أهلا بك زائرنا العزيز في بوابة ثانوية محمد عابد الجابري الإعدادية بتطوان - المملكة المغربية -
.

أنشطة

الإدارة

رياضة

الأساتذة

برنامج مسار

المكتبة

    إطلاق عملية كبرى لتقييم المنظومة التربوية
     
    يعتزم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إطلاق عملية كبرى لتقييم المنظومة التربوية الوطنية . وأبرز محمد صدوقي، باحث في مجال التربية، للجريدة، أن الأمر يتعلق بتقييم يشكل إضافة مادام أنه لا يوجد هناك نقص في التقارير والدراسات حول المنظومة التربوية الوطنية، مضيفا أن الأمر يتعلق بتقييم موضوعاتي سيعالج جوانب لم يسبق تقييمها في السابق من قبيل تدريس اللغة لأطفال المغاربة المقيمين بالخارج والأمازيغية والمدارس الجماعاتية والجامعة. وأضاف أن إصدار تقرير يتضمن معلومات مستقلة وشفافة حول المدرسة لا يمكن إلا أن يشجع على جودة النقاش العام حول التعليم وإصلاحه.
    
    إقرأ المزيد...
    عزيمان: الملك حسم نقاشات الهوية في التعليم ورسالتنا وصلت إلى الحكومة
     
    افتتح، صباح اليوم الاثنين، المستشار الملكي ورئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عمر عزيمان، الدورة الثامنة للجمعية العامة للمجلس، بكلمة قوية استعمل في جزء كبير منها فقرات الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى عيد العرش، للدفاع عن حصيلة عمل مجلسه ومضامين رؤيته الاستراتيجية لإصلاح التعليم.
    عزيمان قال إن الخطاب الملكي “تفضّل” بتأكيد الرؤية الاستراتيجية للمجلس، من حيث جوهرها ومضمونها، وباتخاذ مواقف حازمة وواضحة تجاه عدد من الإشكاليات.
    عزيمان أورد ضمن استشهاداته المطولة من الخطاب الملكي، الفقرات الخاصة بقضية اللغات الأجنبية وعلاقتها بالهوية، مذكرا أنه قال: “وخلافا لما يدعيه البعض، فالانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى لن يمس بالهوية الوطنية، بل العكس، سيساهم في إغنائها…”.
    عزيمان قال في خلاصة استعراضه لحصيلة أداء المجلس، أن “الرسالة وصلت”، مضيفا أن الملك ثمّن العمل “الذي قمنا به، وتفضل جلالته في خطاب العرش لسنة 2015، وعلى نحو حازم وواضح، بتخصيص جزء كامل من خطابه السامي لقضايا إصلاح المنظومة التربوية”.
    وذهب عزيمان إلى أن “الأساسي كذلك هو أن الرسالة وصلت وأن الحكومة تملكت الرؤية الاستراتيجية للاصلاح، وأن القطاعات المعنية قد انخرطت في بلورة البرامج الاولى للتطبيق”.
    
    إقرأ المزيد...
    افتتاح عيد الكتاب بتطوان تحت إسم الراحل محمد المعادي الذي ألقى محاضرة بمؤسستنا

     
    انطلقت أمس الاربعاء بتطوان فعاليات معرض "عيد الكتاب" في دورته الثامنة عشر بفضاء ساحة باب العقلة بتطوان.
    و تعرف هذه التظاهرة التي تحمل  اسم الناقد المغربي الراحل محمد المعادي، و المنظمة من قبل المديرية الجهوية للثقافة جهة طنجة/ تطوان بشراكة مع اتحاد دار الكتاب بالمغرب، مشاركة ما يقارب  29 داراً للنشر و مؤسسات جامعية و ثقافية مغربية إلى جانب مشاركة مؤسسات ثقافية أجنبية.
    و يقدم المعرض إصدارات جديدة لدور النشر المغربية و الأجنبية بالإضافة إلى تنظيم فقرات و ورشات متنوعة و ندوات فكرية و لقاءات أدبية.
    وفي هذا السياق، قال المدير الجهوي لوزارة الثقافة محمد الثقال، في تصريح له، إن هذا المعرض يهدف إلى خلق فسحة جمالية تهتم بالكتاب وقضاياه وتشجيع تداول الكتاب المغربي والتشجيع على القراءة كسلوك يومي وكمدخل من مداخل المعرفة، مضيفا أن دورة هذه السنة تعرف مشاركة مكثفة لمفكرين ورجال الأدب والمسرح الذين سيؤطرون العديد من الندوات والحلقات والموائد المستديرة، إضافة إلى مجموعة من الورشات الخاصة بالطفل.
     
    
    إقرأ المزيد...
    وزارة الثقافة تعلن عن جائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2016
     
    تعلن وزارة الثقافة عن تنظيم جائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2016.  وتدعو الكتاب والشعراء والنقاد والباحثين والمفكرين والمترجمين المغاربة، إلى المشاركة في هذه الجائزة بأعمالهم المنشورة سنة 2015.
           ويتم قبول ترشيح المصنفات لنيل الجائزة من مؤلفي الكتب، وكذا من لدن الهيئات المهنية الناشرة، والمؤسسات الثقافية والأكاديمية والتربوية، على أن يكون ترشيحها مصحوبا بطلب خطي موقع من طرف المؤلف.

    كما على المرشحين أن يوجهوا طلباتهم مرفقة بثمان (8) نسخ من الكتب التي صدرت لهم خلال سنة 2015، سواء بالمغرب أو بخارجه، إضافة إلى نسخة من أصل الكتاب المرشح إذا كان الكتاب مترجما، مع الإدلاء بما يثبت حقوق الترجمة. وتقبل الكتب الصادرة باللغة العربية أو باللغة الأمازيغية أو بالتعبير الحساني أو بإحدى اللغات الأجنبية.

    وتشمل جائزة المغرب للكتاب الأصناف التالية :

    -جائزة المغرب للسرديات  والمحكيات (رواية، قصة، مسرحية...)،

    - جائزة المغرب للعلوم الإنسانية،

    - جائزة المغرب للعلوم الاجتماعية،

    - جائزة المغرب للدراسات الأدبية والفنية واللغوية،

    - جائزة المغرب للشعر،

    -  جائزة المغرب للترجمة.

    ويتوجب إيداع جميع الواثق بمكتب الضبط بمديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، 17 شارع مشلفن، أكدال، الرباط، وذلك في أجل أقصاه قبل الجمعة 15  يناير 2016. وسيتم الإعلان عن النتائج يوم الثلاثاء 22 مارس 2016. كما سيتم تنظيم حفل تسليم الجوائز يوم الأربعاء 29 مارس 2016.

             وللإشارة، فإنه لا يجوز أن يرشح لجائزة المغرب للكتاب من سبق له أن فاز بها إلا بعد مرور ثلاث سنوات على السنة التي نال خلالها الجائزة.

            كما يراعى في العمل المرشح ألا يكون قد أجيز من جهة وطنية أو عالمية،

            ويبقى للجنة أن تحدد ما إذا كان العمل المُتقدم به لا يدخل ضمن الأصناف المذكورة أعلاه ويستحق بالتالي الترشيح للجائزة.
     
     
     
    
    إقرأ المزيد...
    وزارة التربية الوطنية والمجلس الثقافي البريطاني يوقعان على مذكرة تفاهم حول برنامج الفصول الدراسية
     

    
    30 نونبر 2015
     
    تم اليوم الاثنين بالرباط التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمجلس الثقافي البريطاني حول برنامج ربط الفصول الدراسية بين المؤسسات التعليمية في المغرب وابريطانيا ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

    ويهدف برنامج الفصول الدراسية إلى بناء الثقة والتفاهم بين الأفراد في مجتمعات هذه الدول والارتقاء بالتعليم وبالوعي الثقافي لدى المتعلمات والمتعلمين ومساعدته على اكتساب مؤهلات المواطنة الكونية.

    كما يسعى البرنامج إلى بناء قدرات المدرسين لإدماج مجموعة من المهارات الأساسية في المناهج الدراسية، وبالتالي تحسين نتائج التعلم لدى المتعلمات والمتعلمين.

    وتنص مذكرة التفاهم التي وقعها عن الوزارة السيد رشيد بن المختار، والسيد جون ميتشل عن المجلس الثقافي البريطاني، على التركيز في هذا البرنامج على المهارات التالية : الثقافة الرقمية، التفكير النقدي وحل المشكلات، الإبداع والخيال، الريادة التلاميذية، التعاون والتواصل، بالإضافة إلى مهارات المواطنة.

    وبموجب هذه المذكرة تلتزم الوزارة بتكوين فريق مركزي لتتبع البرنامج بمشاركة المديريات المركزية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المعنية، وباختيار المؤسسات التعليمية التي ستشارك في المشروع وفقا للمواصفات المحددة لبرنامج ربط الفصول الدراسية، وتعيين المدرسات والمدرسين ومديرات ومديري المؤسسات التعليمية وأطر الوزارة للمشاركة في الدورات التكوينية.

    ومن جهته، يتعهد المجلس الثقافي البريطاني بتقديم الدعم في المجالات المرتبطة بالتطوير المهني للرياديين والتطوير المهني للمدرسين وتخصيص جوائز للمؤسسات التعليمية التي تنجح في تطوير متعلمات ومتعلمين مزودين بالمعرفة والمهارات للعيش والعمل في ظل اقتصاد العولمة، وتوفير الظروف من أجل ولوج المدرسين لموارد بيداغوجية عالية الجودة عبر الأنترنيت بغاية توفير تعلم جيد للمتعلمات والمتعلمين.

    ومن المرتقب أن يستفيد من برنامج الفصول الدراسية حوالي 90 من مديرات ومديري وأطر الإدارة التربوية للمؤسسات التعليمية التي تم اختيارها للمشاركة في البرنامج، و150 من المدرسات والمدرسين.
    
    إقرأ المزيد...
    التواصل بين الأسرة والمدرسة وأثره على التحصيل الدراسي للتلميذ
     
    ذ.مصطفى نــبــوي
    لا يمكن الحديث اليوم عن الإصلاح التربوي في المغرب  أو القيام بتحليل موضوعي لمجرياته الراهنة والاستشراقية دونما التأكيد عن عمق الروابط الطبيعية بين الأسرة والمدرسة كمؤسستين اجتماعيتين  تضطلعان بمهام التنشئة الاجتماعية.
     ومن أجل هذا ونظرا لأهمية الموضوع أردنا من خلال هذا البحث المبسط  تسليط الضوء على جانب هام من جوانب هذا الموضوع وهو الاتصال بين مؤسستي الأسرة والمدرسة وتأثير ذلك على التحصيل الدراسي للتلميذ المتمثل الذي يتطلب اتصال أولياء التلاميذ بالمدرسة وتثمين وتفعيل دور  جمعية أولياء التلاميذ، الاستفسار الدوري للأولياء عن سلوك أبنائهم ونتائجهم المدرسية.
    إن الإصلاح التربوي يجب أن ينطلق من هاتين المؤسستين الاجتماعيتين وبشكل يوازي التطور والتغير الذي يقع على المجتمع إلا أن التحصيل الدراسي له عدة عوامل تتداخل وتتشابك ،ولعل من بين هذه العوامل التواصل بين الأسرة والمدرسة، وضعف ومحدودية دور جمعيات أولياء التلاميذ في الحياة المدرسية التي تعاني من التراجع وعدم القدرة على التكيف والتطور مما يجعلنا أمام إشكالية تتمثل في مدى تأثير الاتصال بين الأسرة والمدرسة على التحصيل الدراسي للتلميذ.

    أولا : مفهوم التواصل لغة واصطلاحا:

       لقد أدرك البشر أهمية الاتصال منذ فجر التاريخ، ومع تتابع العصور زاد الإحساس بدوره البارز في استمرار حياتهم، وتحقيق مصالحهم المختلفة، وتوحيد جهودهم، وترابط مجموعاتهم، وتنظيم أنشطتهم، وتطور أنماط حياتهم.
       فالاتصال بين أفراد المجتمع والمجموعات الاجتماعية المختلفة ضروري لتحقيق متطلبات الاجتماع الإنساني. ويعتبر التواصل بين الأسرة والمدرسة نموذجا من نماذج التواصل بين أفراد المجتمع.
             1 ــ 1 ــ التواصل في اللغة:
      التواصل لغة يفيد الاشتراك ، وأصله من " وصل"، يقال : وصل الشيء وصلا وصلة، ومنه: وصل فلان رحمه يصلها صلة. والوصل ضد الهجران، والتواصل ضد التهاجر والتقاطع.
            1 ـ 2 ــ التواصل في الاصطلاح:
       التواصل اصطلاحا  نشاط شفهي أو كتابي ، يتم يتبادل الأفكار والآراء والمعلومات عن طريق الإرسال والاستقبال، بواسطة نظام من الرموز متعارف عليها بين المتخاطبين، وخلال قناة او قنوات او طرائق تربط بين المرسل والمرسل إليه، بحيث تؤدي إلى نوع من التفاهم بين الطرفين مما يترتب عليه تعديل السلوك .
     
     ثانيا- مفهوم الأسرة:
                 2 ــ 1 ــ التعريف اللغوي:
    الأسرة من الناحية اللغوية كما وردت في لسان العرب تعني عشيرة الرجل وأهل بيته ورهطه الأدنون لأنه يتقوى بهم ، وهي مشتقة من الأسر الذي يعني القيد ، يقال أسر أسرا وأسارا : قيده وأسره وأخذه  وأسيرا، (1)ولكن قد يكون الأسر اختياريا يرتضيه الإنسان لنفسه ويسعى إليه ،لأنه يعيش مهددا بدونه ومن هذا الأسر الاختياري اشتقت الأسرة . لذا فإن المفهوم اللغوي للأسرة ينبئ عن المسؤولية لأن الأسر والقيد هنا يفهم من العبء الملقى على الإنسان.(2)
                 2  ـ 2 ـ التعريف الاصطلاحي:
        ليس لاصطلاح الأسرة تعريف ومعنى واضح يتفق عليه العلماء بالرغم من كونها أحد أهم الوحدات الأساسية التي يتكون منها البناء الاجتماعي لذا سنتطرق إلى بعض التعريفات:
    - تعريف د. عاطف غيث: جماعة اجتماعية بيولوجية نظامية تتكون من رجل وامرأة  - تقوم بينهما رابطة زوجية مقررة – وأبنائهما. (3)
    - الأسرة مجموعة اجتماعية تربط بينها روابط القرابة أو الزواج، وهي شكل اجتماعي له وجود في كل المجتمعات البشرية وتقوم الأسرة نتيجة للجهة النظرية بتوفير الحماية و الأمن والتنشئة الاجتماعية لأعضائها، هذا وتختلف بنية الأسرة ونوع الحاجات التي تشبعها لأفرادها باختلاف المجتمعات و باختلاف المراحل التاريخية.
    كما يستخدم مفهوم الأسرة كذلك للدلالة على الخصائص البنيوية والوظيفية والنشاطات الاجتماعية التي تتم في رحاب وحدة ترابية وسكنية واقتصادية ومعايشة تشمل الزوج والزوجة والأولاد غير المتزوجين عكس العائلة التي تشير إلى وحدة في القرابة تشمل الأصول والفروع التي ترتبط بنسب الأب سواء في شكليها: الممتدة والنووية .كما تعرف بأنها وحدة بنائية ووظيفية تتكون من شخصين أو أكثر.
    2 ـ 3 ـ وظائف الأسرة:
    إن الوظيفة الأولى للأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها لغة قومه والمشي وبعض الأخلاق والقيم، ومن خلال أسرته يكتشف نفسه ومحيطه، فهي التي تمنحه الهوية والأمان والحنان، وبالتالي فهي تلعب نفس وظائف المدرسة بالإضافة إلى كونها المسؤول الأول والخير لنجاح نشأة الفرد، وكما قلنا في التعريف بأنها الرحم الاجتماعي للطفل والتي يعود إليه الطفل لتضميد كل جراحه التي قد يسببها العالم الخارجي بسبب المعاناة والضغوطات، ومن هنا فالأسرة هي الخلية الأساسية في المجتمع وهي المسؤولة عن قوة أو ضعف البنية المجتمعية العامة، لكونها تقوم بوظيفة الأمن لأفرادها ووظيفة التضامن ووظيفة التكوين للنشأة الاجتماعية، ووظيفة المراقبة....فهي المؤسسة الشمولية تؤدي مختلف الأدوار إلا أنه في الوقت الراهن قد تقلصت فيه هذه الوظائف ومعها مسؤوليات الأسرة مما فرض عليها أن تعيد النظر في علاقاتها مع مختلف الأطراف المشاركة في العمل التربوي من مدرسة وشارع ووسائل الأمن، وقد كرمت جميع الأديان الأسرة باعتبارها مهد الرجل، واعتبرت الأم المعلم الأول الذي لا يمكن استبداله بغيره خلاف من يتحدث على التعليم الاجتماعي ومدارس الحضانة وبيوت الأطفال بابتهاج.(4)
    ثالثا – المدرسة: المفهوم ، الأهمية، الوظيفة:
     3 ـ 1 ـ مفهوم المدرسة
    يرجع أصل المدرسة "école" إلى الأصل اليوناني "schéol" والذي يقصد به وقت الفراغ الذي يقضيه الناس مع زملائهم من أجل تثقيف النشء وتطور هذا اللفظ بعد ذلك ليشير إلى التكوين الذي يعطي في تشكل جماعي مؤسسي، أو إلى المكان الذي يتم فيه التعليم، ليصبح لفظ المدرسة يفيد حاليا تلك المؤسسة الاجتماعية التي توكل إليها مهمة التربية الحسية والفكرية والأخلاقية للأطفال والمراهقين في شكل يطابق متطلبات المكان والزمان .كما يعرفها الفيلسوف الفرنسي وأحد مؤسسي علم الاجتماع  "إميل دور كايم" (Émile Durkheim) بأنها عبارة عن تعبير امتيازي للمجتمع الذي يوليها بأن تنقل للأطفال قيما ثقافية وأخلاقية واجتماعية يعتبرها ضرورية لتشكيل الراشد وإدماجه في بيته ووسطه.(5)
    ويعرفها "رابح تركي" بأنها: "تلك المؤسسة التربوية المقصودة والعامة لتنفيذ أهداف النظام التربوي في المجتمع ".
    أما مفهوم المدرسة بالتحديد هي السبيل الذي يقدم إليه الأطفال منذ صغرهم، بعد الأسرة التي تمثل المدرسة الأولى إلى أن يلتحقوا بسوق الشغل وبالتالي فهي بمثابة معمل لتكوين الموارد البشرية.
    إلا أنها تعتمد إلى التربية والتكوين وفق الثقافة التي تمثلها كمؤسسة مدرسية.
    3 ـ 2ـ أهمية المدرسة:
    إن المدرسة هي عملية للبناء لذلك يجب على الآباء والمدرسة والمجتمع المشاركة في هذه العملية المستمرة كما لو أنها مرجع مختص للأسرة ولكن بالرغم من قصر مدتها ،فإن لها الدور الأكبر في كونها مرجعا مختصا للأسرة، في عملية بناء شخصية أطفالهم وتدريبهم على الاستفادة من قدراتهم وإمكانياتهم ولها دورا متخصصا منهجيا تقوم به وتنفذه بدعم من الأولياء والمجتمع ويستمر تأثيره على مدى الحياة ولكي تستطيع المدرسة أن تقوم بدورها التخصصي لابد أن تملك الموارد والكفاءات والمؤهلات والمناهج اللازمة ومنهجية خاصة بالعمل التربوي بالإضافة إلى تأهيل المدرسين الفريق المختص للتعاون مع الأسرة .كما أن المدرسة عندما تريد تطبيق برامجها كثير من المدرسين يعملون متفردين عن الوالدين فتكون فترة قضاء الطفل في المدرسة قليلة الفائدة، بالإضافة إلى وجود معوقات في الاستفادة من البرامج التي تضعها المدرسة، وكثيرا ما يكون لدى الفريق التربوي بعض المعوقات التي تعرقل عملية تطبيق البرامج.
    3 ـ 3 ــ وظائف المدرسة:
    إن  وظيفة المدرسة لا تقتصر على الجانب التعليمي أو المعرفي فقط، إنما تمتد إلى الجوانب الاجتماعية والشخصية للفرد ، لذا يتوقع المجتمع من المدرسة أكثر من كونها مجرد مكان للتعليم .بل يزداد الاحترام لها للدور الذي تلعبه في تنمية القيم الخلقية والأنماط السلوكية الرشيدة في أبنائهم ، والالتزام بمواصفات اجتماعية معينة وفق المظهر والسلوك والتصرف المتعارف عليه اجتماعيا، وبذلك تعد المدرسة حلقة من حلقات المسار التربوي والتعليمي للطفل ــ التلميذ ، أوجدها المجتمع لتخفف عنه أعباءه التربوية والتعليمية .
           3 ـ  4 ـ العلاقة بين  الأسرة والمدرسة
        بعد الحديث عن مفهوم الأسرة وأهميتها لابد من توضيح العلاقة بينها (الأسرة)وبين المدرسة كونهما البيئة الرئيسة المؤثرة على تحصيل التلميذ.
         إن دور الأسرة لا يختلف عن بقية المؤسسات في نقل التراث الحضاري وتدريب وتعليم الأفراد والجماعات على المهارات والخبرات إن لم يكن أكثر أهمية في بعض الأحيان وفي بعض المجالات على بقية المؤسسات، فالتربية تهدف إلى تهيئة حياة سعيدة للأفراد . كما ينظر إليها (لوك) أنها تصنع السعادة للأفراد، وكما يعتقده (أفلاطون) أن التربية تهتم بتكوين أفرادا يصنعون المجتمع العادل لذا يجب معاملة كل فرد حسب إمكانيته وكيفية استغلال قدرته لتكوين النظام الاجتماعي. 
       لا يمكن نكران ما تلعبه العائلة من دور أساس في زرع وتكوين القيم التربوية التي تعد المواطن الصالح أو تعلمه الأنماط السلوكية التربوية الأخرى. فإذا كانت التربية تعني العمل الإنساني الهادف وتهتم بالوسائل والأهداف المرغوبة في حياة الناشئ الجديد ،فإن العائلة من أول المؤسسات وأخطرها وذات تأثير على سير العملية التربوية .
         إن التربية عملية اجتماعية تهدف إلى بناء شخصيات الأفراد من أجل تمكينهم من مواصلة حياة الجماعة. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف لابد من توفر ما يلي :
    1 – الاتصال المباشر بين أولياء الأمور والأسرة والمدرسة.
    2 – مشاركة أولياء الأمور في تقديم الملاحظات والدعم للمدرسة.
    3 – قيام المدرسة بإبلاغ أولياء الأمور عن سلوك أبنائهم داخل المدرسة.
    4 – مشاركة أولياء أمور التلاميذ في المناسبات الدينية والوطنية والثقافية.
             3 ــ 5 ــ أهمية التواصل بين المدرسة والأسرة
      إن التواصل بين المدرسة والأسرة ضرورة ملحة تقع معظم مسؤوليتها على المؤسسة نفسها، بحكم مركزها و عملها، ويتوقف نجاح المؤسسة أو فشلها على مدى الصلة التي تقيمها مع المجتمع المحيط، لذا فتوثيق الصلة بين المدرسة والأسرة أمر مهم لإشعار الأسرة باهتمام المؤسسة التعليمية بالتلميذ  وهذا يؤدي بدوره كذلك إلى تبلور الشعور لدى الآباء فيدفعهم للتعاون في إنجاح هذه العملية.
      من خلال الاطلاع على الأدب التربوي المتعلق بأهمية التواصل بين المدرسة والأسرة يمكن تلخيص أهمية التواصل فيما يلي:
       1 ــ يصلح المجتمع المحلي ويحسن ظروف معيشته.
       2ــ يوثق عُرى المودة بين المدرسة وأولياء الأمور ويزيل الحواجز النفسية والاجتماعية بينهما مما يكون باعثا على شعور التلميذ بجو الأمان والثقة داخل المؤسسة وخارجها,
      3ــ يؤدي إلى تبادل الأفكار والخبرات بين المدرسين والآباء فيما يتعلق بتربية الأبناء والتنسيق بين المؤسسة والبيت بأسلوب متكامل لتحقيق النمو السليم لشخصية التلميذ.
      4 ــ يعرف أولياء الأمور والمجتمع بدور المؤسسة التعليمية المهم ، وطبيعة الخدمات التي تقدمها للتلاميذ والمجتمع ، وتعريفهم كذلك بالنُظم التربوية المتبعة في المدرسة
      5 ــ يعمل التعاون بين المؤسسة والأسرة على حل مشكلات المؤسسة وتذليل الصعوبات التي تواجه التلميذ.
     رابعا: التحصيل الدراسي :( مفهومُه وأهدافه )
        يعتبر التحصيل الدراسي أحد الجوانب الهامة في النشاط العقلي الذي يقوم به التلميذ والذي يظهر فيه أثر التفوق الدراسي، فهو عمل مستمر يستخدمه المدرس لتقدير مدى تحقيق الأهداف عند المتعلم . كما يعمل على مساعدة المؤسسات التربوية والتعليمية في استخدام نتائج التحصيل في عملية التخطيط والتقدير.
          4 ـ 1 ـ مفهوم التحصيل الدراسي :
        التحصيل الدراسي هو إتقان جملة من المهارات والمعارف التي يمكن أن يمتلكها الطالب بعد تعرضه لخبرات تربوية في مادة دراسة معينة او مجموعة من المواد .تعرفه "موسوعة علم النفس والتحليل النفسي" بأنه: بلوغ مستوى الكفاءة في المدرسة أو الجامعة ، وتحيد ذلك باختبارات التحصيل المقننة أو تقديرات المدرسين، أو الاثنين معا".(6)
    4  ـ 2ـ أهداف التحصيل الدراسي :
       للتحصيل الدراسي أهداف منها :
    1 - تقرير نتيجة التلميذ  لانتقاله إلى مرحلة أخرى .
    2 – تحديد نوع الدراسة والتخصص الذي سينتقل إليه التلميذ لاحقا .
    3 – معرفة القدرات الفردية للتلاميذ.
    4 – الاستفادة من نتائج التحصيل للانتقال من مدرسة إلى أخرى .
      وقد أكدت البحوث على وجود علاقة وظيفية بين التحصيل الجيد والاتجاهات الموجبة نحو المدرسة وينعكس كذلك على سلوك التلاميذ نحو المدرسة والتعليم ويسهم في تعديل التوافق النفسي والاجتماعي للتلاميذ.
      إن للوضع الاجتماعي والاقتصادي للتلميذ  الأثر الكبير في التوجه نحو التحصيل الدراسي وكذلك موقع المدرسة ونوعها الذي يؤثر إيجابيا في العلاقة بين التلميذ  و المدرس.
      وسنحاول التركيز على مدة مرحلة التعليم الإعدادي  كونها مدة دراسية متوسطة بين سنوات الدراسة وتقع ضمن المدة العمرية المتمثلة بالمراهقة وهي مرحلة نمو التلميذ وما يصاحبها من سلوكيات قد يغفلها البعض من المدرسين مما يتطلب وجود الأخصائي أو الباحث الاجتماعي .
    وتأتي أهمية المرحلة الدراسية في المدرسة من جانبين :
    1 – الإعداد العام للحياة .
    2 – الإعداد العلمي لمواصلة التعليم الثانوي التأهيلي.
    ويمكن أن يضاف إلى الجانبين ما يأتي:
    1 – المراهقة والتغيرات الجسمية أو السلوكية .
    2 – الارتباط بمشاكل المجتمع .
    3 – المرحلة العبورية .
    4 – التنمية الاجتماعية والتطور الحضاري .
    4 ــ 3 ــ الجهود الإيجابية التي يكمن للأسرة القيوم بها
     لا يمكن لأي برنامج تربوي سليم أن ينكر الدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به الأسرة في معالجة مشاكل الأبناء الدراسية. فالأسرة هي المسؤولة الرئيسية أولا وأخيرا عن تنشئة أبنائها وتربيتهم التربية السليمة. وتتمثل الجهود الإيجابية التي يمكن أن تقوم بها الأسرة في معالجة أبنائها فيما يلي:
    ــ العمل على توفير المناخ الأسري المناسب والسليم لنمو أبنائها النفسي وإشباع حاجاتهم وتجنب الأساليب التربوية الخاطئة.
    ــ متابعة تطبيق وتنفيذ بعض الأساليب التعليمية والتعبيرية السلوكية خاصة بالمشكلة.
    ــ السعي للاتصال المستمر مع المدرسة وتزويدها بالمعلومات الضرورية واللازمة عن مستوى أبنائها الدراسي وسلوكياتهم ومشاكلهم.
    ــ السعي قدر الإمكان للحضور والمشاركة في مجالس أولياء التلاميذ والنشاطات الاجتماعية التي تقدمها المدرسة والتي تعلق بهذا الشأن والإفادة منها.
      وأخيرا لا شك بأن التعاون بين المدرسة والأهل وتقبل طرائق الاتصال بين البيت والمدرسة بأشكالها المختلفة سيثمر حتما نتائج إيجابية.   
    خـــاتـــمــــة
    من هنا ، نخلص إلى أن  دور كل من المدرسة والأسرة يتمثل  في التنشئة الاجتماعية للأفراد عن طريق التربية ،فإن علاقتها يجب أن تنطلق من هذا المنظور الأساسي وعلاقة الأسرة بالمدرسة لا يجب أن تبقى علاقة سطحية ،لأن  الأسرة أساس تزود المدرسة بالمادة الأولية وهي التلميذ.
      وإذ كان تأثير المنزل على تنشئة الفرد يظهر عليه،  وعلى تحصيله الدراسي ،فإن على المدرسة واجب معرفة البيئة المنزلية للطفل ـ التلميذ حتى يمكنها إدراك العوامل المختلفة المتداخلة في شخصيته، كما أنها لا يمكن أن تستمر في عملها التربوي ما لم يتعاون الآباء معها عن طريق إمدادها بالمعلومات المختلفة عن مميزات التلميذ وحاجاته....إلخ ومنه يمكن القول إن الأسرة والمدرسة مؤسستين اجتماعيتين للتنشئة الاجتماعية .

    الإحالات:
    1  ــ محمد مكروم بن منظور : لسان العرب، مادة: أسر ، المجلد الرابع.
    2 ــ عبد المجيد سيد منصور، زكرياء أحمد الشربيني، علم النفس الطفولة (الأسس النفسية والاجتماعية والهدى الإسلامي ، دار الفكر العربي، ط1، القاهرة ، 1998، ص: 16.
     3 ــ عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع، مصر، العينة المصرية العامة للكتاب، 1972، ص: 176.

    4 ــ مراد زعيمي، مؤسسات التنشئة الاجتماعية، عنابة، منشورات جامعية باجي مختار، 2006، ص: 71.
     5 ــ  عبد العزيز جادو، علم النفس الطفل وتربيته، الاسكندرية، المكتبة الجامعية  ، الأزبطية ، 2001 ، ص:38.

    6 ــ محمد جاسم لعبيدي، علم النفس التربوي وتطبيقاته، مكتبة دار الثقافة ، عمان،ط1 ، 2004،ص:293.
    
    إقرأ المزيد...
    افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لتظاهرة الشباب والعلم والمعرض الوطني الأول لإبداع الشباب
     
    شدد رشيد بن المختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، على أهمية التمكن من المؤهلات العلمية والتحكم في التكنولوجيات الحديثة في تحقيق التنمية المستدامة.

    ودعا خلال إشرافه أول أمس بالرباط على افتتاح فعاليات الدورة العاشرة من أيام "الشباب والعلم في خدمة التنمية" والمعرض الوطني الأول لإبداع الشباب ، إلى ضرورة تحبيب الناشئة في العلوم منذ سن مبكرة، نظرا للحاجيات الاقتصادية والتكنولوجية الراهنة والمستقبلية لبلادنا؛ كما دعا إلى مزيد من الانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تتيحها لهم في تحصيلهم الدراسي.

    وأضاف أن الوزارة قد حددت ضمن التدابير ذات الأولوية، المبادئ الأساسية التي يتعين الاستناد إليها لتشجيع الإبداع وروح المبادرة في المؤسسات التعليمية، وذلك من خلال التدبير المتعلق ب"خلق مؤسسات التفتح" على مستوى كل أكاديمية جهوية في مرحلة أولى ، وعلى مستوى كل نيابة إقليمية في مرحلة ثانية، وكذا التدبير الذي يهم "تشجيع روح المبادرة والحس المقاولاتي".

    ومن جهته، أوضح عمر الفاسي الفهري، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، أن هذه التظاهرة العلمية ترمي إلى مساعدة التلاميذ على اكتساب الثقافة العلمية وجعلها في متناولهم، من منطلق أن التفتح المطبوع بروح المبادرة والإنتاج بات من المتطلبات الأساسية للمجتمعات.

    وعرفت هذه التظاهرة العلمية التي نظمتها الوزارة بتعاون مع أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وجمعية البحث التنموي- المغرب، تنظيم عروض ومحاضرات علمية في ارتباط بمجال "الضوء" ،باعتباره موضوع السنة الدولية لعام 2015، كما أقرته اليونيسكو، وورشات حول الثقافة المقاولاتية والمقاولات الناشئة ، فضلا عن إقامة معرض للمشاريع الإبداعية للشباب همت تيمات متنوعة تتعلق أساسا بالتنمية المستدامة والبيئة والطاقة والصناعة الغذائية والمعلوميات وتكنولوجيات المعلومة.
    
    إقرأ المزيد...
    الحوار الكامل للوزير بلمختار مع جريدة اخبار اليوم
     
    تستعد وزارة التربية الوطنية بدءا من السنة المقبلة، لتغيير كبير في المقررات والمناهج في التعليم الابتدائي والإعدادي، في إطار خطة لإصلاح نقائص المنظومة التعليمية. بالنسبة إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، فإن التقليص من المقررات والتركيز على المواضيع الأساسية وتقييم تحصيل التلاميذ واعتماد الدعم المدرسي، أهم ما يميز هذه الخطة.

    ما هي خطط الوزارة لإصلاح التعليم العمومي؟

    ابد من التذكير أننا منذ 2014 قمنا بتشخيص وضعية منظومة التربية والتكوين، وتبين أن هناك إشكالات حقيقية تستوجب حلولا آنية. أنجزنا مشاورات شملت 100 ألف مشارك من مختلف الفعاليات المهتمة بالميدان، ووضعنا في يونيو ويوليوز الماضيين 23 تدبيرا أساسيا. حدث هذا بالتوازي مع عمل المجلس الأعلى للتربية والتكوين.
    ما هي أبرز هذه التدابير؟
    تبين لنا أننا في كل سنة تمر لا نعطي الفرصة لأبنائنا من أجل النجاح. ولهذا كرسنا اهتمامنا برفع مستوى التمدرس في التعليم الأولي، والابتدائي، والإعدادي، والثانوي. ومن جهة ثانية، ركزنا على مبدأ تكافؤ الفرص، خاصة بخصوص التلاميذ الذين ينشؤون في محيط لا يساعد على التمدرس، قد يكون عائليا أو بيئة غير مناسبة.
    ما هي الخطوط العريضة لهذه التدابير؟
    بخصوص التعليم الأولي، نحن ننجز دراسة تشخيصية بهدف توحيد مفهوم التعليم الأولي وحكامته. أما بخصوص التعليم الابتدائي، فإن اهتمامنا ينصب على السنوات الأربع الأولى منه، حيث اتضح أن مستوى التحصيل ضعيف، ولهذا قدمنا مشروعا نموذجيا، وقد انطلق المشروع هذا العام في انتظار أن يعمم على جميع المؤسسات. الفكرة الأساسية التي نركز عليها، هي ضرورة اهتمام الأستاذ بتعليم التلميذ في هذه المستويات الكفايات الأساسية. وفي هذا الإطار، هناك تقليص للمقررات الدراسية، واهتمام بمدى قدرة التلميذ على الاستيعاب، لأنه لا فائدة من التزام الأستاذ بتدريس مقررات مكدسة، في حين أن التلميذ لم يستوعب الأمور الأساسية. لابد من اعتماد طرق جديدة تعتمد البساطة وسهولة المفردات وتكرارها في سياقات مختلفة. أيضا بخصوص تدريس الرياضيات، فقد تبين أننا نعتمد طرقا بيداغوجية غير مجدية، ولغة تفسير معقدة، ولهذا نسعى إلى اعتماد طرائق بيداغوجية جديدة. أيضا لابد من اعتماد دلائل بيداغوجية للأستاذ وإدماج التكنولوجيات الحديثة في التدريس.
    متى ستضعون مقررات دراسية جديدة؟
    حاليا، لدينا تصورات مكتوبة نطبقها في المؤسسات النموذجية، وسوف نعممها في السنة المقبلة. والمهم هو أن الأساتذة أًصبحوا جزءا من الإصلاح، ولهم هامش من الاستقلالية في التعامل مع التلاميذ. ولمساعدتهم في هذه المهمة، خلقنا وظيفة «الأستاذ المصاحب»، الذي يساعد مجموعة من الأساتذة على تحقيق أهداف العملية التربوية.
    ماذا بخصوص السنة الخامسة والسادسة من الابتدائي؟
    في هاتين السنتين، ركزنا على تحسين مستوى التلاميذ، ومراجعة عتبات الانتقال من سنة إلى أخرى. في هذا الإطار، انصب عملنا على تحسين تدريس اللغة العربية، وهذا نموذج اعتمد في مصر وكانت له نتائج جيدة. الفكرة هنا هي أن يتم تخصيص 20 دقيقة من حصة العربية لدعم تعلم هذه اللغة، من خلال تكثيف أنشطة القراءة، كالقراءة الجماعية وتقديم عروض ومناقشتها. وقبل امتحان الانتقال إلى السنة السابعة (الأولى إعدادي)، قررنا إجراء تقييم للتلميذ لمعرفة تحصيله وتوفير دعم دراسي له. هذا يعني أن استعمال الزمن المدرسي سيتم مراجعته.
    طيب، هذا بخصوص الابتدائي، هل من جديد في التعليم الإعدادي؟
    وفي الإعدادي، هناك تدابير جديدة، أبرزها المسار المهني الإعدادي، وهي فكرة جديدة لمواجهة ظاهرة انقطاع التلاميذ بين 12 و15 سنة عن الدراسة، حيث هناك ثماني شعب حاليا لمن أراد اختياريا التسجيل فيها بالموازاة مع تحصيل بقية المواد. وطبعا، فإن أولياء التلاميذ شركاء في توجيه التلاميذ نحو هذا المسار. في هذا التكوين يستفيد التلميذ من تكوين عام وتكوين مهني، بحيث إذا أصبح التلميذ في سن 16 سنة يمكنه أن يتوجه إلى سوق الشغل، أو يمكنه مواصلة مساره الدراسي في إحدى شعب الباكلوريا المهنية.
    من جهة ثانية، بخصوص مقررات التعليم الإعدادي، فإنها ستخضع للمراجعة، ومن الأمور التي ستدرج في السنة المقبلة، هناك تحسين تدريس اللغة العربية من خلال تعميم تجربة «مشروع رصيد»، التي انطلقت السنة الماضية، والتي تهدف بالأساس إلى التركيز على كفايات القراءة والتعبير.
    وماذا عن التعليم الثانوي؟
    ما يميز الإصلاحات في التعليم الثانوي هو اعتماد تجربة الباكلوريا المهنية، والتي انطلقت بثلاثة تخصصات حاليا، تتعلق بصناعة السيارات وصناعة الطائرات والفلاحة. وقد وصلنا هذه السنة إلى 15 شعبة. هذه التجربة ناجحة، بحيث تمكن التلميذ من الحصول على الباكلوريا من جهة، وولوج سوق الشغل من جهة ثانية، أو التوجه إلى التعليم العالي التكنولوجي والتقني. هذا يتيح للتلاميذ ذوي المستويات المتوسطة اختيارا جديدا يحد من التوجه إلى شعبة الآداب، والتي يتوجه إليها كثير من التلاميذ، فقط لأنهم غير مؤهلين في المواد العلمية.
    هل تتوفرون على ما يكفي من الأساتذة المتخصصين في التكوين المهني؟
    برامج التكوين المهني تمت باتفاق مع المقاولات التي تشتغل في الميدان، مثلا في الدار البيضاء فإن المركز المختص في التكوين في صناعة السيارات تشرف عليه الجمعية المغربية لصناعة السيارات.
    كم عدد المسجلين لحد الآن في شعب الباكلوريا المهنية؟
    حوالي 3000، وفي سنة 2016 سيجتاز أول فوج الامتحان الوطني للباكلوريا.
    بخصوص الباكلوريا الدولية، ما تقييمكم لها؟
    انطلقت تجربة المسالك الدولية للباكلوريا المغربية سنة 2014، واليوم أصبحت 50 في المائة من الثانويات تتوفر على الأقل على قسم المسالك الدولية للباكلوريا المغربية بالفرنسية أو الإنجليزية أو الإسبانية.
    هل عدد الأستاذة كاف في نظركم حاليا؟
    فيما يخص التدريس بالفرنسية، فإن العدد كاف، لأن هناك العديد من الأستاذة لهم تعليم عال بالفرنسية، أما بخصوص الباكلوريا بالإنجليزية، فإننا نواجه بعض الصعوبات، ولنا مشروع لتكوين مجموعة من الأساتذة من أجل تدريس المواد العلمية باللغة الإنجليزية.
    بخصوص الباكلوريا الفرنسية، هناك شراكة مع البعثات الفرنسية في هذا المجال، ما هو دور هذه البعثات في هذه الشراكة؟
    هذه الشراكة تسمح بتبادل البرامج، وفتح باب مؤسسات البعثات الفرنسية في وجه التلاميذ الذين اختاروا الفرنسية، وهناك تجارب ناجحة في هذا المجال في عدة مدن. وبالإضافة إلى ذلك، سنعمل على خلق مراكز للتفتح، على مستوى كل أكاديمية ونيابة، وهذه المراكز ستعطي الفرصة للتلاميذ لممارسة عدة أنشطة مثل المسرح، والرسم والرياضة، وقاعات للقراءة.
    ماذا بخصوص مذكرتي الوزارة حول تعليم المواد العلمية في الثانوي بالفرنسية التي أثارت جدلا؟
    فعلا، وجهت مراسلتين في 19 أكتوبر الماضي، تهمان التدريس بالفرنسية بخصوص مادتين علميتين فقط، هما الرياضيات في شعبة «العلوم الرياضية والتدبير»، والرياضيات والفيزياء في شعبة «مسالك التقني الصناعي والتجاري»،علما أن المواد الأساسية للشعبتين تدرسان بالفرنسية ولم يتم تعريبهما قط (مثل المحاسبة والإحصاء والاقتصاد). الهدف من هذا القرار هو تيسير اكتساب التلميذات والتلاميذ للمفاهيم العلمية والتقنية وللمعجم التخصصي الذي يحتاجونه لمتابعة دراستهم في التعليم العالي، فقد تبين لنا أن تلاميذ هذه التخصصات يجدون صعوبة في متابعة تعليمهم العالي بسبب دراستهم للرياضيات والفيزياء بالعربية، في حين أن هاتين المادتين تدرسان بالفرنسية في التعليم العالي، وهذا يعطي أفضلية لخريجي التعليم الخاص. بالمقابل، فإن هناك العديد من المواد مازالت تدرس بالعربية، مثل الفلسفة والاجتماعيات والتاريخ والجغرافيا
    هناك احتجاجات من طرف طلبة مراكز التكوين، وإضرابات بسبب قراركم فصل التكوين عن التوظيف، ما سبب هذا القرار؟
    السبب هو أننا في السابق كنا نجري امتحانات ولوج مدارس الأساتذة والمعلمين في يونيو أو يوليوز، أي قبل أن يصادق البرلمان على القانون المالي وعلى المناصب المالية لوزارة التربية، وهذا يخلق مشاكل، لأننا نقبل عدد أكبر من الذي رخصت لنا به وزارة المالية، فنجد مشكلا في إيجاد مناصب مالية لعدد من الخريجين. لهذا قررنا في يوليوز الماضي إصدار مرسوم حكومي يفصل التوظيف عن التكوين. فالمبدأ هو أن التكوين لا يكون من أجل الإدارة العمومية فقط، بل أيضا من أجل القطاع الخاص، أي أن من يجري الامتحان وينجح يحصل على تكوين لمدة سنة، ثم عليه بعد ذلك أن يجري امتحان التوظيف. ومن لم يتيسر له ولوج التوظيف، فهناك القطاع الخاص، وستكون أمامه أيضا فرص للعمل في دول الخليج، لأن له شهادة من معهد التكوين، علما أن بإمكانه كل سنة اجتياز مباراة التوظيف. للإشارة فقط، فإنه بدءا من سنة 2017، سيتم منع 14 ألف أستاذ تابع للوزارة من العمل في التعليم الخاص، وهذا سيجعل هناك طلبا لدى مدارس القطاع الخاص.
    لكن يفترض أن وزارتكم أخبرت الطلبة بهذه التغييرات؟
    أصدرنا المرسوم في 25 يوليوز 2015، وعندما أعلنا عن المباراة أخبرنا الطلبة أن نجاحهم لا يعني التوظيف مباشرة، وأنهم في وضعية «طلبة متدربين»، وليس «أستاذة متدربين» كما كان في السابق. أكثر من هذا، فقد اطلع المتدربون على محاضر تتضمن كل هذه الشروط الجديدة. وفي 12 أكتوبر الماضي، تم الشروع في التكوين، ولم يقع الإضراب إلا في 28 أكتوبر، وحاليا فإن جميع المراكز متوقفة، لأنهم يطالبون بعودة الحالة إلى ما كانت عليه في السابق، أي التوظيف مباشرة بعد التخرج من معاهد التكوين.
    كيف ستتعامل الحكومة مع هذه القضية؟
    الحكومة اتخذت قرارها بكامل المسؤولية وسنتعامل بصرامة، وسنتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ونحن نتمنى أن يتعقلوا ويعودوا إلى الدراسة.
    ماذا بخصوص التحقيق في تسريبات الباكلوريا، لماذا لم تكشفوا عن أي نتائج؟
    ما يمكن قوله هو أنني أحلتُ تقرير المفتشية العامة للوزارة على وزارة الداخلية، والملف أحيل على الشرطة القضائية التي تتولى حاليا التحقيق
    
    إقرأ المزيد...
    الذكرى المائوية للعلم المغربي
    الذكرى المائوية للعلم المغربي
     
     
    منذ أن اعتمده السلطان يوسف بن الحسن في السابع عشر من نونبر سنة 1915 علما رسميا للمغرب يعتبر اللّواء الأحمر الذي تتوسّطه نجمة خضراء خماسية الفروع الشعار السياسي الأبرز في بلادنا. فهو يرفرف فوق المباني الرسمية ويزين الشوارع والأزقة ويحمله المشجعون ويرفعه الرياضيون ويتغنى به الأطفال ويوضع على نعوش الشهداء. ولئن كان المغاربة يتعرفون على علمهم من بين ألف علم فإنهم لا يعرفون إلا القليل عن تاريخه ورمزيته. تعالوا بنا إذن لنكتشف هذا التاريخ ونكشف عن هذه الرمزية.
     
    
    إقرأ المزيد...