كيف تستعد نفسيا الى الامتحان ...؟ إلى كل الطلبة و التلاميذ المقبلين على الامتحانات
كيف تستعد نفسيا الى الامتحان ...؟
يتجاهل
الكثير من الطلبة و التلاميذ الإهتمام بالجانب النفسي أثناء استعدادهم
للامتحان فيسقطون في فخ حالات نفسية سلبية قد تؤثر على التركيز خلال فترة
التحضير والاستعداد أو داخل الفصل عند اجتياز الامتحان .
سنحاول
من خلال هذا الموضوع المتواضع الذي بين أيديكم و الموجه الى كل الطلبة و
التلاميذ المقبلين على الإمتحانات تقديم كيفية الاستفادة من الدعم النفسي و
تقنيات الخروج من الخوف و الارتباك و المحافظة على التركيز و الهدوء قبل و
أثناء الاختبار مشددين في نفس الوقت على أن الاستعداد النفسي لوحده لا
يعني شيئا اذا لم يرافقه الجد و الجهد و المثابرة و العمل المستمر كعناصر
أساسية تساهم في تحقيق النتيجة الايجابية المنتظرة، و هنا نستعرض بعض من
أهم النقاط التي يجب أن يركز عليها الطالب المقبل على الامتحان.
1- الايمان القوي
و الاعتقاد الجازم أن الامتحان أمر طبيعي جدا...اذ لا يعدوا كونه عملية
تقييم لما سبق من التحصيل و الدراسة طيلة السنة. لذلك على الطالب أن يعي
جيدا أن أسئلة الامتحان لن تنزل من الفضاء مثلا أو أنها ستكون تعجيزية و
غامضة ...كل ما في الأمر أنه اختبار لما سبق دراسته.لذلك لا داعي للتضخيم و
التهويل ...
2-
الخوف و الارتباك هو شعور انساني عادي بالنسبة للجميع، قد تنتابك أيها
الطالب عند الدخول الى قاعة الامتحان جرعة من الخوف تختلف من شخص لآخر، و
هنا وجب التركيز على أنها حالة عادية لن تستمر لأكثر من دقائق قليلة جدا...
اذا استمر الخوف معك و أحسست بنبضات قلبك تزداد بشكل سريع ، عدل من جلستك
و تنفس بهدوء بهذه الطريقة ؛ استنشق الهواء من أنفك مع العد حتى الرقم
خمسة، احتفظ به لأربع ثوان ثم أزفر بعدها و كأنك تطفئ شمعة لأطول مدة
ممكنة .
كرر
عملية التنفس أربع أو خمس مرات لتحس بالاسترخاء و تعدل من ضغطك الدموي و
نبضات قلبك ... قنينة الماء يجب أن لا تفارقك داخل قاعة الامتحان لتشرب
منها حتى و ان كنت لا تحس بالعطش . استرخ بهدوء و فكر بعمق أن الأمر لا
يعدوا كونه امتحان و ليس نهاية العالم. لا تربط أبدا نجاحك في الامتحان
بالنجاح في الحياة أو ما شابه و تعطي الأمر أكثر مما يستحق ...نجاحك في
الامتحان لا يعني النجاح في الحياة, و فشلك لا قدر الله لا يعني أنك انسان
فاشل أبدا .
3- التحضير
الجيد و العمل المنظم و المرتب بشكل متواصل هو من أسباب النجاح و زيادة
الثقة في النفس، لذلك على الطالب أن يضع جميع المشاكل الأسرية منها و
الفردية على رفوف الانتظار و الاهتمام بالامتحان و التحضير كأولى
الأولويات . كما يجب كذلك تجنب كل ما يمكن أن يعكر صفو مزاج الطالب قبل يوم
الامتحان من صدمات و نزاعات مع الأهل و الأصدقاء, لأن ذلك يقلل من القدرة
على التركيز و الاستيعاب و يتعب الذهن كما يشتت الجهود المركزة نحو الهدف
المنشود و هو النجاح في الاختبار .
4-
خلق جو من المحبة و الاخاء وسط الأصدقاء و المحيط العائلي ليكون ذلك
محفزا قويا و عنصرا أساسيا في رفع المعنويات و تعزيز الثقة في النفس التي
نحتاجها من الآخر في الاعتراف بجهودنا و قدارتنا في تخطي كامل الصعاب و
العقبات و تقدير الذات الايجابي الذي يعززه الآخر .
5- التحضير يجب أن يكون على فترات متقطعة و ليس بشكل متواصل يتعب الذهن و يشتت التركيز ما يقلل من نسبة الاستيعاب و الاستفادة...
6- قبل يوم من الامتحان وجب اتباع المراحل التالية ؛
- مراجعة خفيفة لأنني حضرت من قبل كل الدروس .
- وجبة العشاء وجب أن تكون خفيفة و سهلة الهضم كما يجب الحذر من ترك المعدة خاوية و الاكتفاء بالقهوة السوداء .
-"هام
جدا" الذهاب الى الفراش في ساعة مبكرة مع الحرص على التفكير الايجابي قبل
مداهمة النوم للجفون كأن تحدث نفسك أنك أعددت الزاد للامتحان ما فيه
الكفاية ، و أنك ناجح لا محالة في الاختبار، و أن الأسئلة ستكون سهلة و في
المتناول تماما.
-
الاستيقاظ قبل موعد الامتحان بساعة و نصف على الأقل، و تناول وجبة فطور
يمكن أن تتكون من كأس حليب مع التمر و شيء من الزبيب و بعض المكسرات التي
تساهم في تنشيط الذاكرة و المساعدة على التركيز.
- عند الذهاب الى قاعة الامتحان و جب الانتباه و الحذر من كل ما يمكن أن يعكر صفو المزاج أو يشتت التركيز .
لذلك
وجب مثلا عدم الدخول الى المواقع الاجتماعية و غرف الدردشة وما الى ذلك
... أو الدخول في جدال مع الطلبة الآخرين حول التخمينات في نوعية الأسئلة
التي يمكن أن تطرح خلال الامتحان .
7- كيف أتعامل داخل قاعة الامتحان ؛
-الجلوس بشكل مريح و اختيار الملابس و الأحذية المريحة كذلك لضمان عدم
تشتيت التفكير و الانشغال بأمور غير التركيز على الاجابة على أسئلة
الامتحان.
-قراءة الأسئلة بتأني كبير و عدم التسرع في الأجوبة .
بعدها
الشروع في الاجابة على الأسئلة التي عرف الطالب أجوبتها, و تدوين ذلك على
ورقة الامتحان بخط واضح و سهل القراءة، مع عدم الاكتراث لمن يسلمون
أوراقهم قبل انتهاء مدة الاختبار، لأن العبرة بمن أجاب الاجابات الصحيحة و
ليس من انتهى أولا . لكن الحذر واجب كذلك من أن يتحول الاستغراق في
التأني الى تردد و ارتباك فكل شيء بقدر .
- عند
الانتهاء من كل حصة لا تدخل في جدال مع أصدقائك حول الاجابات و مواقع
الصواب من الخطء. لأن ذلك يمكن أن يشوش عليك و يقلص طاقتك النفسية و
معنوياتك المرتفعة الضرورية و اللازمة للاسترسال في الاختبارات اللاحقة .ضع
تركيزك على الآتي و ما مضى من اجاباتك الخاطئة لا يمكن اصلاحه بالآسى و
الهم و الحزن . ستضعف طاقتك و تركيزك ليس إلا .
8-
هام . لا تنسى صلاتك و الدعاء في السجود أن يوفقك الله في اجتياز الامتحان
و النجاح و كل المسلمين . لا تتوانى في طلب دعاء الوالدين، كما لا تنسى
أن الامتحان مفتاح لمرحلة دراسية آخرى و ليس مفتاح النجاح في الحياة و
الكل في الكل . نجاحك في الامتحان جميل لكنه لا يعني نجاحك في الحياة .و
فشلك لا قدر الله في الامتحان خبر سيء , لكنه لا يعني فشلك في الحياة .
لذلك
اذا كان الفشل قدرك فلا تجعل الأوهام تسيطر عليك فتحاصرك الأحزان من كل
مكان ...المهم و الأهم هو ما تعلمته من دروس الفشل الضرورية لكل نجاح . لا
تنسى قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم اللهم لا سهلا الا ما جعلته
سهلا، و أنت تجعل الحزن اذا شئت سهلا" .
متمنياتي بالتوفيق للجميع ان شاء الله دعواتكم .
"حسن الخضراوي"
مواضيع ومقالات مشابهة