الانحطاط والتأخر من الجور والظلم والغبن .
    وأن تكون آمنة مستقرة خالية من الفتن والاضطراب ، حتى تُمَدّ الأمة بِخِيرة الرجال ، وأكثرهم كفاءة وانطلاقاً في ميادين البرّ والخير والإصلاح ، وقد انتخبت البيئة الإسلامية العظماء والأفذاذ والعباقرة المصلحين ، الذين هم من خِيرة ما أنتجته الإنسانية في جميع مراحل تاريخها ، كمولانا الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعمار بن ياسر ، وأبي ذر ، وأمثالهم من بُنَاة العدل الاجتماعي في الإسلام .
    إقرأ المزيد...
    الإسعافات الأولية

    الحياة مرتبطة بخيط رفيع ، ولا تظنِّي أن الحوادث لا تصيب الآخرين ، وتعلَّمي بعضاً من اللَّمسات التي تنقذ الحياة .

    فهناك ثلاثة أعضاء في الجسم مهمة جداً للحياة ، وهي :

    1 - الرئتان اللتان تغذِّيَان الدم بمادة الأوكسجين .

    2 - القلب الذي يبعث الدم النقي نحو الجسم كله .

    3 - الدماغ الذي يعاني سريعاً من النقص في الأوكسجين .

    الغيبوبة :

    أهم أسباب الغيبوبة التي تصيب الأطفال دون أن تكون ناتجة عن حادث واضح هو ارتفاع درجة حرارة الجسم ، وعند ارتفاع درجة الحرارة يتأثر الدماغ ، وينتج عن ذلك رجفة عنيفة تُصيب الأطراف والجفون ، ويتوقَّف الطفل عن التنفُّس ، ويتبوَّل في ثيابه ، وقد يعضُّ لسانه .

    وتدوم هذه العوارض ثوان عديدة يفقد بعدها الوعي ويصبح كالخرقة الطريَّة شاحباً بلا حركة ، فعليك بنقله إلى المستشفى حيث يتمُّ تنشيط عمل أجهزته باستعمال مادة الغاردينال ، وتتمُّ المعالجة على مدى طويل .

    فارتفاع الحرارة ليس السبب الوحيد الذي يؤدِّي إلى حدوث حالات الغيبوبة ، وعند الرُضَّع قد يوجد خلل في تركيب الدماغ يسبِّب نوبات مماثلة ، كذلك أن مرضاً معدياً عوارضه بسيطة قد يؤدي إلى نوبات مماثلة ، مع صعوبة الربط بين هذه النوبات والمرض ذاته ، والفحوصات الطبية الدقيقة وحدها تكشف الأسباب الحقيقية لنوبات الغيبوبة .

    الاختناق وإجراء التنفس الاصطناعي :

    يتوقَّف الطفل عن التنفس ويزرقُّ لونه ، وهذا يعني أن الأوكسجين لم يعد يصل إلى الرئتين ، فهذه الحالة خطيرة جداً وكل ثانية يحسب لها حساب .

    فمدِّدي الطفل على الأرض وافتحي فمه بيديك ، ضعي وسادة تحت رقبته ، وانفخي بقوة في فمه بصورة منتظمة ، ولا تنسي إقفال أنفه ، وتأكدي من نجاح هذه العملية إذا لاحظت أن صدره ينتفخ ويهبط بانتظام .

    فمن المهم المحافظة على الانضباط والهدوء والسيطرة على الأعصاب ، والتنفس الاصطناعي يساعد المصاب إلى أن يأتي الإنقاذ ، ولا تعتقدي بأنه كاف بحدِّ ذاته لعلاج الاختناق .

    الجروح والكدمات والرضوض والكسور :

    تعلَّم طفلك المشي وبات يقع أرضاً مرات عديدة يومياً ، وحياته الآن سوف تحفل بالتجارب من ناحية الجروح والكدمات .

    فالسقطات البسيطة ليست بذات أهمية إذا أبعدنا الطفل عن السلالم والشرفات ، فإذا سقط الطفل على مؤخرته تبقى العواقب سليمة ، أما بالنسبة للأطراف ، فهو وارد دائماً ، ويجب عدم إهماله .

    فانتبهي جيداً إلى يد أو قدم لا يستعملها طفلك ، ويتألم عندما تلمسينها ، أو تصاب بورم في هذه الحالات يطلب الطبيب صورة أشعة فورية ، وإذا أظهرت كسراً في العظام يجب حمايتها بالجفصين ( الجبس ) حتى الشفاء ، وفي جميع الأحوال توجَّهي إلى الطبيب الأخصائي ، ولا تصدِّقي الجارات والقريبات اللَّواتي ينصحنك بالتوجه إلى المجبِّر .

    فإذا سقط الولد على رأسه يتورَّم مكان الإصابة وأحيانا يصاب بنزيف في أنفه ، ويشعر الطفل بالخوف ، ويشحب لونه وينام بعد وقت قصير ، وهذه العوارض طبيعية ولا تدعو إلى القلق بحدِّ ذاتها ، لكنها تدعوك إلى الانتباه خصوصاً خلال الساعات القليلة التي تلي الوقعة .

    فحالات الاستفراغ القوي والتصرفات غير الطبيعية كنظرة الفارغة ، والصعوبة في الكلام ، كلُّها دلائل على أن الإصابة قد تكون خطيرة ، لذلك لا تترددي بطرق باب المستشفى .

    احتفظي دائماً معك في المنزل ، والسيارة وخلال الرحلات السياحية بِعُلبة إسعافات أولية ، تحتوي على مطهِّرات مختلفة ، كماء الأوكسجين والسبيرتو الأبيض ، والدواء الأحمر ، وصبغة اليود والشاش المطهِّر ، والمراهم المضادة للالتهاب ، لأن السقطات المتوقعة لا تؤدي فقط إلى الإصابة بالكسور ، بل قد تسبب أيضا الخدوش والجروح .

    بادري سيدتي إلى تطهير الجرح مهما كان نوعه ومهما كان بسيطاً ، واربطيه جيداً ، وراجعي طبيباً ، وفيما لو لاحظتِ أنَّ الجرح قد التهب لابدَّ من تلقيحه ضد الكزاز .

    فانتبهي جيداً إلى أنَّ لقاح الكزاز لا يزال ساري المفعول ، وأعيدي تلقيحه عند أدنى شك في استمرار فعالية اللقاح ، إذ أنَّ أبسط حادث قد يسبب الموت .


    (1)


    (2)

    التسمُّم :

    مأساة كبيرة أن نرى الأطفال الصحيحين يموتون خلال ساعات معدودة نتيجة حادث بسيط .

    والمواد السامة المميتة موجودة في كل مكان ، وتكثر في المنازل ، والأدوية ملقاة في صالة الجلوس وغرفة الطعام ، وعلى المناضد والكراسي ، والمطبخ يعج بالمساحيق المنظفة السامة .

    والصيدلية الموجودة في صالة الحمام مليئة بالعقاقير ، وأدوية قتل الحشرات في متناول كل يدٍ ، وكل هذه السُموم تَلفُّها أغلفة ملوَّنة مزخرفة ، وهذه الألوان والزخرفات تجتذب اهتمام الأطفال ، الذين يخلطون بين حَبَّات الأدوية والملبَّس .

    ونُلفت الانتباه إلى أن الأطفال لا يتمتعون بحاسة الذوق المدربة والمتطورة ، وربما أحبُّوا النفتالين ، كما أن مساحيق التنظيف معطرة بعطر الليمون المرسوم بوضوح على العلبة الخارجية ، وشركات كثيرة تقدِّم ألعابا مع هذه العلب لتُغري الزبائن .

    ومن المغريات أيضا الدعايات التلفزيونية التي تظهر كل هذه المستحضرات ، وتعطيها أفضل الصفات ، مثل : الأجود والأفضل والجديد والمنعش و.... إلخ .

    فمعظم حوادث التسمم تحصل خلال وجودِكِ في البيت ، مثلا علبة المهدِّئات التي تتركينها على الطاولة بعد أن تناولتي منها حبة واحدة ، سوف تصبح فارغة بعد أن تديري ظهرك .

    ونتائج بعض الإحصاءات حول هذا الموضوع تبدو مدهشة ، فقد تبين أن معظم حوادث التسمم تقع عند العائلات المترفة ، وأن الأولاد الذين يصابون بالتسمم هم الأكثر تمتعاً بالراحة والاستقرار .

    ولتجنب التسمُّم قدر المستطاع يجب الانتباه إلى ما يلي :

    1 - إخفاء العقاقير السامة على اختلاف أنواعها في خزائن مقفلة .

    2 - رمي الأدوية بعد انتهاء العلاج أو تقديمها إلى أحد المستوصفات .

    3 - عدم إعطاء أي دواء لطفلك دون استشارة الطبيب ، وانتبهي إلى مدة العلاج وطريقة الاستعمال .

    4 - لا تضعي سوائل - مهما كان نوعها - في زجاجات ماء الشرب أو العصير ، فكم من حوادث التسمم حصلت لمثل هذه الأسباب .

    العلاج :

    فور اكتشاف حادث التسمم يجب المحافظة على هدوء الأعصاب والابتعاد عن الانفعال والتأنيب اللذين لن يفيدا سوى زيادة الأمور سوءاً ، وابحثي فوراً عن سَبب التسمم والكمية التي تناولها الطفل .

    فهذه المعلومات مفيدة جداً للمساعدة على العلاج ، واتصلي على الفور بالطبيب أو بالمستشفى ، وبلِّغيه تفاصيل الحادث ، واسألي عما يجب أن تفعلي .

    فتجنَّبي الوصفات الشائعة التي تؤذي في كثير من الأحيان ، فكوب من الحليب مثلاً يعطى لطفل تناول مادة البنزين أو أحد مشتقاتها ، يسهل وصول هذه المادة إلى الدم ، ولا تدعي الطفل الذي تناول أحد العقاقير السائلة يستفرغ ، لأن ذلك يجعله يستنشق المادة السامة .

    أما إذا ابتلع طفلك حبوباً فهذه الحبوب لا تزال في معدته ، ويمكنك إجباره على الاستفراغ بسرعة بوضع إصبعك في فمه ، وفي حالة فقدان الوعي يعني ذلك علامة الاختناق ، فاتَّصلي فوراً بأحد المراكز الطبية المختصة .

    صيدلية العائلة :

    احتفظي دائماً بالأدوية والمستحضرات الطبية في منزلك ، فقد تحتاجينها ليلاً ، لكن انتبهي إلى العقاقير المضرَّة .

    المستلزمات الأساسية هي : القطن ، والشَّاش المعقم ، والرباط اللاصق الطبي ، ومطهِّرات الأوكسجين ، والسبيرتو ، والدواء الأحمر ، وصبغة اليود ، ومقص مطهر .

    ومن المهم جداً أن تكون هذه المستحضرات في مكان بعيد عن الشمس والغبار ، ويجب التأكد من عدم إمكان تلوّثها ، أو كونها ملوثة سابقاً .

    كما يجب التأكد من أن صيدلية المنزل توجد في مكان مرتفع ، بعيداً عن متناول الأطفال ، ومن الأفضل أن تكون هذه الصيدلية مقفلة ، مع ترك المفتاح على ظهر العلبة ، لكي لا يطول البحث عنه في حالة الاضطرار إلى إسعاف أحد أفراد العائلة .

    المقص أو الأدوات المعدنية التي تستعمل في الصيدلية ، يجب أن تكون غير تلك المستعملة لأغراض غير طبية ، كقَصِّ الأظافر ، أو الخياطة أو غيرها ، كما يجب مسح هذه الأدوات بالقطن والكحول قبل استعمالها ، وتنظيفها بالطريقة نفسها بعد الاستعمال .

    كذلك لابدَّ من غسل الأيدي بالصابون ثم تطهيرها قبل المباشرة بتضميد أي جرح .

    الأدوية :

    ويجب الاحتفاظ بالأدوية الضرورية التي يمكن أن تستعمل باستمرار ، كمخفِّضات الحرارة ، والتحاميل ، ونقاط للأطفال ، ومطهِّرات الأنف ، ومسكِّنات الألم الخفيفة الخاصة بالأطفال ، ونوصي بالابتعاد قدر الإمكان عن الأسبيرين ، وبصورة خاصة إذا كان استعمال هذا الأخير لمدة طويلة .

    وقد ثبت إثر حادثة وقعت في فرنسا أنّ أُمّاً استعملت الأسبيرين ظنا منها أنه يساعد على تهدئة طفلها المشاغب ، فأدّى ذلك إلى تحلل في دمه .

    إضافة إلى ما سبق أن الأدوية المضادة للسعال لا تعطى للأطفال عادة قبل سِنِّ الثالثة ، ويجب ألا تحوي مادة الكودائين ، كما يجب عدم إعطاء أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب ، وعدم قبول النصائح التي يتبرع بها الأقرباء والأصدقاء .

    إعطاء المضادات الحيوية من دون استشارة الطبيب يعرِّض الطفل إلى خطر كبير ، وإلى اختلالات غير محمودة العواقب ، ويمنع منعاً باتّاً في الدول المتقدمة بيع أي نوع من أنواع المضادات الحيوية دون وصفة طبية ، فالتأكد من تأريخ انتهاء صلاحية الأدوية لأمر مهم جداً ، فيجب تفقد محتويات الصيدلية مرَّةً كل شهر ، والاستغناء نهائياً عن جميع الأدوية التي انتهت صلاحيتها .

    فمثل هذه الأدوية لابُدَّ من إتلافها بيدك للتأكد من أن أحداً لن يستعملها فتؤذيه ، كما يجب عدم تعريض جميع الأدوية السائلة للشمس .

    إقرأ المزيد...